استغل مبعوثون إسرائيليون وفلسطينيون اجتماعًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط ليلقي بعضهم على بعض اللوم علانية في أحدث انهيار لمفاوضات السلام الهشة مع انقضاء المهلة المقررة للتوصل إلى اتفاق، فيما اكد مبعوث الأممالمتحدة سري إنه يجب على الطرفين تقديم تنازلات، وقال سري: «إذا كانت إسرائيل جادة في حل الدولتين، فيجب عليها الاعتراف بالآثار السلبية لاستمرار النشاط الاستيطاني غير الشرعي. ويجب على الفلسطينيين أن يدرسوا مليًا أفعالهم في الساحة الدولية». حكومة جديدة وفي التفاصيل جدد رئيس وفد المصالحة عن حركة فتح وعضو لجنتها المركزية عزام الاحمد التأكيد على أن مشاورات تشكيل الحكومة ستبدأ خلال 5 أيام، مضيفًا إن الاجواء والتصريحات حول المصالحة ما تزال إيجابية. وفي ندوة سياسية عقدت في منزل رجل الاعمال الفلسطيني منيب المصري بمدينة نابلس، قال الاحمد: إن حركته لا تتوقع وجود أي عقبات أمام تشكيل الحكومة. وفي سياق المفاوضات دعت واشنطن إلى «توقف» المفاوضات لفترة قصيرة في عملية السلام في الشرق الاوسط بعد انتهاء مهلة التوصل الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين بدون إحراز أي تقدم. شكر للمملكة وأعرب مجلس الوزراء الفلسطيني عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية في المصالحة الفلسطينية التي جرى توقيعها في قطاع غزة، وقدم المجلس خلال جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله الشكر إلى كل من أسهم في الجهود لتحقيق المصالحة خاصة المملكة وجمهورية مصر العربية. وكان المجلس قد أكد دعمه الكامل للقرارات الصادرة عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجنة لتكريس المركز القانوني لدولة فلسطين، والرفض المطلق لمطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وتأكيد واقع فلسطين كدولة تحت الاحتلال، إضافة إلى دعوة الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الأربعة لاتخاذ الإجراءات الضرورية لإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كافة وفقًا لهذه الاتفاقيات والبروتوكولات الإضافية. كما أكد المجلس دعمه للموقف الفلسطيني الذي يتمسك به الرئيس الفلسطيني محمود عباس من استئناف المفاوضات والعملية السياسية الداعي إلى التزام إسرائيل الواضح بمرجعية حدود عام 1967 وقرارات الأممالمتحدة، وبالوقف الشامل للاستيطان بما في ذلك القدسالشرقية، وبتنفيذ الالتزامات والاتفاقات السابقة، ورفض أي اتفاق إطار يشكل بديلاً عن المرجعيات المعتمدة دوليًا، إضافة إلى قرار التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل رفض وإدانة الاستيطان وكافة إجراءات تهويد القدس والاعتداءات على الكنائس والمساجد وخاصة المسجد الأقصى، والإصرار على إطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال. كيري ليس نادمًا واعتبر مسؤولون امريكيون أن وزير الخارجية الامريكي جون كيري ليس نادمًا على الوقت الذي امضاه في محاولة التوصل الى اتفاق في عملية السلام، وهو مستعد لاستئناف جهوده مرة اخرى في حال طلب منه ذلك. ومع انتهاء مهلة التسعة أشهر التي حددت للتوصل الى اتفاق، الثلاثاء بدت الآمال بتحقيق السلام ضئيلة اكثر من اي وقت مضى؛ حيث ينتهج رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس سياسة تكتيكية تقوم على تبادل الاتهامات، وفيما وصلت المحاولات الامريكية لردم الهوة بين الطرفين الى طريق مسدود. وبعد أكثر من سنة على الدبلوماسية المكوكية المكثفة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي، لم تذهب واشنطن الى حد الاعتراف بالفشل، وإنما اكتفت بالدعوة إلى «توقف الحوار لفترة». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين بساكي: إن «المهلة الاساسية للتفاوض كان يفترض ان تستمر حتى 29 ابريل. ولم يحصل شيء خاص في هذا اليوم». وأضافت إن كيري «غير نادم على الوقت الذي استثمره في هذه العملية». وتابعت «لقد وصلنا إلى نقطة تتطلب توقفًا لفترة، حيث يمكن للطرفين أن يفكرا بما يريدان ان يقوما به لاحقًا». ويرى محللون ان انتهاء فترة المفاوضات تعني ان الوضع عاد الى ما كان عليه في الاساس. وقال جوناثان سباير الباحث البارز في غلوبال ريسيرش في مركز الدراسات الدولية قرب تل أبيب: «لقد عدنا الى النقطة التي انطلقنا منها». واعتبر ان الفلسطينيين سيواصلون استراتيجيتهم السياسية للحصول على اعتراف عالمي بدولتهم المنشودة