ظهرت الشاعرة والإعلامية والكاتبة ثريا قابل في برنامج «سهاري» من إذاعة البرنامج الثاني بجدة وهذه الاستضافة جاءت متأخرة بعض الشيء مقارنة بظهور بعض الأسماء الشعرية في البرنامج وهي دون المستوى المطلوب. خلاف ذلك أن هذا البرنامج لم يقدم حتى الآن أسماء شعرية كبيرة لها ثقلها في المنطقة الغربيةجدة ومكة سواء كانت غنائية أو غير غنائية، وربما يُعذر البرنامج في كيفية الوصول إليهم.. ولكن هذا لا يبرر وجود أسماء متواضعة في البرنامج.. على أية حال كانت ثريا إضاءة جميلة في الحلقة.. وتحدثت عن جوانب عديدة في حياتها ودراستها في بيروت وديوانها الأول (الأوزان الباكية) وعملها في الصحافة المحلية وتأسيسها لصفحات المرأة. ثريا اعترفت بتواضع وأدب العمالقة.. وقالت بوضوحها المعروف: إن فوزي محسون رحمه الله هو من أظهرها للناس ككاتبة غنائية تخاطب مفردات الأغنية من خلال الكلمة الحجازية بشكل مختلف أعجب المتلقي. الشيء المهم أيضًا الذي قالته وتقوله مرارًا منذ زمن: إنه لولا فوزي لما ظهرت كلماتي إلى المتلقي فهو الذي أوصلها إلى الجمهور بمساندة صديقة الراحل الكبير طلال مدّاح.. وأردفت في حديثها كيف كانت الحياة الفنية وفن فوزي رحمه الله كفنان ذواق في السؤال دائمًا عن الجديد لديها وتقديمه بشكل يليق بموهبة ثريا.. إلا أنها لم تتحدث عن أعمالها مع عبادي الجوهر النادرة إلا في الفترة الأخيرة التي قدم إليها بعض الأعمال. ثريا ظهرت غير متناقضة في حديثها.. وهذا ما يُعرف عنها وتلقائيتها من خلال الحديث الذي أجريته معها هنا في «الأربعاء» قبل سنوات وتحدثت فيه بصراحة أن هناك أسماء معروفة لا تصلح للغناء.. ولا تحبّذ التعامل معها لعدم خدمتها للعمل. وهي لم تكن يومًا تبحث عن مطرب أو ملحن حتى يقدم كلماتها.. بل إذا أعجبته فليأت إليها.. وكانت يومها واضحة هذه الشاعرة الموهبة والعملاقة حتى إن الكثير لم تعجبه صراحتها. وتبقى ثريا اسمًا فاعلًا مؤثرًا في الساحة على مر الأيام. ** تألمت كثيرًا لرحيل أستاذي الكبير محمد رجب رحمه الله.. الذي قدم كل شيء للفن والمواهب.. الفنية والصحافية والإعلامية وقدراته الرائعة أيضًا في كتابة المونولوج والمسرح والدراما والتمثيليات.. كان أستاذًا لي في فترة عمل الجريدة و(الأربعاء) وتواصلت معه.. كان متواضعًا لا يبخل بشيء من خبرته.. أتذكّره عندما كان يراني كان يطلق صوتًا شعبيًا جميلًا بضحكته الجميلة.. الذي ألمني أيضًا أني لم ألتقِ به قبل وفاته. فقدنا هرمًا جميلًا ومؤرخًا بوفاة محمد رجب رحمه الله بإذن تعالى رحمة واسعة.