قال نشطاء المعارضة السورية ان نظام الأسد قصف مدينة اللطامنة بغاز الكلور السام، فيما افاد المرصد السوري بمقتل نحو 2000 مدني في حلب منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام غالبيتها بالبراميل المتفجرة. وسجلت الهيئة العامة للثورة عشرات من حالات الاختناق بين سكان مدينة اللطامنة في ريف حماة جراء قصف النظام السوري لها بغاز الكلور. كما أفادت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام استهدفت بصواريخ أرض أرض بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، تزامناً مع تجدد القصف العنيف على المنطقة الشمالية لمدينة داريا. وأفادت شبكة شام بدورها أن قوات النظام تواصل قصفها بالدبابات والمدفعية الثقيلة على مدينة تلبيسة في ريف حمص. وأفادت لجان التنسيق عن قصف بالدبابات على بلدة النعيمة، فيما يستمر القصف بالبراميل المتفجرة على مدينة أنخل. نزوح وشهدت مدينة ادلب حركة نزوح كبيرة باتجاه مناطق الريف الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة، خشية عملية عسكرية وشيكة تحضر لها الكتائب المسلحة ضد المدينة الخاضعة لقوات النظام. وسبق حركة النزوح قرار صدر عما يعرف بالهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة، يقضي بإغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب ابتداء من عصر الخميس. وبررت الهيئة قرار الإغلاق بدخول العديد من السيارات الملغمة إلى مناطق الريف قادمة من المدينة الخاضعة لقوات النظام. وتأتي موجة النزوح بعد يوم دامٍ وهو الأربعاء، إذ أكد ناشطون سوريون سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة ببلدة معارة النعسان في ريف إدلب. كما قالت شبكة سوريا مباشر إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب عشرات آخرون إثر انفجار سيارة مفخخة في سوق المحروقات بالبلدة. وتشهد محافظة إدلب في الأيام الأخيرة قصفا مكثفا من قبل قوات النظام، ولا سيما بعد سيطرة الثوار الاثنين الماضي على حاجزي الخزانات والسلام. ضحايا البراميل قتل حوالي الفي مدني بينهم اكثر من 500 طفل منذ بداية العام في غارات ينفذها النظام السوري غالبيتها بالبراميل المتفجرة على منطقة حلب، فيما تستمر حملة القصف قبل ايام من الانتخابات الرئاسية على الرغم من تنديد المنظمات الدولية. وجاء في بريد الكتروني للمرصد السوري لحقوق الانسان صدر امس: «بلغ 1963 شهيداً عدد المواطنين المدنيين الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم جراء القصف بالبراميل المتفجرة والطيران الحربي، على مناطق في مدينة حلب وريفها منذ مطلع العام الجاري وحتى ليل 29 مايو». واوضح ان القتلى يتوزعون بين «567 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و283 مواطنة، و1113 رجلا فوق سن الثامنة عشرة». ولا يشمل هذا الاحصاء القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة الذين غالبا ما تستهدفهم الغارات الجوية. وظلت مدينة حلب، العاصمة الاقتصادية سابقا لسوريا، في منأى عن اعمال العنف حتى بداية صيف 2012، عندما اندلعت فيها المعارك، وباتت القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة تتقاسم السيطرة على احيائها. ومنذ منتصف ديسمبر، يشن الطيران الحربي والمروحي السوري غارات مكثفة شبه يومية على مناطق سيطرة المعارضة في المدينة وريفها. ونددت منظمات دولية ودول بهذه الحملة. ويقول ناشطون انها تهدف الى اخضاع المدينة بالنار، بعد ان تمكن النظام من طرد مقاتلي المعارضة من مناطق اخرى في البلاد عبر حصارها لاشهر طويلة، ما تسبب بنقص المواد الغذائية والطبية وقبول المقاتلين فيها بوقف القتال وبتسويات مع النظام بهدف فك الحصار. والبراميل المتفجرة عبارة عن خزانات صغيرة او عبوات غاز فارغة تملأ بمتفجرات وبقطع حديدية، وتقوم بالقائها طائرات مروحية. وبالتالي، هي غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد اهدافها بدقة. واشار المرصد في بيان الى انه ينشر هذه الحصيلة «قبل ثلاثة أيام من مهزلة الانتخابات الرئاسية، (...) كنموذج عن جرائم الحرب التي ترتكب في سوريا، وإنجازات الرئيس بشار الأسد المتوقع بقاؤه في سدة الرئاسة بعد لانتخابات. وجدد الدعوة الى احالة «ملفات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا إلى محاكم دولية مختصة». وقال المدير المساعد لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» في الشرق الاوسط وشمال افريقيا نديم حوري في ابريل ان «الرئيس الاسد يتحدث عن انتخابات، لكن بالنسبة الى سكان حلب، الحملة الوحيدة التي يشهدون عليها هي حملة عسكرية من البراميل المتفجرة والقصف الذي لا يميز». ويوما بعد يوم، تزداد المأساة الناتجة عن الحرب المدمرة في سوريا. واشار تقرير صادر عن الاممالمتحدة وزع الخميس الى ان النزاع اغرق البلاد في وضع اقتصادي مأساوي، اذ بات نصف السكان يعانون من الفقر، بينما النظامان التربوي والصحي مرهقان. الحرب الصامتة وفي بيان وزع في بيروت الجمعة عن بعثة الاتحاد الاوروبي، قالت المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جيورجيفا حول الوضع السوري، «خلف صور الحرب والدمار تحتدم الحرب الصامتة. وليس المدنيون ضحايا لهجمات قذائف الهاون وتفجير البراميل وتبادل إطلاق النار فقط، فهم يعانون أيضا من العواقب طويلة الأمد للصراع الذي خلف العديد من الأشخاص غير القادرين على الحصول على الرعاية الطبية الأساسية». واشارت الى ان حوالي مئتي الف سوري لقوا مصرعهم منذ بدء النزاع «نتيجة الأمراض المزمنة بسبب نقص فرص الحصول على العلاج والأدوية»، مشيرة الى ان هذا الرقم «يفوق العدد المقدر للأشخاص الذين لقوا حتفهم كنتيجة مباشرة للحرب»، وهو 162 الف قتيل.