قالت مصادر عربية رفيعة المستوى ل»الحياة» في لندن ان مسارين سيلازمان الازمة السورية في الاشهر المقبلة يتمثل اولهما باستمرار الدعوة الى عقد مؤتمر «جنيف -2» و»التحضير الجيد» له، فيما يتمثل المسار الثاني بتصعيد عملية تسليح المعارضة السورية واعادة هيكلتها تحت قيادة «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم ادريس، لمنع نظام الرئيس بشار الاسد من الاعتقاد انه كسب الحرب. واضافت المصادر ان قرار تسليح المعارضة «جدي تماما» وان تغييرا طرأ على الموقف الاميركي الذي لن يسمح لروسيا وايران بتكريس بقاء الاسد وابطال اي تفكير بعملية انتقالية في سورية. في غضون ذلك، واصلت قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» عملياتها العسكرية للسيطرة على ريف حمص بمحاذات حدود لبنان لربط دمشق بالساحل السوري، واقتحمت مدينة القريتين مع تنفيذها «اعدامات ميدانية» في مدينة تلكلخ المجاورة لحدود لبنان، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان». ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية امس ان وكالة الاستخبارات الاميركية (سي أي ايه) بدأت بنقل اسلحة الى الاردن من مصادر مختلفة ضمن خطة لتسليح مقاتلي المعارضة خلال الاشهر المقبلة وتوسيع الدعم الاميركي للمعارضة المعتدلة، على ان يجري تنسيق الدعم العسكري من الدول الاوروبية والعربية كي تقوم المعارضة ب»دفعة مركزة» من الهجمات في بداية آب (اغسطس) المقبل. واشارت الصحيفة الى ان هذه الخطة اقرها الرئيس باراك اوباما. وتتضمن الخطة ان تمضي «سي أي ايه» ثلاثة اسابيع لنقل اسلحة خفيفة و»ربما» صواريخ مضادة للدبابات الى الاردن مع تخصيص اسبوعين اخرين لتدريب مقاتلي المعارضة على استخدام هذه الاسلحة الجديدة، بحيث تدخل اول دفعة من المقاتلين المتدربين في القتال. كما تتضمن احتمال تسليم مضادات للطائرات معروفة باسم «مان بادس» الى نخبة منتقاة من المقاتلين. ونقلت الصحيفة عن مصادر ومسؤولين قولهم ان الخطة تقضي ان يدخل كل شهر بضع مئات من المقاتلين، وان الامر في حاجة الى ما بين اربعة وخمسة اشهر قبل ان تتمكن المعارضة المعتدلة من تحقيق «تغيير ذي مغزى» ضد قوات الاسد و»حزب الله». في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ل»الحياة» في نيويورك أن ثمة «خلافات لم تحل بعد في شأن التحضير لمؤتمر «جنيف - 2» معتبراً في الوقت نفسه أن «الاتفاق الأميركي - الروسي على عقد المؤتمر يعني الاتفاق على بقاء الأسد في منصبه حتى نهاية ولايته في العام 2014» وأن المؤتمر الدولي «عبارة عن تأسيس لمرحلة العام 2014». وقال زيباري: «لا أنكر أن ثمة مقاتلين شيعة عراقيين يقاتلون في سورية تماماً كما يقاتل سنة خليجيون فيها أيضاً. لكن ذلك لا يتم من خلال سياسة حكومية عراقية». وزاد: «ميليشيا شيعية ومن «حزب الله» يقاتلون في سورية، كما أن هناك فتاوى سنية كتلك التي يصدرها (رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف) القرضاوي تدعو الى الجهاد في سورية». ورأى زيباري أن «عقد مؤتمر «جنيف - 2» في تموز(يوليو) أو آب مستبعد لا سيما بعد الخلافات الأميركية - الروسية حول قضايا عدة». وقال إن «ثمة طرحاً يدعو الى إرجاء المؤتمر الى شهر أيلول (سبتمبر) ليُعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما سيفقد المؤتمر قيمته». واوضح ان الخلافات لا تزال قائمة حول ما إذا كان هدفه انتقال السلطة في سورية أم تثبيت الوضع الحالي، إضافة الى الخلاف حول من سيُدعى الى المشاركة في المؤتمر و»من يمثل النظام ومن يمثل المعارضة». ميدانيا، أفاد «المرصد السوري» أن قذيفتي هاون سقطتا أمس على منطقة الآثار في دمشق القديمة في محاذاة شارع الأمين من دون أنباء عن خسائر بشرية، لافتاً إلى أن شخصاً فجر نفسه قرب الكنيسة المريمية في باب توما، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وسقوط جرحى. كما سقطت قذيفة هاون على حي الشيخ محيي الدين في منطقة ركن الدين، ما أدى لأضرار مادية. واستمرت المواجهات في حيي برزة والقابون شمال دمشق واعلنت المعارضة ان طريق مطار دمشق الدولي بات «منطقة عسكرية». وقال «المرصد» أن القوات النظامية «اقتحمت امس مدينة القريتين وقامت بفرض حظر تجوال على الأهالي، إضافة لقيامها بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات للمواطنين». كما شنت حملة دهم واعتقالات في مدينة تلكلخ في ريف حمص وقرب حدود لبنان ونفذت «إعدامات ميدانية للمواطنين». وفي الشمال، استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف هاون مراكز القوات النظامية في مبنى البلدية في منطقة حلب القديمة، ما أدى إلى سقوط قتلى، في وقت دارت اشتباكات في حي الراشدين. وقامت «كتيبة جبهة الأكراد» بتفخيخ مبنى تتمركز فيه القوات النظامية في حي الأشرفية وفجرته، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية، واستهدفت الكتائب المقاتلة «أكاديمية الأسد العسكرية» في حي الحمدانية بصاروخ.