تحاول الفنانة التشكيلية فاطمة النمر في معرضها «كيان»، الذي افتتح الأربعاء الماضي ب»قاعة أكوستك» بالخبر، التأكيد على مفردتي الحب والسلام اللتين دائما ما تكونان حاضرتين في تجربتها التي تتوزع بين الرمزية والتجريدية. جانب من المعرض ويشتمل المعرض على نحو أربعين عملا فنيا، استخدمت فيها النمر خامات الطبيعة من ألوان ترابية وأحجار ومعادن وورق. وعن أعمال النمر يقول الناقد د. فاخر محمد: في أعمالها «ثمة رغبة جامحة للتخلص من الشكل الواقعي سواء كان جسدا أم تكوينا مكانيا، وكأنها تحاول إشراك أشكالها وتكويناتها في شعرية التجريد المفتوح على تأويلات مطلقة، فالفنانة تعيش زمناً يشتبك فيه كل شيء إلى درجة ضاعت فيه الروح الإنسانية وسط دوامة المكننة والأرقام، مما دفع بالفنانة إلى الاحتماء بالروح الداخلية من خلال حرية تتعايش معها بصمت مع خاماتها وأدواتها وأساليب تفاعلها مع السطح التصويري، فتارة تضع أشكالها وسط فضاء غامق يتجانس فيه الجسد الأزرق مع الرمادي أو الأسود، وتارة تترك حرية يدها وفرشاتها تعبث بغموض بمسطح اللوحة تاركة خطوطها وعلامتها وسيولة اللون تتحدث عن نفسها». ويضيف محمد قائلا: «هي مغرمة بالكثافات والتضاريس، لأنها توحي أكثر مما تصف، وهذا ديدن الفن والجمال، فقيمته تكمن في السر الذي يدفعنا إلى التأويل ومعايشة الخيال، فالواقع والحقائق الحسية لا تمنحنا المتعة والسعادة قدر متعة الخيال والرؤية محققة قول الفلاسفة «حقيقة الحلم أصدق من حقيقة الواقع»، وهذا بلا شك يتطلب شجاعة ومغامرة مع النفس والحياة والفن». يذكر أن النمر شاركت في العديد من المعارض، على مستوى المملكة منها مشاركة في معرض «الفن المعاصر»، وحصلت فيه على الجائزة الأولى، ومعرض الشباب التابع لوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وحصلت من خلاله على جائزة اقتناء، ولها العديد من المشاركات في معرض «السفير»، ومعرض «سايتك العربي»، ومشاركة خارجية هذا العام في معرض «لوحة وقصيدة بدعوة من رابطة الفنون التشكيلية في الأردن، و»بينالي الخرافي» في الكويت.