«ثريا محمد قابل» شاعرة معروفة وتعتبر رائدة من رائدات العمل الإعلامي الصحافي النسائي على المستوى المحلي و تعد رائدة الشعر الفصيح المطبوع في الجزيرة العربية، ولكنها اشتهرت بالشعر الشعبي، حتى لقبت بلقب صوت جدة، كونها أشهر من مدّ الأغنية الحجازية بالشعر الغنائي القائم على المفردة الحجازية، حيث كونت مع الراحل فوزي محسون، عمودين أساسيين في حقبة الأغنية الحجازية الذهبية. وهي من مواليد حارة المظلوم أحد الأحياء العتيقة والأثرية في عروس البحر الأحمر جدة . درست بطريقة التعليم التقليدي عند إحدى السيدات وكان ذلك بدون الحصول على أي شهادات وتلك السيدة معروفة بالفقيهة ثم أكملت على يد الأستاذ حمزة سعداوي في جدة ثم على يد عدد من الأساتذة والمدرسين في المنطقة الغربية . انتقلت الشاعرة ثريا محمد قابل إلى لبنان للإقامة مع أسرتها وذلك بعد مرض والدها والذي مكث هناك طويلا بحثا عن العلاج من مرض ألم به ودرست ثريا قابل في الكلية الأهلية المعروفة على مستوى العالم العربي والتي يدرس فيها معظم العوائل الخليجية والعربية المقيمة في العاصمة اللبنانية بيروت .وكان من المفترض دخولها إلى الجامعة الأمريكية في بيروت لكن الظروف العائلية لم تساعدها على تحقيق ذلك .وفي العام 1963 – 1983 تزوجت من ابن عمها سليمان حسن عبدالقادر قابل الذي أنجبت منه في العام 1967-1387 ابنها حسام بداية موهبتها بدأت موهبة ثريا قابل الشعرية تظهر منذ وقت مبكر في طفولتها وتحديدا أيام الدراسة حيث نشرت العديد من النصوص الشعرية في بداياتها في جريدتي الأنوار والحياة وفي مرحلة متقدمة من حياتها بعد ذلك قامت بإصدار ديوان شعري حمل اسم «الأوزان الباكية» وكانت بذلك أول شاعرة سعودية تنشر اسمها الصريح على مجموعتها الشعرية وفي البداية لم يدخل ديوانها المملكة إلا أنها بالاتصال بالمسئولين حصلت على الموافقة على دخوله وتوزيعه على النطاق المحلي . الاتجاه للعراق سافرت الشاعرة ثريا قابل إلى العراق لرؤية الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي وعرضت عليه قصائدها وشجعها كثيرا وبعد ذلك حرصت على الاتجاه إلى كتابة الشعر العامي الغنائي وتعد من أوائل الشاعرات السعوديات اللاتي غنى لهن أشهر المطربين والفنانين وكانت أول قصيدة لها بعنوان « بشويش عاتبني « والتي لحنها الملحن محمد شفيق وقام بغنائها الراحل الفنان طلال مداح وحظيت هذه الأغنية بحضور متميز في العديد من الإذاعات أبرزها إذاعة صوت العرب وإذاعة الشرق الأوسط .ومن المعروف بإنه غنى من كلماتها العديد من الفنانين المعروفين منهم محمد عبده .علي عبدالكريم , عبدالمجيد عبدالله, عتاب, وكان معظم أعمالها وأكثر ها مع الفنان فوزي محسون مشوار الكتابة بدأت ثريا محمد قابل مشوار الكتابة في مجال الصحافة عبر جريدة البلاد حيث كانت من أوائل الأقلام النسائية في الصحافة المحلية وعملت في العديد من الصحف ومنها « المدينة , الرائد , اقرأ, عكاظ, الأديب, الأنوار» كما تولت تحرير مجلة « زينة» عان 1987 وإلى جانب ديوان « الأوزان الباكية « قدمت ديوانا حمل عنوان «رشة عطر» ويضم العديد من كتاباتها النثرية كما أنها تمتلك نشاطا اجتماعيا كبيرا من خلال عضويتها في العديد من الجمعيات النسائية والأدبية .