استولى 15 مسلحا على الأقل على مقر للشرطة في مدينة سلافيانسك في شرق اوكرانيا أمس، في استمرار لهجمات تستهدف السيطرة على مبان عامة من جانب مُسلحين موالين لروسيا يُطالبون بالحكم الذاتي. واحتل انفصاليون مبان حكومية في مدينتين أخريين ناطقتين بالروسية هما دونيتسك ولوهانسك منذ مطلع الاسبوع الماضي، فيما تصفه القيادة في كييف بجزء من خطة روسية لتقسيم أوكرانيا. وضمت روسيا منطقة القرم التي تقطنها أغلبية روسية في الشهر الماضي بعدما أطاح محتجون برئيس أوكرانيا المدعوم من الكرملين. وتنفي روسيا أن لديها أي مخططات لضم مناطق أُخرى في أوكرانيا، لكنها تقول إنه يجب حماية المتحدثين بالروسية في هذه المناطق من أي اضطهاد محتمل من جانب السلطات المؤقتة في كييف. وقال وزير الداخلية الأوكراني ارسين أفاكوف على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي «سيطر مسلحون يرتدون ملابس مموهة على مركز للشرطة في سلافيانسك. سيكون الرد قاسيا لأن الإرهابيين يختلفون عن المحتجين». وقال متحدث محلي باسم الشرطة إن بين 15 إلى 20 مسلحا سيطروا على المبنى الواقع في سلافيانسك في منطقة دونيتسك على بعد نحو 150 كيلومترا من الحدود مع روسيا. وتابع إن الشرطة تتحدث إلى المهاجمين لكنهم لم يتقدموا بأي طلبات محددة بعد. وقال شاهد من رويترز إن مسلحين يحملون بنادق ومسدسات يقفون قرب المبني ووضعوا شارات برتقالية وسوداء -ترمز لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية- يستخدمها الانفصاليون الموالون لروسيا في أوكرانيا. وتجمع بضع مئات خارج المبنى المكون من ثلاثة طوابق في حي سكني قرب وسط سلافيانسك التي يقطنها أكثر من مئة ألف نسمة وساعد البعض في إقامة متاريس من إطارات السيارات. ويطالب المسلحون الذين استولوا على مقر الحكومة المحلية في دونيتسك ومبنى لأمن الدولة في لوهانسك بإجراء استفتاء لتحديد مستقبل المنطقة. وقالت الحكومة الأوكرانية إن عمليات الاستيلاء قد تكون جزءا من خطة مماثلة لما حدث عند ضم روسيا للقرم أي الاستيلاء على مبان حكومية ومنشآت عسكرية ويلي ذلك استفتاء من أجل الاستقلال. وانقضت الجمعة المهلة التي منحتها السلطات في كييف للمحتجين لانهاء احتلال المباني لكن لم تبد الشرطة الأوكرانية أي بادرة للتحرك لإخراجهم بالقوة. وفي دونيتسك استولت مجموعة من نحو 40 شابا مسلحين بمضارب خشبية أمس، لفترة وجيزة على طابق من مكتب الادعاء العام وتحصنوا داخله باستخدام قطع الأثاث. وقالت شرطة دونيتسك في بيان إن المحتجين وافقوا في وقت لاحق على المغادرة بعد مفاوضات. وفي سياق متصل، حث أندريه ديشيتسيا القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني روسيا على وضع حد لما أسماه «الأفعال الاستفزازية» من عملائها في شرق أوكرانيا. على صعيد آخر، نقل عن اندريه كوبوليف الرئيس التنفيذي لشركة نفتوجاس التابعة للدولة في اوكرانيا قوله أمس، إن الشركة علقت مدفوعات الغاز لروسيا لحين انتهاء محادثات التسعير. ورفعت روسيا سعر الغاز الذي تبيعه لكييف، وقالت موسكو إن كييف مدينة بمبلغ 2.2 مليار دولار عن امدادات الغاز، وإنها لم تسدد المبالغ المستحقة في موعدها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري رفعت جازبروم عملاق قطاع الغاز في روسيا سعر الغاز إلى 485 دولارا لكل ألف متر مكعب من 268 دولارا في الربع الأول وقالت ان كييف لم يعد لها الحق في التمتع بالخصومات السابقة. وتحصل كييف على نصف احتياجاتها من الغاز من موسكو ويضخ جزء كبير من الغاز الذي تحصل عليه اوروبا من روسيا عبر اراضي أوكرانيا.