تكبدت قوات النظام خسائر في الاشتباكات الدائرة بمدينة حلب والتي واصل الطيران قصفها بالبراميل المتفجرة. كما افاد ناشطون بسقوط قذائف هاون على أحياء متفرقة من دمشق فجر امس، فيما اعتبر ائتلاف المعارضة السورية ان الانتخابات التي افضت الى اعادة انتخاب بشار الاسد «غير شرعية»، مؤكدة استمرار الثورة ضده. وقالت وكالة مسار برس: إن مقاتلي المعارضة قتلوا عددا من قوات النظام في الاشتباكات الدائرة بحي الميدان في مدينة حلب، في حين أشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن كتائب المعارضة نسفت بلغم أرضي سيارة للنظام محملة بالذخيرة قرب السجن المركزي في المدينة. في المقابل، واصلت مروحيات النظام قصفها بالبراميل المتفجرة، حيث سقط قتلى وجرحى مدنيون جراء سقوط برميل متفجر على حي قاضي عسكر في حلب، كما سقط برميلان متفجران على القرى المحيطة بجبل عزان في الريف الحلبي، وفق اتحاد تنسيقيات الثورة. وقالت شبكة مسار: إن قتلى وجرحى سقطوا جراء غارات بالبراميل المتفجرة استهدفت حيي القاطرجي وبستان القصر في حلب، كما استهدفت غارة جوية مناطق مارع وعندان وكفر حمرة بريف حلب، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى. قذائف هاون وفي دمشق، شهدت أحياء أبو رمانة والصالحية والقصاع ومنطقة العباسيين والحلبوني وشارع بغداد في وقت مبكر من صباح أمس، سقوط عدة قذائف هاون دون أنباء عن سقوط ضحايا وفق ما أفادت به وكالة سوريا برس المعارضة. وعلى خلفية احتفالات أنصار بشار الأسد، قالت سوريا مباشر: إن إطلاق النار العشوائي في المناطق الموالية للنظام احتفالا بفوز الأسد أوقع أربعة قتلى وعشرة جرحى نقلوا إلى مستشفى المجتهد، في حين أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن إطلاق النار العشوائي أوقع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى. وسبق ذلك تصدي كتائب من الجيش الحر لمحاولة اقتحام قوات النظام مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية وفق مسار برس، في حين دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في حي تشرين، جراء محاولة مجموعة من جيش النظام التسلل إلى المنطقة عن طريق أسطح المنازل طبقاً لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية. ودارت معارك عنيفة على أطراف بلدة ببيلا في ريف دمشق أمس، بين مقاتلين من كتائب الثوار وقوات النظام من جهة سيدي مقداد وسط قصف عنيف بالدبابات يستهدف البلدة بحسب سوريا برس. وقد أطلق الجيش الحر أول أمس معركة في داريا بريف دمشق اسمها «خلاصنا بجهادنا»، تمكن خلالها من السيطرة على كتلة من المباني السكنية على الجبهة الشمالية للمدينة في معارك أوقعت عشرين قتيلاً بصفوف قوات النظام، كما تمكن عناصر الثوار من اكتشاف ثلاثة أنفاق لجيش النظام والسيطرة عليها وفق ناشطين. وفي ريف دمشق الشرقي أفاد ناشطون بتجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في بلدة المليحة، وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدف البلدة، في حين دارت مواجهات مسلحة على جبهة المتحلق الجنوبي غرب مدينة زملكا، وسقط صاروخان أرض أرض على مزارع مدينة كفربطنا، كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مدينة عدرا العمالية بريف دمشق. قصف واشتباكات وفي حماة أفاد مركز صدى الإعلامي بأن عددا من قوات النظام قتلوا، جراء تفجير سيارة كانت تقلهم بين قريتي معان والشعثة بريف حماة. وفي إدلب قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة مدينة معرة مصرين، مما أدى إلى مقتل سيدة وإصابة عدد من المدنيين بجروح. وفي حمص دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهات عين حسين والعامرية شرقي مدينة تلبيسة بريف المدينة الشمالي. وفي درعا بجنوب البلاد نقلت مسار برس أن مقاتلي المعارضة نصبوا كمينا لقوات النظام على طريق نوى الشيخ مسكين وقتلوا عنصرين منها، في حين تدور اشتباكات في مدينة بصرى الشام. وفي اللاذقية استهدفت قوات المعارضة بالهاون تجمعات قوات النظام في بلدة البدروسية بريف المدينة، وتصدى الجيش الحر لمحاولة عناصر من الدفاع اقتحام منطقة النبعين بريف اللاذقية. هضبة الجولان من جهة أخرى، أعلن الجيش الاسرائيلي أن قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية