أكد المشاركون في الملتقى والمعرض الوطني الثالث للأسر المنتجة " صنع في السعودية" أهمية الدور الذي تضطلع به المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تنويع السوق وتعزيز قدراته , منوهين بضرورة تطوير قدرات أكثر من (25) ألف أسرة منتجة سعودية في جميع مدن ومناطق المملكة في ظل توقعات بأن يتجاوز عائد القيمة المضافة لمشاريع الأسر المنتجة ما نسبته 50% من إيراداتها. وأوصى 22 خبيراً سعودياً وعربياً خلال جلسات ورش العمل المصاحبة للملتقى الذي انطلقت فعالياته يوم أمس بفندق جدة هيلتون , برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز محافظ جدة , بمنح المشاريع الصغيرة أولية مجتمعية ورسمية بوصفها من مقومات التنمية الاقتصادية على مستوى محدودي الدخل الذين يمثلون في جميع المجتمعات النامية نسبة لا يستهان بها , مسلطين الضوء على الفارق بين النشاط الإنتاجي والاقتصادي وهو ما يزيد من عائد القيمة المضافة للإنتاج . وتطرق المشاركون إلى أهداف دورة الإنتاج في العمليات بالأسر المنتجة والوصول بالإنتاجية إلى معدلاتها المناسبة , مستعرضين عددا من مكونات النظام الإنتاجي للموارد البشرية والمالية والمادية ، مؤكدين أهمية التركيز على بناء المهارات التسويقية للأسر المنتجة في سبيل تقديم خدمة مميزة للعميل , مشيرين إلى أن 90% من رواد الأعمال وملاك المشروعات الصغيرة يخرجون من السوق بعد أقل من 3 سنوات من بداية مشاريعهم ، نتيجة الأخطاء الإدارية وأهمها التسويق . من جهته , كشف مدير برنامج الأسر المنتجة في البنك الأهلي التجاري المهندس ردة العسافي , عن افتتاح 20 فرعاً جديداً خلال السنوات الخمس المقبلة تتخصص في تقديم القروض متناهية الصغر لدعم 22 ألف أسرة منتجة على مدار السنوات الخمس ، مبيناً أن البنك الأهلي درب (9904) مستفيدة في برنامج الأسر المنتجة الذي أطلقه قبل عدة سنوات ، وكان أول الجهات التي قدمت دورة متكاملة لدعم هذه الفئة , تبدأ بالتدريب ثم تسليمهم قروض حسنة بدون كفيل أو فائدة ، وصولاً إلى توفير منافذ البيع والتسويق لمنتجاتهم . وأشار إلى أهمية دور الأسر المنتجة في النسيج المجتمعي السعودي ، لافتا النظر إلى أن الدراسات والأبحاث التي أجريت على مدار السنوات الماضية أثبتت أن التمويل والتدريب يمثلان أهم المعوقات التي تواجه هذه الفئة. بدوره , نوه الدكتور محمد سليم بأهمية أن تكون الجوانب المالية في أيدي رشيدة تدير الأمور بحنكة , بينما استعرض الدكتور حسن يوسف عددا من الفرص التمويلية لأنشطة الأسر المنتجة , بالإضافة إلى الدور المهم للقطاع الخاص واسهامه مع الجهات الحكومية في توفير أفضل سبل الدعم لهذه الفئة . وشهدت الجلسات كذلك عرضا لتجارب مبهرة مضيئة للأسر المنتجة السعودية ، استعرض فيها الأمين العام عضو مجلس إدارة جمعية البر بجدة وليد بن باحمدان الدور الذي تقوم به جمعية لدعم الأسر المنتجة . وكان قد شهد الملتقى الذي يهدف إلى تأهيل 5 ألاف امرأة في محافظة جدة (10) ورش عمل .. تناولت إنتاج وتصميم الأزياء ، وتسويق المجوهرات والأزياء ، وضبط الجودة في إنتاج الأزياء والنسيج ، وإنتاج المجوهرات ومستلزمات المناسبات ، والفرص التمويلية لأنشطة الأسر المنتجة ، بالإضافة إلى سبل صناعة وإنتاج وتسويق المنتجات الغذائية ، وضبط الجودة والصحة البيئية ، والإدارة المالية لأنشطة الأسر المنتجة ، والفرص الاستثمارية لهذه الأسر . ويعد الملتقى والمعرض الوطني الثالث الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بجدة ممثلة بمركز جدة للمسؤولية الاجتماعية ومشروع دعم الأسر المنتجة وتنمية منتجاتها " كلنا منتجون " , استكمالا للملتقيات والمعارض التي أقيمت في عامي 2012 و 2013م حملت نفس المسمى وجاءت بموضوعات مختلفة , حيث صيغت فعاليات الملتقى بعناية تامة لتواكب تطورات السوق , وتكون خليط بين دورات مهنية وجلسات علمية إدارية تمويلية استثمارية . يذكر أن فعاليات الملتقى والمعرض الوطني الثالث للأسر المنتجة "صنع في السعودية" الذي شهد مشاركة 600 امرأة منتجة في عرض وبيع منتجاتها في المعرض المصاحب للملتقى , يختتم فعالياته غدا الثلاثاء .