في محاولة «لعزل اسرائيل في الهيئات الدولية والضغط عليها من اجل تقديم تنازلات». الاستيطان السبب لكن محللين اسرائيليين آخرين قالوا: إن انهيار المحادثات يأتي نتيجة مباشرة لسياسة الاستيطان الاسرائيلية في أراض هي موضع مفاوضات. وفي ما بدا وكأنه تحول في السياسة الامريكية اشارت بساكي الى ان واشنطن قد تكون مستعدة لقبول حكومة مصالحة اذا التزمت بمبادىء نبذ العنف والاعتراف بدولة اسرائيل. وقالت بساكي: «إذا وافقت حكومة الوحدة الوطنية على بعض المبادئ، بالتالي موقفنا لن يكون معارضة ذلك». لكنها شددت على انهم «لم يعلنوا رغبتهم بالالتزام بهذه المبادئ، أي حركة حماس». لكن مسؤولين امريكيين حذروا من ان القادة الفلسطينيين يخاطرون بخسارة مساعدات امريكية بملايين الدولارات في حال تنفيذهم خططهم بتشكيل حكومة توافق وطني تضم اعضاء من حركة حماس. وصرحت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى في جلسة استماع في مجلس النواب «دعوني أكون واضحة للغاية حول سياستنا تجاه حماس». وتابعت «لن تذهب أي أموال من الحكومة الامريكية إلى أي حكومة تضم حماس، الا اذا قبلت حماس بشروط الرباعية، وهي نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات السابقة، والاهم الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود». وصرح النائب تيد دويتش في جلسة مناقشة مخصصات الميزانية للشرق الاوسط وشمال افريقيا «دعوني أكون واضحًا: لن تتلقى أي حكومة فلسطينية تضم اعضاء ارهابيين من حماس تمويلًا فلسطينيًا». جدال فلسطيني اسرائيلي وفي الأممالمتحدة استغل مبعوثون إسرائيليون وفلسطينيون اجتماعًا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الشرق الأوسط ليلقي بعضهم على بعض اللوم علانية في أحدث انهيار لمفاوضات السلام الهشة مع انقضاء المهلة المقررة للتوصل إلى اتفاق. وقال روبرت سري المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة: إنه يجب على الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين «إقناع بعضهم بعضًا من جديد بأنهم شركاء من أجل السلام». وعبر سفير اسرائيل لدى الأممالمتحدة رون بروسور والمراقب الفلسطيني في الأممالمتحدة رياض منصور كلاهما عن الالتزام بالسلام، ولكنهما اتهما بعضهما بعضًا بتقويض أحدث محاولة للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي جرت بوساطة أمريكية. وقال منصور للمجلس: «استمرت إسرائيل في موقفها الرافض ودأبت على انتهاكاتها الخطيرة لتعيد التأكيد دائمًا على دورها كقوة احتلال واضطهاد لا كصانع سلام. ومرة أخرى أحبطت إسرائيل جهود السلام». وألقى مبعوث إسرائيل اللوم في إيقاف مفاوضات السلام على الفلسطينيين. وقال بروسور للمجلس: «الفلسطينيون يتعهدون بالحوار وفي الوقت ذاته يبثون الكراهية. وهم يعدون بالتسامح لكنهم يحتفلون بالإرهابيين وهم يقطعون التعهدات ولا يلبثون أن ينكصوا عنها». واتهم بروسور الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب بالتخلي عن فرصة «رقص التانجو مع إسرائيل» من أجل أن «يرقصوا بغير إذن الفالس مع حماس». وقالت السفيرة الأمريكية سامنثا باور لمجلس الأمن: إن واشنطن ستستمر في مساندة المفاوضات بين الجانبين. وقالت باور: «من الواضح أننا وصلنا إلى لحظة صعبة، لكننا ما زلنا نؤمن بأن الحل الحقيقي الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو دولتان يعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن. وإذا كان الطرفان مستعدين للسير في الطريق هذا الطريق فإننا سنكون مستعدين لمساندتهما». وقال منصور: «لقد اجتمع سوء نوايا إسرائيل في المفاوضات بما في ذلك نكوصها باتفاق الإفراج عن السجناء وأفعالها المخالفة للقانون على الأرض ولاسيما توسيع أنشطتها الاستيطانية وزيادة الاعتداءات في القدسالشرقيةالمحتلة لتقوض بشدة عملية السلام». وأوضح بروسور أن إسرائيل لن تتزحزح عن رفضها الحوار مع حماس. وقال بروسور مشيرًا إلى سفاح اشتهر في سلسلة من أفلام هوليوود: «من يتساءل لماذا لا تتفاوض إسرائيل مع حماس قد يتساءل أيضًا؟ لماذا لا يحضر أحد حفلات العشاء التي يقيمها هانيبال ليكتر؟» وقال مبعوث الأممالمتحدة سري: إنه يجب على الطرفين تقديم تنازلات. وقال سري: «إذا كانت إسرائيل جادة في حل الدولتين فيحب عليها الاعتراف بالآثار السلبية لاستمرار النشاط الاستيطاني غير الشرعي. ويجب على الفلسطينيين أن يدرسوا مليًا أفعالهم في الساحة الدولية».