صرح مصدر في المعارضة السورية المسلحة لوكالة «فرانس برس»، بأن المسلحين السوريين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حصلوا لأول مرة على 20 صاروخاً أميركي الصنع من طراز «تاو» المضاد للدبابات من «جهة غربية». وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم» التي تعد جزءاً من «الجيش السوري الحر» حصلت لأول مرة على 20 صاروخ «تاو» مضاد للدبابات «من جهة غربية». وتضم حركة «حزم» عدداً من ضباط الجيش والجنود السابقين الذين انشقوا عن الجيش النظامي للانضمام إلى الحركة المسلحة المعارضة للنظام. وأضاف المصدر أن المعارضة تلقت وعداً بإمدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت ب «طريقة فعالة»، مضيفاً أن هذه الصواريخ استخدمت حتى الآن في مناطق إدلب وحلب واللاذقية شمال سورية. وأظهر فيديو وزعته شبكة «مسارات» الإعلامية المعارضة، مسلحين يُخرجون العديد من الصواريخ ويعبئونها ويطلقونها في مواقع غير محددة في المناطق الريفية السورية. وقال مسؤول في المعارضة المسلحة إن معظم الأهداف كانت من الدبابات، مضيفاً أنه تم استخدام هذه الصواريخ 20 مرة بفعالية 100 في المئة حيث أصابت أهدافها. ودعت المعارضة الغرب مراراً إلى إمدادها بأسلحة متطورة. ودعا لؤي المقداد عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ومدير مركز «مسارات»، المجتمع الدولي إلى المساعدة على الوقوف بوجه جيش النظام السوري وإيران الداعم الرئيسي لهذا النظام، وإمداد المسلحين بالأسلحة المضادة للطائرات. وعرضت تسجيلات مصورة لقطات لمقاتلين سوريين يستخدمون أسلحة يقول خبراء إنها تبدو من هيئتها صواريخ أميركية مضادة للدبابات، وذلك في أول ظهور ملفت لعتاد أميركي في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد. وتنذر هذه الأسلحة بتدويل أوسع نطاقاً للصراع بعد رصد صواريخ جديدة يعتقد أنها واردة من روسيا وطائرات بلا طيار من إيران بين أيدي قوات الرئيس بشار الأسد. إلا أن أياً من هذه الآليات لا يعتبر كافياً لتحويل دفة المعركة التي يكتنفها الجمود الآن مع هيمنة الأسد على وسط سورية وبطول ساحل البحر المتوسط وسيطرة مقاتلي المعارضة على أجزاء في عمق الشمال والشرق. وأحجم المسؤولون الأميركيون عن التحدث عن الصواريخ التي ظهرت في سورية في الوقت ذاته تقريباً الذي ذكرت «رويترز» أن واشنطن قررت المضي في خطط زيادة المساعدات لمقاتلي المعارضة، بما في ذلك تقديم أسلحة أقل مستوى. ويقول المسؤولون الأميركيون في أحاديثهم الخاصة، إنه لا تزال هناك حدود واضحة للدعم الذي يمكن أن تقدمه الولاياتالمتحدة للمعارضة المسلحة، نظراً للدور الطاغي الذي يلعبه الإسلاميون المتشددون هناك. وصرحت برناديت ميهان الناطقة باسم مجلس الأمن القومي بأن إدارة أوباما تقدم دعماً لم تحدده. وقالت رداً على سؤال في شأن التسجيلات التي ظهرت فيها الصواريخ: «الولاياتالمتحدة ملتزمة ببناء قدرات المعارضة المعتدلة باستخدام وسائل منها تقديم العون لأعضاء المعارضة المسلحة المعتدلة الذين تم التحري عن سجلهم. كما نقول دوماً. نحن لا نسرد بالتفصيل كل نوع من أنواع المساهمة التي نقدمها». وقال تشارلز ليستر الزميل الزائر في مركز «بروكينغز» الأميركي وأحد أوائل الخبراء الذين حددوا نوع الصواريخ: «مع رؤية صواريخ تاو الأميركية الصنع المضادة للدبابات في أيدي ثلاث جماعات في شمال سورية وجنوبها، يمكننا أن نقول إن هذا أمر جلل». وأضاف ليستر أن أول ثلاثة تسجيلات مصورة أذيعت في الأول والخامس من الشهر الجاري، وأزيل اثنان منها من على المواقع، لكن مازال هناك واحد على موقع «يوتيوب». وزادت علامات الدعم الإيراني لجيش الأسد. وعن أحدث قطعة من السلاح الإيراني ظهرت على أرض المعركة، وهي الطائرة «شاهد 129» التي تنطلق في الأجواء بلا طيار والتي التُقطت صور لها فوق دمشق تقول إيران إنها تحمل أسلحة وتقوم بمهام مراقبة. وقال براون موزيس إن التطور المهم الآخر الذي حدث على ساحة الصراع السوري هذا العام هو تزايد استخدام الحكومة لقاذفات الصواريخ «بي.إم-27» و «بي.إم-30» الروسية الصنع لإلقاء قذائف عنقودية. وفي حين أنه من المعروف منذ فترة أن النوع الأول يمثل جزءاً من ترسانة الأسد لا ينطبق الأمر على النوع الثاني.