ولها دراسات اجتماعية عن المجتمع والأسرة وتعاملت بقدرة فائقة مع الشعر الكلاسيكي والشعر الحر والشعر المرسل وبرعت أكثر في الشعر الغنائي حيث تعاملت مع المفردة الحجازية الشعبية مما ساهم في جعلها إلى جانب الشاعر صالح جلال رحمه الله والذي يعد أبرز من كتب المفردة الحجازية . تقدير وتكريم نالت الشاعرة ثريا قابل التكريم من العديد من الجهات نظير مشوارها الحافل من بين ذلك تكريمها من قبل صحيفة عكاظ عام 1423 ضمن العديد من الرواد في المجتمع السعودي وذلك نظير الدور الهام الذي قدمته وقامت به في الحركة الشعرية والثقافية النسائية في المملكة وتم تكريمها أيضا من قبل اللجنة الثقافية في مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية عام 1426 كواحدة من أبرز الرائدات في الحياة الثقافية والإعلامية السعودية كما نالت تكريما من مجلة الفيصل وغيرها الكثير والكثير كما حصلت على وسام أرزة لبنان كونها إحدى المبدعات العرب وذات علاقة اجتماعية وثقافية بلبنان. تعتبر رائدة من رائدات العمل الإعلامي الصحافي النسائي على المستوى المحلي و تعد رائدة الشعر الفصيح المطبوع في الجزيرة العربية، ولكنها اشتهرت بالشعر الشعبي، حتى لقبت بلقب صوت جدة، كونها أشهر من مدّ الأغنية الحجازية بالشعر الغنائي القائم على المفردة الحجازية
قراءة لشخصيتها ومن الموسوعة الأدبية لعبدالسلام الساسي اخترنا بعض ما قيل عن ثريا قابل كقراءة لشخصيتها الأدبية والإعلامية حيث جاء في الموسوعة « أعدت دراسة اجتماعية عن المجتمع والأسرة واعتقدت بأن ما كتبته ليس من الأهمية بحيث يحفظ و ينشر و يذاع لأنه مجرد خواطر و يقصد بها المشاركة في بناء أمتها ووطنها الذي تحبه , بينما يعتبره ذو الأذواق الواسعة انبثاقة قوية ملأ بها الحس العطوف بالدنيا وشغل الناس هنا و أقام قيامة ذوي الآفاق الضيقة من العائشين على هوامش الأدب فأقامتها بالقاهرة لكنها تتردد على مسقط رأسها بين الفينة والأخرى , آراؤها النقدية معتدلة تمكنها أن تدافع عن مبادئها الإسلامية الصافية , تهوى المطالعة الحرة , الموسيقى , و الاجتماع و التزود بالثقافة العصرية الحديثة , لقبت بخنساء الجزيرة العربية لأن ظهورها كان في وقت مبكر و لم يعرف العصر الحديث شاعرة في الحجاز قبلها و يتصف شعرها بالحزن والبكاء ومسحة من الكآبة الرقيقة» أولويات متعددة من أبرز الإنجازات في مسيرة ثريا قابل حسب ما ذكر عنها في الموسوعة الأدبية لعبدالسلام الساسي أنها أول من قدم المسرحية ذات الفصل الواحد و تم تجسيدها على مسرح مدارس دار الحنان وهي أول قلم نسائي يكتب صفحة منوعات في صحف المملكة و هي الصفحة التي عرفت باسم « حروف ملونة « و كانت في ذلك الوقت لون جديد في الصحافة المحلية و هي أيضا أول من بادر بزرع بذور الاستفتاءات الصحفية من خلال بحثها عن أهم ثلاث مشاكل اجتماعية تؤرق المجتمع وخصصت في ذلك الوقت و لأول مرة جوائز للفائزين من القراء والقارئات في حفل عام شاركت في كبرى الشركات في مدينة جدة وينسب لها أنها أول صحافية يتم ترشيح اسمها لعضوية مجلس إدارة إحدى الصحف المحلية عند تحول الصحافة إلى صحافة المؤسسات بعد عهد الأفراد وذلك لجريدة البلاد كما أنها أول من أدخل المرأة إلى مجال الإخراج الصحفي من خلال تقديمها لعطاءات الفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر في الصفحات النسائية التي تولت الإشراف عليها في البلاد كما تميزت الصفحات النسائية التي أشرفت عليها في العديد من الصحف التي انتقلت فيما بينها باستضافة أقلام كبار الكتاب والمفكرين ولم تكن مقتصرة فقط على الأقلام و العنصر النسائي فقط و هي أيضا أول من نظم مسابقة أدبية ثقافية للجنسين « رجالا ونساء» لتشجيع المواهب من الذكور والإناث ودعم المبدعين منهم في مجتمعنا. شهادات فنية شهد لمسيرة الشاعرة ثريا قابل العديد ممن تعاملوا معها خلال مسيرتها ومن بينهم الفنان محمد عبده والذي قال عنها «أهم ما يميز الشاعرة ثريا قابل عن غيرها يتمثل في حسها الفني الذي يجعلها تتعامل مع الكلمة بروح الفنان الحقيقي وشفافيته فتخرج كلماتها بسيطة وعذبة لا يملك أمامها المطرب إلا التفاعل مع هذه الكلمات لحظة غنائها ولعل هذا من الأسباب الهامة التي ميزت هذه الشاعرة عن غيرها ومكنت أكثر كلماتها من الانتشار والخلود والحقيقة أننا فقدنا الكلمة الحجازية الأصيلة بابتعادها هي وجيلها الرائد «.