يتوجه الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا السويسري ديدييه بوركهالتر الاربعاء الى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين للبحث في الازمة الاوكرانية، وهو ملف اظهرت فيه روسيا حتى الان تعنتا. وقبل ساعات من اللقاء اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاوروبيين بالتغاضي عن تصاعد موجة "الفاشية" في اوكرانيا وذلك في معرض حديثه عن مقتل اربعين شخصا من الموالين للروس في اوديسا (جنوب). وقال لافروف خلال حفل مع اقتراب الاحتفالات بذكرى النصر في 1945 على النظام النازي "منذ عدة سنوات تغض اوروبا الطرف عن واقع ان الايديولوجية الفاشية تكسب مؤيدين جددا وان مروجيها يجتذبون المزيد من الاتباع". واضاف "ما حصل في اوديسا في 2 ايار/مايو هو محض فاشية". وتأتي زيارة بوركهالتر في اطار مساع دبلوماسية جديدة من قبل الاوروبيين لايجاد حل سلمي للازمة. ودعا المسؤول وهو ايضا رئيس الكونفدرالية السويسرية ووزير الخارجية السويسري الثلاثاء الى "متابعة اتفاق جنيف" في اشارة الى الاتفاق الدبلوماسي المبرم في 17 نيسان/ابريل بين اوكرانياوروسيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة لنزع فتيل الازمة في شرق اوكرانيا. كما طالب ب"وقف لاطلاق النار" لافساح المجال لانتخابات رئاسية مقررة في 25 من الجاري. ويرى الغربيون ان تنظيم هذا الاقتراع حاسم والا فان اوكرانيا ستغرق في "الفوضى وربما حرب اهلية" وفق ما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. والاقتراع سيسمح بانتخاب خلف للرئيس فيكتور يانوكوفيتش المقرب من موسكو والذي اطيح في شباط/فبراير. وروسيا التي ترفض الاعتراف بالسلطات الموقتة في كييف ابلغت انه من "غير المنطقي" اجراء انتخابات في اطار العنف الحالي. كما يتوقع اجراء مباحثات دبلوماسية الاربعاء في كييف التي وصلها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مساء الثلاثاء. وقال "هناك الكثير من الامور التي يجب بحثها". فبالاضافة الى القضايا المرتبطة بتطبيق اتفاق جنيف "هناك ايضا التحديات الكبرى الامنية والاقتصادية". وتلقت اوكرانيا القسم الاول من قرض بقيمة 3,19 مليار دولار في اطار خطة مساعدة ب17 مليار دولار قررها صندوق النقد الدولي نهاية نيسان/ابريل. والثلاثاء طلب وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا ارسال "مراقبين دوليين الى اوكرانيا للاشراف على الانتخابات". وذكر ان الاقتراع يجب ان يكون "حرا وديموقراطيا" رغم "التهديدات والاستفزازات الخارجية المدعومة من روسيا". وفي سلافيانسك مركز المواجهات بين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية سجل الليلة الماضية اطلاق نار من اسلحة ثقيلة واسلحة رشاشة. وقالت المتحدثة باسم المتمردين ستيلا خوروشيفا لفرانس برس "صباحا وقعت معارك على المحاور الساخنة. لا شيء سيردع النازيين". ولم يكن العلم الروسي الذي كان يرفرف منذ اسابيع على مقر بلدية سلافيانسك، مرفوعا صباح الاربعاء. ولم تؤكد المتحدثة سحبه لكنها قالت انه قد يكون "تمزق" او ازيل "لاظهار للعالم ان لا وجود لجنود روس هنا". اما الزعيم الانفصالي في سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف الذي لم يظهر امام الصحافيين في الايام الماضية فهو "حي وبصحة جيدة" كما قالت. وحدد المتمردون الموالون لروسيا 11 ايار/مايو موعدا لتنظيم استفتاء حول "اعلان استقلال" جمهورية دونيتسك. وفي هذا الاطار ندد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء باعلان الانفصاليين الموالين لروسيا انهم عازمون على اجراء استفتاء في شرق اوكرانيا، مؤكدا انه "وهمي". وقالت جينيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "نشهد تكرارا لسيناريو القرم" في اشارة الى الاستفتاء الذي ادى الى ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في اذار/مارس. ويبدي الغربيون قلقا اكبر للاحداث في اوكرانيا في الايام الماضية حيث قتل عشرات الاشخاص في اعمال عنف منذ الجمعة. واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "المشاهد التي تصلنا مرعبة وخصوصا منذ ماساة اوديسا، لسنا بعيدين جدا من مواجهة عسكرية في اوكرانيا". واضاف "ينبغي الا يعتقد احد ان الخطر والتهديد محصور باوكرانيا. عبر هذا النزاع، فان كل المشهد الامني في اوروبا الذي نشا منذ عقود مهدد بالتدمير. ويمكن ان تحمل الازمة الحالية الحلف الاطلسي على التواجد عسكريا بشكل دائم في الدول التي كانت في الكتلة الشرقية. واعلن قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال فيليب بريدلاف الثلاثاء في اوتاوا "نتابع عن كثب تطور الاحداث المأسوية التي تجري في شرق اوكرانيا وسنبقى خصوصا قلقين على مصير السكان". فرانس بريس