أجمعت وسائل الإعلام المصرية أمس على التأكيد على فوز عريض للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في الدورة الاولى من انتخابات مجلس الشعب الاحد بينما واصلت المعارضة التي حصلت على بعض المقاعد تنديدها بحدوث تزوير، فيما أعلنت جماعة الاخوان المسلمين (المحظورة) أمس أنها تدرس "المواصلة او عدم المواصلة" في الانتخابات التشريعية، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية إن واشنطن "فزعت من الانباء عن أعمال التدخل والتخويف من جانب قوات الامن يوم الاقتراع." وقالت الصحف المصرية إن الاخوان المسلمين الذين كانوا يملكون 88 مقعدا في المجلس المنتهية ولايته، لم يحصلوا على اي مقعد بانتظار الدورة الثانية في ديسمبر. وعنونت صحيفة الاهرام الحكومية في صفحتها الاولى "170 مقعدا للوطني و6 للمعارضة ولا مقعد للمحظورة (الاخوان) في الجولة الاولى"، وفي السياق ذاته كتبت صحيفة الاخبار في عناوينها "الوطني يكتسح وهزيمة ساحقة لمرشحي (الجماعة) المحظورة" و"مقعدان للوفد ومقعد لكل من (احزاب) التجمع والغد والعدالة". ونشرت مجلة آخر ساعة على غلافها صورة للرئيس حسني مبارك وهو ينتخب وعنونت "الشعب قال كلمته: الوطني يحتفظ بالاغلبية". وكتبت ان "ما حدث في انتخابات مجلس الشعب وما اكدته كلمة الشعب بالثقة بالحزب وقيادته وبرنامجه، انما هي مؤشرات قوية على نضج وحنكة الشعب الذي اختار الاصلح ونبذ ما لا ينفعه". في المقابل عنونت الشروق المستقلة "مجلس بلا معارضة" و"80 بالمئة للوطني .. الاخوان والناصري لم ينجح احد .. الوفد والتجمع يكتفيان بالتمثيل المشرف"، ونشرت صحيفتا الشروق والمصري اليوم حوارا مع القاضي وليد الشافعي الذي ضبط عملية تزوير، وعنونت صحيفة الدستور "الوطني يستولي على مقاعد البرلمان". اما صحيفة الاحرار لسان حزب الاحرار فقد كتبت "الوطني يخدع المعارضة ويقضي على الاخوان وينفرد بمقاعد البرلمان"، ونشرت صحيفة الوفد بيانا من الحزب الى الامة، طالب فيه اللجنة الانتخابية العليا ب "ايقاف اعلان نتائج الانتخابات حتى تتحقق من صحة البلاغات والشكاوي"، ووقف البيان يوم الاقتراع بانه كان "يوما حزينا ومذبحة للديموقراطية في مصر وانتهاكا للشرعية الدستورية والقانونية بما قام به الحزب الحاكم من ممارسات لا ديموقراطية". وقال البيان ان الوفد "شارك في هذه الانتخابات اعتمادا على وعد رئيس الجمهورية بنزاهتها (..) وللاسف انحرفت الحكومة والحزب الحاكم عن هذا الوعد الرئاسي وتمت اسوأ انتخابات تشريعية في تاريخ البلاد". وكانت منظمات حقوقية دولية ومصرية انتقدت الانتخابات المصرية وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين انها "لم تكن حرة" الامر الذي تنفيه السلطات. وفيما قال المتحدث الرسمي باسم الاخوان المسلمين محمد مرسي في مؤتمر صحفي امس أن الجماعة تدرس "المواصلة او عدم المواصلة" في الانتخابات التشريعية و"ربما تعلن قرارها النهائي" اليوم، قالت وزارة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة امل وقلق بعد التقارير التي تحدثت عن تدخل وترهيب ومشاكل اخرى في الانتخابات التشريعية في مصر. وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي ان "التقارير التي جاءت من مراقبين محليين للمجتمع المدني وممثلي مرشحين ومسؤولين حكوميين حول سير الانتخابات تشكل مصدر قلق لنا". واضاف "نشعر بخيبة امل من التقارير في المرحلة التي سبقت الانتخابات من عرقلة انشطة الحملة الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال مؤيديهم ومنع بعض اصوات المعارضة من الوصول الى وسائل الاعلام"، واضاف قوله ان واشنطن "فزعت من الانباء عن أعمال التدخل والتخويف من جانب قوات الأمن يوم الاقتراع."