سقطت في شمال هضبة الجولان المحتلة من دون ان تسفر عن اصابات او اضرار. وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية: إن «المعلومات الاولى تفيد ان خطأ حصل في عملية الاطلاق»، لافتة الى انه اثر سقوط القذيفة تم «تفعيل» نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ والموجود في تلك المنطقة من دون تفاصيل اضافية. واسرائيل رسميا في حال حرب مع سوريا. وتحتل منذ العام 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويشهد الوضع على الحدود بين اسرائيل وسوريا توترا منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، لكن الحوادث اقتصرت على اطلاق نار من اسلحة خفيفة او اطلاق قذائف هاون سقطت على مواقع للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها غالبا. استمرار الثورة سياسيا، اعتبرت المعارضة السورية أمس، ان الانتخابات التي افضت الى اعادة انتخاب بشار الاسد «غير شرعية»، مؤكدة استمرار «الثورة» ضده، وذلك في بيان للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة. وجاء في البيان: «يؤكد الائتلاف الوطني السوري أن هذه الانتخابات غير شرعية ولا تمثل الشعب السوري. كما يؤكد الائتلاف أن الشعب مستمر في ثورته حتى تحقيق أهدافها في الحرية والعدالة والديمقراطية». وكان رئيس مجلس الشعب السوري، محمد جهاد اللحام، أعلن مساء الأربعاء، إعادة انتخاب الأسد لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات، اثر نيله 88,7 % من اصوات المقترعين في الانتخابات التي اجريت الثلاثاء في المناطق التي يسيطر عليها النظام. واعتبر الائتلاف في بيانه ان النظام يكون بذلك «انهى (...) آخر فصول المسرحية الهزلية، وذلك بإعلان فوز المجرم بشار في انتخابات قاطعها معظم السوريين في الداخل». من جانبه انتقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الانتخابات الرئاسية، ورأى هيج أن الانتخابات ليس لها علاقة بالديمقراطية الحقيقية. كما رفض هيج نتيجة الانتخابات، وقال: «الأسد فقد من شرعيته قبل الانتخابات، والآن أيضاً» . كما رأى الوزير البريطاني أن إجراء انتخابات أثناء الحرب الأهلية هو بمثابة دعم للديكتاتورية وإهانة للسوريين الذين طالبوا بالسلام والتحول السياسي. فيما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ مجددا إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية وأكد مساندة بلاده لانتقال سياسي شامل وعرض تعزيز المساعدات للاجئين السوريين. وقال شي خلال كلمة لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بثها التلفزيون الحكومي على الهواء: «تحترم الصين المطالب المعقولة للشعب السوري وتساند الاعتماد المبكر لبيان جنيف والبدء في عملية سياسية شاملة من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية السورية». نقل الكيماوي على صعيد آخر، جددت منسقة الأممالمتحدة لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية الأربعاء دعوة النظام السوري الى تسليم آخر مستوعبات الاسلحة الكيميائية لديه. واوضحت سيغريد كاغ في مؤتمر صحافي بمقر الاممالمتحدة في نيويورك ان نحو 7,2 % من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية لا تزال في سوريا. وتقول السلطات السورية من جهتها: ان المواد السامة موجودة في موقع واحد لكن نقلها غير ممكن لاسباب امنية. وقالت كاغ: «ندعو كل الدول الاعضاء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى استخدام نفوذها لضمان التسليم الفوري لاخر الاسلحة الكيميائية»، موضحة انها ستعود الى دمشق خلال ايام. وشددت على ان استمرار الدول الاعضاء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في الضغط على دمشق هو أمر «رئيسي». ويتساءل الدبلوماسيون الغربيون حول مستقبل هذه المهمة. وأعربت سيغريد كاغ عن «أملها في أن ينتهي كل شيء قبل نهاية سبتمبر». وقالت: ان الفريق المؤلف من 110 اشخاص سوف يتقلص بعد 30 يونيو الى اقل من 50 شخصاً. وسوف تتم عمليات التفتيش كل شهرين على الارض، ويمكن ان تتم من لاهاي. وينبغي نقل الاسلحة الكيميائية عبر ميناء اللاذقية على سفن دنماركية ونرويجية تمهيدا لتدميرها على متن سفينة اميركية وكذلك في فنلندا والولايات المتحدة وبريطانيا.