أفادت مصادر سورية بتجدد الاشتباكات بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام بريف اللاذقية، في حين قتل ما لا يقل عن ثلاثين مدنياً في ريف إدلب، جراء سقوط قذائف بالخطأ من قوات المعارضة، كما تجددت المعارك بين المعارضة من جهة، وتنظم «داعش» من جهة أخرى في بلدة «مركدة» الاستراتيجية. سياسياً أكد وزير الخارجية الأمريكي أمس أن نظام بشار الأسد لن يفلح في استرجاع شرعيته. وقال ناشطون: إن الاشتباكات في ريف اللاذقية تركزت بالقرب من المرصد 45، وإن كتائب المعارضة ما زالت تحتفظ بالمواقع التي سيطرت عليها في المعارك الأخيرة، كما كثفت قوات النظام قصفها على المرصد 45 بهدف استعادته، ويعتبر المرصد موقع إستراتيجي يشرف على مساحات كبيرة من ريف اللاذقية. وأفاد ناشطون بأن الكتائب الإسلامية قتلت عدداً من قوات جيش الدفاع الوطني، وأسرت عدداً منهم، كما استهدفت منطقة البهلولة ومدينة القرداحة بصواريخ من طراز غراد. قتلى بالخطأ وقتل ما لا يقل عن ثلاثين مدنياً، إضافة إلى جرح عشرات آخرين في ريف إدلب جراء سقوط قذائف بالخطأ من قوات المعارضة. وأفاد ناشطون بأن جبهة ثوار سوريا استهدفت بعدة قذائف هاون حاجزاً لقوات النظام متمركزاً في الحي الشمالي لمدينة جسر الشغور، إلا أن قذائف الهاون سقطت بالخطأ على مسجد عمر بن الخطاب في الحي الشمالي، وأسفرت إضافة للقتلى عن سقوط عشرات الجرحى. وفي العاصمة دمشق قالت المعارضة المسلحة: إنها صدت محاولة توغل لقوات النظام قرب مخفر جوبر في العاصمة، في حين كثفت قوات النظام قصفها لغوطة دمشقالشرقية بالتزامن مع اشتباكات بدأتها على محاور عدة. وذكر مكتب دمشق الإعلامي أن الجيش السوري الحر أسر 11 عنصرا من قوات النظام أثناء الاشتباكات العنيفة على أطراف المليحة. وأفادت شبكة شام بمقتل وإصابة عدد من قوات النظام خلال الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على الجبهة الشمالية لمدينة دوما بريف دمشق الشرقي. وحسب نشطاء، فقد سقط قتلى وجرحى إثر قصف صاروخي لقوات النظام على سوق تجاري في كفربطنا بريف دمشق. مواجهات حلب أما في حلب، قتل 15 شخصا جراء قصف الطائرات الحربية التابعة للنظام حي الصاخور بالمدينة، كما أصيب العشرات جراء استهداف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة حي مساكن هنانو شرقي المدينة. وذكرت شبكة شام الإخبارية أن كتائب غرفة عمليات أهل الشام استهدفت تجمعات قوات النظام بمنطقة الشيخ نجار وتلة الشيخ يوسف ومحيط اللواء 80 شرقي حلب بالقذائف والدبابات، وتم خلالها تدمير مدفع 23 وقتل العديد من جنود النظام وسط اشتباكات مستمرة في المنطقة. كما استهدف الجيش الحر وكتائب غرفة عمليات أهل الشام بالقذائف قوات النظام المتمركزة في فرع الأمن الجوي بحي الزهراء بحلب، في حين استهدفت قوات النظام المتمركزة في فرع المرور وكراج الموحد بأحياء حلب القديمة بقذائف الهاون. وفي حماة أفادت المؤسسة الإعلامية هناك بأنه سقط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام خلال الاشتباكات العنيفة الدائرة بين كتائب المعارضة وقوات النظام التي تحاول إعادة السيطرة على مدينة مورك بريف حماة الشمالي. أما في درعا فقالت شبكة سوريا مباشر إن قتيلين وجرحى سقطوا جراء إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على الحراك بريف المدينة. وأضاف ناشطون أن عددا من الأشخاص أصيبوا جراء قصف قوات النظام بلدة اليادودة في ريف درعا بالمدفعية الثقيلة، واستهدفت المروحيات بالبراميل المتفجرة الحي الأوسط بمدينة نوى في ريف درعا. كما شهدت العديد من المدن السورية اشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام تركزت في دمشق وريفها، كما استهدفت قوات النظام العديد من المدن بالقصف الصاروخي والبراميل المتفجرة. المعارضة وداعش من جهة اخرى، سقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين الثوار وجبهة النصرة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» الأربعاء قرب «مركدة» ضمن إطار معركة «الثأر للشهداء» التي أعلن الثوار والنصرة إطلاقها ثأرا لقتلاهم على يد «داعش» في «مركدة» الاستراتيجية الواقعة منتصف المسافة بين الحسكة ودير الزور قبل أيام. وأكدت مصادر في كتائب الثوار أن 20 عنصراً من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا خلال الاشتباكات التي دارت على بعد 10 كم شرق البلدة انتهت بسيطرة جبهة النصرة على الحاجز الشرقي قرب البلدة والاستيلاء على مدفع عيار 56 مم وإعطاب عربة مدرعة. وأضافت المصادر أن «أبو أنس الليبي» القيادي في «كتيبة البتار» التابعة ل «الدولة الاسلامية» من ضمن من قتلوا على يد «جبهة النصرة» شرق «مركدة». وسبق لتنظيم «داعش» أعلن منذ منذ ثلاثة أيام سيطرته على البلدة. وفي سياق متصل، خاضت الصفحات المؤيدة لكتائب الثوار والنصرة حربا «فيسبوكية» ضد الصفحات أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ونشرت ما مفاده أن حواجز التنظيم في بلدة «مركدة» تمنع ذوي القتلى من العبور، وترفض تسليم جثث من سقطوا في المعركة السابقة لجبهة النصرة وفصائل الثوار الأخرى إلا بانسحابهم الكامل من المنطقه. بينما قالت الصفحات المناصرة لتنظيم الدولة الإسلامية: إن الأخيرة تدعو أهالي جميع القتلى لاستلام جثثهم دون أي شرط أو مانع» . وكانت الاشتباكات قد تجددت قرب «مركدة» بعد وصول تعزيزات لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية ثأراً لمن خسرتهم فصائل الثوار في المعركة السابقة، ويشترك فيها كل من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية و«جيش مؤته» و«جبهة الاصالة والتنمية» و«جيش الحق» و«لواء بشائر النصر» ضد تنظيم «داعش». شرعية الأسد سياسيا، أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي يزور الجزائر حاليا أمس انه لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا، وإنما هناك حل سياسي مشدداً على أن نظام بشار الأسد لن يفلح في استرجاع شرعيته. وقال كيري، في كلمة ألقاها لدى افتتاح الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي: «لا يوجد حل عسكري للأزمة في سوريا، وإنما هناك حل سياسي» ، مضيفاً أنه «بسبب الأشخاص الذي قتلوا في هذه الأزمة واستعمال الغاز وقتل الأطفال فإن نظام بشار الأسد لن يتمكن من استرجاع شرعيته». وأشاد كيري، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية، بالجهود التي بذلتها الجزائر من أجل إيجاد حل للأزمة في سوريا.