أكد مثقفون أن القناة الثقافية ما زالت تحتاج الكثير لتظهر بصورة تعكس الواقع الثقافي في المملكة، بعد مرور نحو عام على إنطلاق بثها. وأوضح بعض منهم أن بث القناة أشبه بالبث التجريبي، وبعيدة عن الاحترافية. ورأى آخرون أنها قناة ناشئة وتحتاج الكثير حتى تقف على قدميها.وقال القاص محمد البشير: «منذ إطلاق القناة، وأنا أتوجس ريبة من تحقيقها لطموحات المشاهدين أو على الأقل الطبقة التي تخاطبهم من ثلة المثقفين»، موضحاً أن «موعد إعلانها تزامن مع مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، وكأن إطلاق قناة أمر هين». مشهد من أحد برامج القناة الثقافية وأكد أن الأمر ربما يحتاج إلى فترة زمنية ليصطلح الحال. وقال: «ما زلنا نشاهد قناة أشبه بقناة تبث تجريبياً، ولا عيب في ذلك، عليها أن تعلن ذلك، فنعذرها ونتغاضى، أما وهي تبث معترفة أنها قناة قائمة بذاتها، فعلى القائمين عليها تقبل النقد بصدر رحب». وأضاف أن «تحديات القناة كثيرة، خاصة أن المادة الثقافية غير محببة وجاذبة للعامة.. وحتى على صعيد توجهها إلى فئة محدودة، وهذا ما لا أظنه، نجد ما تقدمه مادة باهتة باردة لا حياة فيها ولا روح جاذبة». وتطرق البشير إلى وعد وزير الثقافة والإعلام ببث الأفلام السعودية، وقال: «استبشرنا خيراً بتنويع المادة على القناة الثقافية، فالأفلام مادة جاذبة نوعاً ما.. ولكن لم نر شيئاً حتى اليوم.. الأفلام جاهزة، وليس على القناة سوى بثها». وأوضح أن برامج القناة متشابهة، سوى اختلاف مقدميها، «حتى الضيوف هم في الصباح والمساء، وكل مقدم لا يملك من التجربة الإعلامية سوى أنه تدرب من خلال استضافته.. وهذا الأمر يجعلنا متلقين لقناة تبث بثاً تجريبياً». ورأى القاص طاهر الزارعي أن بعض برامج القناة لا تزال «تحبو من ناحية تقديمها خطاباً تقليدياً غائباً عن الهم الثقافي»، مبدياً تعجباً من القائمين على القناة، «ألا يشعرون بتدني تلك البرامج التي لا ترقى إلى عقلية المثقف السعودي والعربي؟..استبشرنا خيراً بتنويع المادة على القناة الثقافية، فالأفلام مادة جاذبة نوعاً ما.. ولكن لم نر شيئاً حتى اليوم.. الأفلام جاهزة، وليس على القناة سوى بثها. أصبحت هذه القناة محطة أرشفة لكثير من البرامج والمسلسلات التي لا تتناسب وحجم الثقافة البصرية والفكرية» للمثقفين، بانفتاحهم على قنوات فضائية أخرى.وقال إن القناة تفتقد الاحترافية، إلا أن «هناك برامج قليلة تمس ذائقة المثقف، وتشعره بالتلاقح الثقافي بينه وبين ما يقدم». وأكد أن القناة في مستوى الحدث في تغطية المناسبات والفعاليات الثقافية في المملكة، إلا أنها تحتاج إلى «نشر مراسلين في بعض المناطق حتى تقوم بتغطية أكبر قدر ممكن من مشهدنا الثقافي». من جانبه، قال مقدم برنامج «صالون سردي»، الذي تبثه القناة الثقافية، الروائي محمد المزيني إن القناة تعد ناشئة بالنسبة للقنوات الثقافية الأخرى، فعمرها قصير بالمقارنة مع غيرها. وأوضح أن القناة بذلت جهوداً تكاد تكون غير واضحة المعالم، ولكن مع الشهور استطاعت أن تلحق وتقدم بعض البرامج الجيدة. وذكر أن القناة تعاني من عدم وجود أستوديو ومقر خاص بها، إضافة إلى أن ليس لها ميزانية، فهي تقوم بجهود ذاتية وينقصها أشياء كثيرة، وأنها تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، ووجود كوادر فنية وإدارية على قدر كبير من الإبداع والمسؤولية، لأن القناة تمثل ثقافة الوطن، ولها أهمية مثل باقي القنوات السعودية الأخرى.