سعادة الأخ الأستاذ/ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير جريدة اليوم، الدمام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اطلعت، وبكل اهتمام، على المقال الذي كتبتموه على صفحات جريدة اليوم، في عددها الصادر بتاريخ 28 رجب 1435ه بعنوان: (النزاهة والشفافية، ورؤية ملك) وهو الذي عبرتم فيه عن المشاعر التي تختلج في خواطر المنصفين في هذا الوطن الكريم - أمثالكم - نتيجة ارجافات البعض حول تفخيم حالات انعدام النزاهة في كل شيء حولنا، الى حد جعل المواطن يشعر وكأن المملكة قد تحولت الى غابة من الفساد في كل الانحاء، بينما ما حولنا من مظاهر الصلاح والاصلاح والنهضة والتنمية يدحض ذلك، خاصة عند المقارنة بما عليه بلدان عديدة حولنا. انني، ومن خلال معايشتي لمسؤولياتي خلال الاعوام الثالثة الماضية، ادرك تمام الادراك ان مجتمعنا- كغيره من المجتمعات- لا يخلو من الاخطاء، ولا ينجو من صور الفساد الاداري والمالي، الا ان الامر ليس بالسوء والقتامة التي يحوّل بها في وسائل الاعلام وفي قنوات التواصل الاجتماعي الى اتهامات وغمز ولمز لم يسلم منه احد، وهو ما أثر سلبا على ثقة المواطن في اجهزة الدولة وقدراتها. وما حررت لكم هذه الرسالة، أخي أبا نواف، إلا للتعبير عن تقديري الخاص لطرحكم المتعقل، ولمشاركتي لكم هذا الشعور الوطني، وتمنياتي الاستمرار في التواصل على هذا النحو الذي يساعد على التبصر والتمييز بالتالي بين الفاسد وغيره من الممارسات، وعدم اطلاق التهم جزافا بدون دليل، وهو ما يعين الجهات الرقابية على تتبع قضايا الفساد وكشفها، بعيدا عن مظان السوء، والتجريم المسبق، والحكم على النيات. ومن ثم فإنني اشعر بأن وسائل الاعلام يمكن ان تقوم بدور عظيم في هذا الاتجاه اذا غلبت الحكمة والمنطق، مثلما فعلتم.. ولي كلمة واحدة اخيرة، وهي ان من حق هذا الأب الكبير الذي تحمّل هموم الامة، وكانت له الرؤية الثاقبة الصائبة في قمع بؤر الفساد، بما تبناه من اصلاحات غير مسبوقة، ان تذكر جهوده بالخير كما تفضلتم في عنوان مقالتكم، وأن ندعو له بالتوفيق والسداد.
محمد بن عبدالله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد