كشفت تقارير إخبارية أمس أن كتائب المعارضة السورية تسلمت صواريخ فرنسية مضادة للطائرات، واصفة هذا بأنه "خطوة كبيرة نحو تغيير ميزان القوى على الأرض". في وقت يعتزم فيه الرئيس الاميركي السماح لقواته بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية. ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر مطلعة قولها إن الجولة المهمة لرئيس ائتلاف المعارضة السورية المعارض أحمد الجربا والتي التقى فيها الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا أولاند قبل أسبوعين أثمرت اتفاقاً لتسليح الجيش السوري الحر بسلاح نوعي، في إطار سياسة تصعيدية ضد النظام السوري. وأفادت المصادر بأن "كتائب المعارضة في إدلب ودرعا تسلمت بالفعل صواريخ مضادة للطائرات فرنسية الصنع"، موضحة ان هذه الصفقة "مولها بلد عربي بهدف تغيير ميزان القوى ودفع النظام وحلفائه لقبول المفاوضات وصولاً إلى حل سياسي". تدريب أمريكي فيما يعتزم الرئيس الاميركي باراك اوباما السماح للقوات الاميركية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة من اجل التصدي لتصاعد نفوذ المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في هذا البلد، على ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الثلاثاء. ورفض البيت الابيض ان يؤكد او ينفي الخبر مكتفيا بالقول ان الرئاسة "تواصل تقييم الخيارات المتاحة لمكافحة المخاطر الارهابية الصادرة من سوريا والمساعدة على وضع حد للازمة". كذلك رفضت وزارة الخارجية الإدلاء بأي تعليق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين ان "السياسة الحالية تبقى تعزيز المعارضة المعتدلة التي تقدم بديلا لنظام الاسد الوحشي وللعناصر الاكثر تطرفا داخل المعارضة". واضافت "لدينا منذ وقت طويل مجموعة من الخيارات. اعلنا بوضوح اننا ننظر الى سوريا كمشكلة طابعها مكافحة الارهاب وبالتاكيد اننا نأخذ هذا الامر في الاعتبار في الخيارات التي نبحثها". ويقتصر الدعم الاميركي للمعارضة السورية بحسب الموقف الرسمي على مساعدات غير قاتلة بقيمة 287 مليون دولار مع أن هناك انباء افادت عن مشاركة وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) في برنامج سري لتدريب مقاتلين من المعارضة المعتدلة في الاردن. وقد يعلن اوباما هذا الموقف الاميركي الجديد في خطاب يلقيه غدا الجمعة في كلية وست بوينت الحربية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الادارة ان "الرئيس سيعلن بوضوح نيته توسيع دعمنا للمعارضة السورية المعتدلة وزيادة دعمنا لجيران سوريا الذين يواجهون التهديدات الارهابية الناجمة عن الوضع الذي تسبب به الاسد في سوريا". لكن الرئيس لن يكشف تفاصيل عن عدد المقاتلين الذين سيتم تدريبهم ولا مكان اجراء هذا التدريب، بحسب وول ستريت جورنال. عام من المشاورات وهذا الموقف وفق الصحيفة هو ثمرة مشاورات داخل الادارة الاميركية استمرت عاما كاملا وسط تجاذب بين تيار يطالب بزيادة الضغط على النظام السوري واخر يخشى الانزلاق نحو نزاع جديد في الشرق الاوسط. غير ان "وول ستريت جورنال" كتبت ان تنامي قوة المتطرفين في صفوف المعارضة السورية والضغط الذي مارسه حلفاء واشنطن في المنطقة افضيا الى هذا القرار. وكان مصدر في المعارضة السورية المسلحة افاد في الاسابيع الماضية عن تسلم المقاتلين 20 صاروخا مضادا للدبابات اميركي الصنع من طراز "تاو" من "جهة غربية". وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم" التي تعد جزءا من الجيش السوري الحر حصلت لاول مرة على 20 صاروخ "تاو" مضاد للدبابات "من جهة غربية". وتضم حركة حزم عددا من ضباط الجيش والجنود السابقين الذين انشقوا عن الجيش للانضمام الى الحركة المسلحة المعارضة للنظام. واضاف المصدر ان المعارضة تلقت وعدا بامدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت "بطريقة فعالة"، مضيفا ان هذه الصواريخ استخدمت حتى الان في مناطق ادلب وحلب واللاذقية شمال سوريا.