إلا نور.. فلو فعلها الاتحاديون.. فستكون هزة مدمّرة في ضمير الرياضة.. وذبحًا من الوريد إلى الوريد للوفاء.. ونهاية حزينة لنجم شغل الجماهير كل الجماهير لسنوات طوال محليًا وقاريًا ..!! لا أعرف لماذا باغتتني الحروف.. حينما دس اسمك في دفتر الوفاء وجزاء سنمار .. فجأة وبدون مقدّمات.. أخرجت سيفي من غمده.. بعثرت أوراقي وأشيائي.. بحثت عن محبرتي.. فقلمي عصي لا ينساب بأريحية مع الأحرف التي داهمته من غير موعد.. يا لها من صدفة.. تساءلت: كيف تتحوّل الدموع لمحبرة تتسارع فيها وتيرة الحروف والكلمات والجمل؟؟ هي الدمعة إذًا .. تلك التي رست في ميناء القهر.. هرولت كثيرًا على الخدين.. وسقطت في العشب الأخضر.. لتكون شاهدة في مدينة التكنولوجيا.. إن الأحاسيس والمشاعر والعواطف لا تموت ..!! أحاول أن أفك طلاسمها فلا أستطيع.. أتساءل: هل هي قمر نام على راحة خد؟ أم نجمة ليل طالت فلم ترَ فجرها المعتاد؟ يأخذني الوقت أكثر في تأمل تلك الدمعة.. ووجه سؤال آخر يطل من فرجة العين.. من مارس الإقصاء لنور.. ومن يريد أن يهدم مسيرته في أواخر عشقه مع المستديرة؟!! ليطل سؤال آخر برأسه: هل هناك اتحادي واحد يحاول إطفاء (نور)؟ وهل هناك مَن «يحاول تقليم أظافره» بحُجة بناء فريق جديد.. والكبش هذه المرة يجب أن يكون أسطورة الاتحاد؟!! تساءلت: ألم يذكروا تلك الدمعة الشهيرة في مشواره.. وتساءلت أكثر: أليس هو مَن تغنى به الاتحاديون على المدرجات وفوق حبر الصفحات.. وفي الفضاء وفي كل مكان.. حتى أصبح نور للاتحاديين أغنية "الأماكن". يا لهذا النور.. في كل محطة له تغتاله «الأقدار».. يتصاعد الصمت في مسيرته.. فالقضية في ملفه دائمًا ما تسجّل ضد مجهول.. سواء كان الاتحاد بطلًا .. أم هرمًا..!! مطلوب من نور ألا ينحني في الرمق الأخير من مشواره.. فما زال للمجد بقية.. فقط عليه صياغة أبيات قصيدته من جديد.. والتعامل بحذر مع الأمتار الأخيرة في ماراثونه الطويل مع كرة القدم..!! إنه مدعو دائمًا لولائم القهر رغم إنجازاته المتناثرة هنا وهناك.. وفصول حياته مع معشوقته عرش من الألغاز.. في أكثر من مناسبة يقع ضحية وفريسة.. هل تذكرون قضية توقيع عقده مثلًا؟ ترى مَن هو الجلاد فيها ومَن هو الضحية؟ ينتابني شعور بأن «النور» كلما حاول أن يشعّ ضوؤه في كل الأماكن .. هناك مَن يأخذه لأعمدة متكلسة لإطفائه.. وان شعّ نوره فهو كعنق صباح يتدلّى من مشنقة الظلام.. ظلام أولئك الذين يحاولون أن يضعوا اسمه على فوّهة بركان.. وبدأوا يرشقون تاريخه في ختام مشواره الكروي..!! هو وحده مَن يكتوي بنار «اللاعبين» في ملف الحقيقة.. كثيرون جعلوه ضحية.. وكثيرون تاجروا باسمه.. وكثيرون هم مَن أحبوه وعشقوه.. لكن الحيرة قتلتهم.. فمن أحبّوه أدخلوه في دهاليز تصفية الحسابات داخل البيت الواحد.!! ما الذي يفعله؟ إذا كان صدره يستقبل سهام مَن ينتمي لهم.. !! ما الذي يفعله.. وغيره ينبش في الرمل.. من أجل سكب الزيت على النار .. لتشتعل في العميد بإمضاء «نور» الغائب عن لعبة الحسابات.. والحاضر في مؤامرات الآخرين..!! مطلوب من نور ألا ينحني في الرمق الأخير من مشواره.. فما زال للمجد بقية.. فقط عليه صياغة أبيات قصيدته من جديد.. والتعامل بحذر مع الأمتار الأخيرة في ماراثونه الطويل مع كرة القدم..!! ومطلوب أكثر ألا يصغي لمن يريد زجّه في صراعات هو خارج حساباتها.. والمطلوب أكثر ألا يلتفت لمقولة "نور انتهى"..!! نور لا تتعب من الركض.. فأنت ما زلت تسبح في فضاء النجومية.. ما زلت تبهر.. وما زلت السهم الأكثر ارتفاعًا في بورصة نجوم العميد..!! "النور".. لا ينبغي أن يحل الظلام مكانه.. وحافة الظل مكان غير مناسب لفنك ومهارتك وإنجازاتك.. ومَن يستسلم لحجارة الصبية لا يمكن أن يدخل في خانة الأبطال.. وقد عهدناك بطلًا في أحلك الظروف.. لا ترضى إلا بالتوهّج والتألق، ولا تنحني أمام العواصف، والجيل الجديد إذا لم يقُدهم مثلك.. فعلى العميد السلام..!!