أكملت مصر استعداداتها لأول انتخابات رئاسية، عقب الإطاحة بحكم تنظيم الإخوان قبل 11 شهراً. وبينما سادت فترة الصمت الانتخابي التام، قبل 48 ساعة من انطلاقها غداً وبعد غد الثلاثاء، حيث دعي 53.9 مليون ناخب إلى صنادق الاقتراع لاختيار أي من المرشحين: عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي. ودعا الدكتور شوقي علام مفتي مصر، جموع المصريين للحرص على المشاركة بقوة وإيجابية في الانتخابات الرئاسية التى تجرى يومى 26 و27 مايو الجارى، مراعاة لمصلحة البلاد وأمنها واستقراها، مؤكدا ان المشاركة فى هذه الانتخابات واجب وطنى، وستكون انطلاقة قوية لعودة الاستقرار لمصر وشعبها. وقال في بيان: علينا جميعا الالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات وما ستقرره اللجنة العليا للانتخابات، داعيا الله أن تتم الانتخابات وفق إرادة الشعب ومعبرة عن مستقبله وتطلعاته كي تسترد مصر مكانتها بين العالم. وأضاف: إن ما يفعله بعض الأشخاص من إطلاق فتاوى باطلة تحرم المشاركة في الانتخابات، محاولين فرض آرائهم الشاذة بالقوة في بعض الأحيان، إصرارا منهم على أنها هي الأفكار الصحيحة وما عداها خطأ محض، وأنها من حقائق الدين، أقول: إن هذه الآراء مرفوضة تماما، وتفتقر إلى المعايير المعتبرة في إصدار الفتوى، مؤكدا ان القائمين على هذه الآراء الشاذة يحاولون بث الفتنة وروح الفرقة. وتابع مفتي مصر قائلا: وليعلم هؤلاء أن ما يبثونه من أقوال يطلقون عليها مسمى الفتوى وهي في الأصل دعوات تخريب وتحريض على الفوضى، ستقف لهم مصر بأزهرها ودار إفتائها ومؤسساتها الدينية والرسمية بالمرصاد، مضيفا: ان كل خطاب يخرج عن مقاصد الشريعة، فيؤدي إلى القتل، أو تخريب الأوطان، أو انتهاك القيم العليا للأخلاق فهو خطاب مرفوض جملة وتفصيلا، مطالبا الشعب المصرى بالتكاتف لإغلاق كل أبواب الفتنة والمشاركة البناءة وعدم السماح لأي شخص أو كيان بتهديد الدولة أو النيل من أمنها واستقرارها. في السياق، أكد مصدر قريب الصلة من جماعة الإخوان، عن أن ما يسمى التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي، يعقد اجتماعات منذ الخميس في مقر حزب العمل والوطن السلفي؛ لبحث كيفية عرقلة الانتخابات الرئاسية وبلورة المليونيات التي ستخرج عقب يومي التصويت. وكشف المصدر ل «اليوم»، أن أولى المليونيات ستنطلق الجمعة المقبلة عقب إجراء الانتخابات بيومين تحت شعار «لا لتزوير إرادة الأمة» للتنديد بما يسمى تزوير الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن جماعة الإخوان نجحت في الحصول على 1800 بطاقة اقتراع من مطابع الشرطة، سوف تستغلها للتنديد بتزوير الانتخابات الرئاسية والدفع ببطلانها عقب إعلان النتيجة. وكشف عن أن الإخوان ستُشكل غرفة عمليات لمتابعة أي تجاوزات محتملة خلال يومي الانتخابات لاستغلالها والتنديد بها خارجيًا. وأكد أن الإخوان سوف تنشر حوالي 15 منظمة (مكونة من عناصر بالهيكل التنظيمي للجماعة) لتحريض الناخبين على مقاطعة الانتخابات، وتوزيع المنشورات التي تحرض على ذلك. وتابع أن الإخوان يحاولون عرقلة الانتخابات الرئاسية، بكل الوسائل والطرق، عن طريق الاجتماع بممثلي المنظمات الدولية التي ستتابع الانتخابات، إذ اجتمعوا بممثلي بعثة الاتحاد الأوروبي، كمحاولة لإقناعهم بالانسحاب من متابعة أو تخفيض عدد أعضاء البعثة، وهذا ما يفسر إعلان الاتحاد الأوروبي في وقت سابق مقاطعته لمتابعة الانتخابات ثم عدوله مرة أخرى عن تلك الدعوة. ولفت المصدر إلى أن الإخوان بصدد الاجتماع بممثلي الاتحاد الأوروبي إما اليوم أو غدًا لإثنائهم عن فكرة المراقبة، ومحاولة لإثبات عدم نزاهة الانتخابات، وبالتالي عرقلة سير العرس الانتخابي. وكشف عن أن مسئولين بارزين بوزارة الخارجية التركية، يقومون بعقد اجتماعات دورية بحضور ممثلين من التنظيم الدولي للإخوان، في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، لبحث كيفية التنديد بسير الانتخابات. وأوضح المصدر أن ما يتردد بأن جماعة الإخوان ستقاطع الانتخابات غير صحيح، لأن التنظيم الدولي قد أعطى تعليماته لجميع أعضاء الإخوان في مصر بالتصويت في اللجان وإبطال أصواتهم عن طريق كتابة جملة «يسقط يسقط حكم العسكر» على بطاقة الاقتراع. إلى ذلك وفي سياق ذي صلة، أكد المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية الدكتور خالد سعيد، أن تحالف دعم الشرعية مستمر في التظاهرات الاحتجاجية في الشوارع والميادين بالمحافظات مع الالتزام بالسلمية والبعد عن اللجان الانتخابية، كاشفاً أن التحالف يدرس ما سماه ب «تطوير مهم في الفعاليات، ولفت إلى أن الجبهة ملتزمة بالفتاوى الصادرة عن 160 عالماً وداعية إسلامياً بمقاطعة الانتخابات.