تستعد إسرائيل لزيارة وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هيجل» لتل أبيب خلال أسبوع بنحو 24 ملفا من الحجم الكبير حسب مصادر عسكرية إسرائيلية. وقالت صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية, ان على رأس هذه الملفات وأولويتها الملف النووي الإيراني، وكذلك مناقشة التحديات الامنية الاقليمية في المنطقة ضمن زيارة شرق أوسطية هذا الاسبوع تشمل المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل تبدأ اليوم الاثنين. ويشمل جدول الأعمال البرنامج النووي الإيراني والصراع في سوريا إضافة الى تطوير منظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية. وقال المسؤول الإعلامي بوزارة الدفاع الأمريكية «جون كيربي» خلال مؤتمر صحفي «هذه الرحلة الثالثة خلال عام واحد بحيث تعزز الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة». وأضاف «يلتقي هيجل أولا بوزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي وهذه فرصته ليؤكد على التزامات الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشرق الأوسط وتعزيز سياستها القائمة على منع ايران من حيازة سلاح نووي» وبعدها يلتقي «هيجل» نظيره الأردني لمناقشة الصراع الدائر في سوريا وإن زيارته للأردن «ستسلط الضوء على التزام الولاياتالمتحدة بالدفاع عن الأردن, حيث يعمل أكثر من ألف موظف أمريكي بالتنسيق مع هيئات الدفاع الأردنية». ويختتم «هيجل» جولته بزيارة فلسطينالمحتلة، حيث يلتقي بالرئيس الإسرائيلي «شمعون بيرس» ورئيس حكومة الاحتلال «بنيامين نتنياهو» ووزير الحرب «موشيه يعلون» ويناقش معهم جهود تعزيز قدرات المنظومة الصاروخية الإسرائيلية والبرنامج النووي الإيراني. وكانت آخر زيارة لهيجل إلى فلسطينالمحتلة في أبريل 2013. هذا وتناول المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل العلاقات الأميركية الاسرائيلية، معتبرا أنها تشهد تراجعا لم تشهده منذ عهد رئيس الوزراء اسحاق شامير بداية التسعينيات، كذلك تناول موقع صحيفة «معاريف» هذا الموضوع وربطه بأزمة أوكرانيا. قال كيربي: هذه الرحلة الثالثة (لهيجل) خلال عام واحد بحيث تعزز الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة هارئيل ربط بين التصريحات الصادرة عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتي قال فيها إن اسرائيل سوف تتحول لدولة فصل عنصري حال فشلت المفاوضات، وكذلك تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات مارتن انديك والتي قال فيها «ان استمرار الاستيطان ساهم في انهيار العملية السلمية في المنطقة»، كذلك ما تقوم بنشره مجلة «نيوزويك» الأمريكية حول النشاط التجسسي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة، والذي نفته اسرائيل على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان ووزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس. ويؤكد هذا الربط بين التصريحات وبين النشر في هذا التوقيت بالذات بعد انهيار عملية السلام وكذلك ما نشره موقع «معاريف» عن الغضب الأمريكي من موقف اسرائيل من الأزمة الاوكرانية، وغياب سفير اسرائيل في الأممالمتحدة أثناء التصويت على قرار بخصوص الأزمة، كل ذلك يؤكد أن العلاقات مع الادارة الأمريكية لم تشهد مثل هذا التراجع منذ كان اسحق شامير رئيس للحكومة الاسرائيلية بداية التسعينيات. كذلك ربط المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» بين كل ما ذكر وموقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتمثل بعدم الثقة في بنيامين نتنياهو، خاصة لسكوته على تصريحات وزرائه وبينهم وزير الجيش يعلون المسيئة بحق وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والتي كانت تهدف لاجهاض الجهود التي كان يبذلها للتوصل الى سلام في المنطقة، وبدا واضحا موقف الرئيس الأمريكي بعد انهيار المفاوضات بأنه لا يثق برئيس وزراء اسرائيل نتنياهو. يشار إلى أن الأزمة التي نشبت بين حكومة شامير والادارة الأمريكية في التسعينيات وبعد مؤتمر مدريد للسلام، دفعت الادارة الأمريكية في حينه لتجميد الضمانات المالية لإسرائيل، وكذلك تجميد بعض جوانب الدعم العسكري والمالي، وتدخلت في حينه بشكل علني في الشأن الاسرائيلي الداخلي والانتخابات التي فاز فيها، -وبناء على رغبة أمريكية علنية- حزب «العمل» بزعامة اسحق رابين الذي شكل على إثرها حكومة وقعت اتفاقية السلام مع الجانب الفلسطيني. بدورها كشفت مجلة «نيوزويك» الأمريكية النقاب عن مكان الجاسوس الإسرائيلي الذي تسلل الى غرفة نائب الرئيس الأمريكي الأسبق «آل جور», في إطار زيادة عمليات التجسس الإسرائيلي على الولاياتالمتحدةالأمريكية. ونقلت عن مصدر أمريكي استخباري على علاقة مباشرة بعلميات التجسس الإسرائيلية قوله «جاسوس إسرائيلي تسلل الى غرفة «آل جور» أثناء زيارته الى إسرائيل قبل نحو 20 عاما», موضحاً أن الجاسوس دخل جناح الفندق الذي نزل فيه «آل جور» في مدينة القدس عبر فتحة التهوية, وتم كشفه دون أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضده. وكانت «إسرائيل» قد نفت قيامها بعمليات تجسس ضد الولاياتالمتحدة بعد التقرير الذي نشرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي, واليوم نشرت المجلة تقريراً يكشف كذب المزاعم الإسرائيلية. وحسب المجلة نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية ان «إسرائيل» وسعت نطاق عملياتها التجسسية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية فترة العقد الماضي, لكنه في المقابل تحظى «إسرائيل» بتعامل خاص من قبل أجهزة إنفاذ القانون الأمريكي يتيح لها الإفلات من عملياتها التجسسية دون عقاب. وقال مصدر آخر في الاستخبارات الأمريكية «لو أن الذي تجسس علينا اليابان (التي يقوم نتانياهو بزيارتها حاليا) أو الهند لوقعنا في أزمة مع أمريكا, ولكن (اللوبي الإسرائيلي) في الكونجرس الأمريكي يتعامل مع الجواسيس الإسرائيليين بيد من حرير» ويضيف المصدر «إن التجسس الإسرائيلي يستهدف ضباطا في سلاح البحرية الأمريكية ومسؤولين كبار في الصناعات الفضائية وعلماء أمريكيين».