أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات على مدى ساعتين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن، وهو أول اجتماع بينهما منذ أن انهارت في الشهر الماضي الجهود الأمريكية للتوسط إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فيما جدد الرئيس عباس في ذكرى النكبة السادسة والستين تمسكه بالمفاوضات خيارًا لاستعادة الحقوق الفلسطينية، واتهم إسرائيل بعرقلتها من خلال تراجعها عن إطلاق الأسرى واستمرارها في الاستيطان. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية: إن كيري أكد أثناء الاجتماع أن «الباب يبقى مفتوحًا أمام محادثات السلام» رغم أنه أوضح أن الأمر متروك للإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ الخطوات الضرورية لاستئناف المحادثات. وأضاف المسؤول إن كيري حث الفلسطينيين والإسرائيليين على «الامتناع عن اتخاذ خطوات غير مفيدة». وقال المسؤول: إن عباس أطلع كيري على التطورات السياسية الفلسطينية مشيرًا إلى خطط أعلنها الرئيس الفلسطيني الشهر الماضي لمصالحة بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة حماس للانضمام إلى حكومة وحدة. وعلقت إسرائيل المحادثات في 24 أبريل مع غضبها من اتفاق المصالحة غير المتوقع الذي توصل إليه عباس مع حماس. وقال المسؤول بالخارجية الامريكية: «جدد الوزير كيري الحاجة إلى أن تعترف أي حكومة فلسطينية بإسرائيل وأن تلتزم بنبذ العنف وتتقيد بالاتفاقات السابقة، وشكر الرئيس عباس على التزامه العلني بهذه المبادئ». وقد تتأثر المساعدات الأمريكية إلى السلطة الفلسطينية والتي تتراوح من 400 مليون إلى 500 مليون دولار سنويًا بالخطط الفلسطينية لحكومة وحدة. وتسبب احتمال تشكيل حكومة وحدة مع حماس في مزيد من التوترات مع إسرائيل، وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني على «تمزيق» اتفاقه مع حماس محذرًا من أن إسرائيل لن تشارك في محادثات سلام مع حكومة فلسطينية تساندها الجماعة الإسلامية. عباس يتمسك بالمفاوضات من جهته أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددًا تمسكه بالمفاوضات خيارًا لاستعادة الحقوق الفلسطينية، واتهم إسرائيل بعرقلتها من خلال تراجعها عن إطلاق الأسرى واستمرارها في الاستيطان. وقال عباس في كلمة متلفزة عشية الذكرى السادسة والستين للنكبة: إن الاستيطان غير شرعي من أساسه، ولن يتم القبول به تحت أي مسمى، كان دينيًا أم أمنيًا أم سياسيًا. وأضاف أن يد الفلسطينيين ممدودة للسلام، لكنهم يريدون أن يحصلوا على حقوقهم من خلال مفاوضات مستندة إلى الشرعية الدولية، وإلى ما تم التوافق عليه من مبادرات واقتراحات وخطط. واعتبر عباس أن المفاوضات مع إسرائيل تعثرت مؤخرًا بسبب عدم التزامها بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، ونتيجة لاستمرارها في التوسع الاستيطاني. لقاءات الرئيس الفلسطيني كما التقى الرئيس الفلسطيني بكل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ونائبه نيك كليغ، وبحث مع كليهما عملية السلام. وزادت حدة التوتر مع تراجع إسرائيل عن إطلاق الدفعة الرابعة الأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين الذي كان مقررًا أواخر مارس/آذار المنقضي، وهو التزام تعهدت به لدى كيري عند إطلاق المفاوضات في يوليو/تموز الماضي مقابل تأجيل انضمام فلسطين لمنظمات دولية. والتقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي خلال زيارته إلي العاصمة البريطانية لندن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تم استعراض تطورات الملف الفلسطيني في ضوء جمود مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية والجهود الأمريكية المبذولة لاستئنافها. تأييد مصري وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في بيان امس أن فهمي جدد خلال اللقاء دعم مصر الكامل للموقف الفلسطيني من استئناف المفاوضات مع إسرائيل على أسس واضحة ووفقًا لمرجعيات عملية السلام، منوهًا إلى أن «مصر لن تدخر جهدًا في سبيل مساعدة الأشقاء الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة: على حدود 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وشدد فهمي على أن مصر ستؤيد المواقف التي ستتخذها القيادة الفلسطينية تجاه جهود إحياء عملية السلام وإزالة جميع العقبات التي تعترض ذلك وبصفة خاصة ضرورة وقف النشاط الاستيطاني.