«شعوري ذا الليلة غريب كيف الحبيب يشكي حبيب.. أنا ملكتك وأنا فقدتك ليتني لما عرفتك ما تركتك» غناها محمد عبده ليكون الشعور الغريب ليس بغريبٍ اليوم، فالحبيب أصبح يشكو الحبيب وهو بالضبط ما ينطبق على المسرحيين والمسرح السعودي، ولكنها بالتأكيد شكوى محب وغيور، حيث يتشكى المسرحيون من حال المسرح السعودي وحالة الركود التي يعانيها رغم ما يحفظونه للمسرح من حب وولاء، ولكن أتمنى ألا يتركوه جريحاً فيندموا يوم لا ينفع الندم، فنحن بحاجة إلى تكاتف وجهود واقعية تستطيع المشي على الأرض.. لا وعود وتوصيات حفظت في سجلات ورقية لا أكثر. نتألم عندما نفاجأ بردود الأفعال المحبطة وغير المباركة لأي عمل مسرحي، فلا أعلم لماذا نقتات على نجاحات الآخرين ونحجّمها مهما كانت بسيطة.. إن غياب هوية المسرح السعودي مقارنة بالدول الخليجية والعربية، في ظل غياب التجهيزات الخاصة بالمسارح وتواضع الإمكانات مع تضاؤل الفرص الجادة وعدم توافر المناخات المسرحية المناسبة المحفزة على الإنتاج وقصر الدعمَين المادي والمعنوي من الجهات التي يهمها الأمر وبعض الأصوات المجحفة التي تقف حجرة عثرة في طريق المنجز، يجعلنا نتراجع للخلف في الوقت الذي نحن فيه بحاجة إلى تعزيز مكانتنا وتثبيت أقدامنا على المسرح، خاصة أننا لا نزال نعاني من ترنّح الأقدام على هذا الخط، فلم تعد المسرحيات التي تحتضنها قاعات المحاضرات في الجامعات والمدارس منتهى الطموح ولا المسرحيات التي تقام في الأعياد أملنا المشرق ولا فرحة عيدنا المنتظرة لأن المطالبات أكبر من المتاح، وأعتقد أننا لو أعدنا صياغة الخطة المسرحية بالاستعانة بخبرات خارجية لها شأنها في المجال المسرحي وعلى علم ودراية، سنحقق إحصاءات من المشاهدين تفوق التوقعات. نتألم عندما نفاجأ بردود الأفعال المحبطة وغير المباركة لأي عمل مسرحي، فلا أعلم لماذا نقتات على نجاحات الآخرين ونحجّمها مهما كانت بسيطة ونلوكها بأنياب النقد اللاذع، فيا ليتنا نستبدل حالة الذم برفع معنويات وكبسولات تفاؤل نبتلعها لمقاومة التشاؤم. همسة.. أهنئ الاحساء على نجاح المهرجان المسرحي الثاني، ولا أجد أجمل من كلمة مدير جمعية الثقافة والفنون سامي الجمعان عندما قال: «التحدي بإقامة هذا المهرجان وأبطاله صنعوا من اللا شيء فعالية بهذا الحجم».. شكراً.. أنتم أفضل.