اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في جوبا امس ان رئيس جنوب السودان وافق على فتح مفاوضات مباشرة مع زعيم التمرد من اجل تطبيق وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية. واكد كيري للصحافة ان الرئيس سالفا كير "مستعد لزيارة اديس ابابا قريبا، على الارجح في مطلع الاسبوع المقبل، لفتح نقاش مع رئيس الوزراء الاثيوبي وكذلك، على ما نأمل، مع رياك مشار" نائب الرئيس السابق الذي بات زعيما للمتمردين. ومن المفترض ان تلعب اثيوبيا دور الوسيط في المحادثات. و بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس زيارة إلى جنوب السودان للسعي إلى وقف إطلاق النار في النزاع الدامي المستمر منذ أربعة أشهر والذي أثار تحذيرات من وقوع ابادة ومجاعة. وهذه الزيارة غير المعلنة تعتبر ابرز مسعى حتى الان للتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار في هذا النزع الذي اغرق جنوب السودان في دوامة عنف وحشية ارتكبت خلالها جرائم حرب ومجازر اتنية واغتصاب وتجنيد اطفال. وعند وصوله الى جوبا، توجه كيري للقاء الرئيس سلفا كير كما افاد مراسل فرانس برس. وقال مسؤولون أمريكيون: إنه أجرى محادثات عبر الهاتف مع زعيم المتمردين رياك مشار. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي أن «كيري شدد مجددًا على ضرورة أن يحترم جميع الاطراف اتفاق وقف إطلاق النار والتوقف فورًا عن شن هجمات على المدنيين». وأضافت في بيان «إنه حث أيضًا الاطراف المتحاربين على التعاون الكامل مع الأممالمتحدة والمنظمات الانسانية لحماية المدنيين وتأمين مساعدة لشعب جنوب السودان». ويتزايد القلق الدولي حول حجم أعمال القتل في جنوب السودان حيث تقوم القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير والمجموعات المتمردة بقيادة نائبه السابق رياك مشار بمذابح واغتصاب وتجنيد اطفال. وتتعرض الولاياتالمتحدة لضغوط من اجل التدخل؛ لأنها كانت الراعية الاساسية لاستقلال جنوب السودان عن الخرطوم وضخت مليارات الدولارات لمساعدة البلاد منذ انفصالها عن السودان في 2011. وعبر كيري الخميس عن نفاد صبر واشنطن قائلًا: إن أعمال كير ومشار «تخيب الآمال» لا سيما وان التنافس بينهما ادى الى موجة اعمال قتل اتنية بين قبيلتي الدينكا (التي يتحدر منها كير) والنوير (التي ينتمي اليها مشار)، كما حذر من خطر حدوث عملية ابادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان ملوحًا بفرض عقوبات على كل من مشار وكير. وقال كيري خلال زيارة إلى أثيوبيا: «هناك مؤشرات مقلقة للغاية بأن عمليات قتل على اسس اتنية وقبلية وقومية تجري (في جنوب السودان) ما يثير اسئلة خطيرة. واذا ما استمرت عمليات القتل بالطريقة هذه، فيمكن ان تشكل تحديًا خطيرًا للغاية للمجتمع الدولي يتعلق بمسألة الإبادة». وأضاف كيري «يجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على أسس اتنية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الانسان ويعرقلون المساعدات الانسانية». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية أيضًا: «إن كيري التقى قادة الاتحاد الافريقي في أديس أبابا أمس وبحث حجم الفظاعات التي ارتكبت في جنوب السودان وضرورة المحاسبة».