قالت المنظمة السورية لحقوق الانسان /سواسية/ ان قوات الامن السورية قتلت ما لا يقل عن عشرة متظاهرين الجمعة عندما فتحت النار على جموع المحتجين في مدينة حماة. وقال ثلاثة من سكان المدينة ان قوات الامن -ومن بينها قناصة- فتحت نيران أسلحتها الآلية على آلاف المتظاهرين في البلدة القديمة وفي ساحة العاصي القريبة حيث جرت أكبر احتجاجات بالمدينة منذ بدء الانتفاضة في مارس الماضي. اطفال سوريون يحملون صورة حمزة الخطيب أمام القنصلية السورية في استانبول الجمعة . « رويترز» وأضافوا ان عشرات المصابين نقلوا الى مستشفى الحوراني بالمدينة الواقعة على بعد 300 كيلومتر الى الشمال من العاصمة دمشق. وكان اكثر من خمسين الف شخص تظاهروا الجمعة ضد النظام السوري في حماة وسط سوريا حيث اطلقت قوات الامن الرصاص في الهواء لتفريقهم، على ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي مقره لندن "انها اضخم تظاهرة في حماة منذ بداية حركة الاحتجاج" في سوريا منتصف مارس. واشار المصدر الى "اطلاق نار كثيف" من قوات الامن على المتظاهرين. كما توقفت خدمة الانترنت صباح الجمعة في دمشق واللاذقية (شمال غرب)، بحسب ما ذكر سكان العديد من الاحياء في المدينتين لوكالة فرانس برس. وجاء انقطاع خدمة الانترنت في الوقت الذي من المقرر ان تنظم فيه تظاهرات جديدة مناهضة للنظام في البلاد. وقال العديد من السكان ان "الانترنت مقطوعة" في دمشق منذ الصباح. واكد ناشط حقوقي "في اللاذقية الانترنت مقطوعة" ايضا. وكان تم قطع خدمة الانترنت ليوم في بداية ابريل بسبب عطل نجم عن الضغط على الشبكة بحسب شركة الاتصالات السورية. كما قال سكان ان القوات السورية استخدمت الجمعة الذخيرة الحية لتفريق متظاهرين في مدينة دير الزور بشرق البلاد مع اندلاع مظاهرات في شتى انحاء البلاد في تحد للحملة التي يشنها الجيش. وقال ناشطون وسكان ان الالاف ساروا في ادليب بشمال غرب البلاد وفي المنطقة الكردية في الشمال الشرقي وعدد من ضواحي العاصمة دمشق ومدينة حمص في الوسط وحماة في الشمال وبلدتي مضايا والزبداني الى الغرب من دمشق قرب حدود لبنان وفي الجنوب في سهل حوران حيث تطوق الدبابات عددا من البلدات والقرى. احتجاجات على مقتل الاطفال و خرج المئات من المحتجين الى الشوارع في مدينة اللاذقية وبانياس الساحليتين الجمعة في الوقت الذي يستعد فيه عدة الاف للقيام بمسيرة لاحياء ذكرى مقتل الاطفال خلال اسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة. كما قال سكان ان القوات السورية استخدمت أمس الجمعة الذخيرة الحية لتفريق متظاهرين في مدينة دير الزور بشرق البلاد مع اندلاع مظاهرات في شتى انحاء البلاد في تحد للحملة التي يشنها الجيش. وقال نشطاء ان المحتجين كانوا يهتفون قائلين " الله اكبر" في كلتا المدينتين. وجرى فرض اجراءات امنية مشددة في اللاذقية مع اقامة حواجز أمنية اضافية ونشر قوات اضافية. و أكد عدة الاف على التظاهر "في جمعة اطفال الحرية" لاحياء ذكرى الاطفال الذين قتلوا منذ اندلاع الاضطرابات التي تطالب بالحريات السياسية واجراء اصلاحات. وذكرت منظمة الاممالمتحدة للطفولة(اليونيسف ) ان ما لا يقل عن 30 طفلا قتلوا جراء اطلاق النار عليهم في الحملة العنيفة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ووفقا لجماعات حقوقية، قتل نحو 1100 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات. وكان الغضب ازاء الاعتقالات وانتهاكات حقوق الانسان وقتل الاطفال خلال الاضطرابات قد تصاعد في الايام الاخيرة بعدما سرب نشطاء مقاطع مصورة لجثة مشوهة لصبي /13عاما/ يزعمون انه تعرض للتعذيب حتى الموت على ايدى قوات الامن. واعلنت السلطات السورية الاربعاء انه سوف يتم فتح تحقيق شامل في وفاة الصبي الذي حددت هويته على انه يدعى حمزة الخطيب. وتقول انه توفى متأثرا بجراح جراء اصابته بطلق ناري خلال احتجاج في مدينة درعا جنوب البلاد. واعربت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن املها في ان تقنع وفاة الصبي سوريا بان تبدأ تحولا الى ديمقراطية حقيقية . وكان 15 مدنيا قد قتلوا في سوريا برصاص قوات الامن الخميس عشية يوم جمعة جديد من التظاهرات، وفي تركيا دعا "المؤتمر السوري للتغيير" المنعقد في مدينة انطاليا التركية في بيانه الختامي مساء الخميس الرئيس السوري بشار الاسد الى "الاستقالة الفورية" والى "تسليم السلطة الى نائبه"، مكررا عزمه العمل على "اسقاط النظام". وجاء في البيان الختامي الذي تلي في ختام اعمال المؤتمر ان المجتمعين "يلتزمون برحيل بشار الاسد واسقاط النظام ودعم الحرية ويدعونه الى الاستقالة الفورية من جميع مناصبه وتسليم السلطة حسب الاجراءات المرعية الى نائبه". ودعا البيان الختامي ايضا "الى انتخاب مجلس انتقالي يضع دستورا ثم تتم الدعوة الى انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة لا تتجاوز العام ابتداء من استقالة الرئيس" السوري. كما اكد البيان الختامي "الاستمرار في دعم ثورة شعبنا حتى تحقيق اهدافها مصرين على اركانها الوطنية الحفاظ على وحدة التراب الوطني ورفض التدخل الاجنبي مشددين على ان الثورة لا تستهدف اي فئة معينة". وانتخب المؤتمرون ايضا "هيئة وطنية" تتألف من 31 عضوا تضم ممثلين عن جميع المشاركين في المؤتمر "مهمتها اختيار هيئة تنفيذية تقوم بوضع خطة عملية لحشد الدعم للداخل". من جهتها وبعد شهرين ونصف الشهر، باتت الادارة الامريكية تستخدم صيغا اكثر تشددا ازاء الازمة السورية الا انها لم تطالب صراحة حتى الان بتنحي الاسد. واعرب المستشاران الخاصان للامين العام للامم المتحدة بان كي مون المكلفان بالوقاية من جرائم الابادة الجماعية وحماية المدنيين عن "قلقهما الشديد" ازاء الاعداد المتزايدة للقتلى المدنيين الذين يسقطون في سوريا. وقال الخبيران فرانسيس دينغ وادوارد لوك "نحن قلقان خصوصا مما يبدو انه اعتداءات منهجية من جانب الشرطة والجيش وقوى امنية اخرى على مدنيين عزل وقعت خلال الشهرين الماضيين من الاحتجاجات". واضافا في بيان مشترك ان "الاعتداءات المنهجية والواسعة النطاق التي ابلغ عنها في سوريا استهدفت في المقام الاول السكان المدنيين"، مشددين على ان "هذا يؤكد على ضرورة اجراء تحقيق مستقل ومعمق وموضوعي في جميع الاتهامات حول انتهاكات القانون الدولي".