كشف مصدر مطلع في الديوان الملكي الأردني ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي التقى العاهل الأردني عبدالله الثاني في عمان أمس الأحد، طالب الأردن بدور استثنائي في الأزمة الخليجية. من جهته، ابلغ العاهل الأردني ضيفه القطري أن "عمان اتخذت موقفا مبكرا بالحياد حيال الأزمة"، معتبرا أنها "اختلاف وجهات نظر بين أشقاء في بيت واحد، هو البيت الخليجي". وأكد الملك عبدالله الثاني لضيفه، استنادا إلى المصدر، أن "الأردن يسعى إلى علاقات مستقرة وايجابية مع مختلف أعضاء النادي الخليجي"، مبديا- بفتور- استعداد عمان لدراسة طلب الدوحة، ومشاورة المملكة العربية السعودية في هذا الشأن. بيد أن البيان الرسمي للديوان الملكي الأردني، الذي أعقب اللقاء الذي عقد في قصر بسمان وتسلمت "اليوم" نسخة عنه، خلا من أي إشارة للطلب القطري، واكتفى بأن "الملك عبدالله الثاني والأمير تميم بن حمد آل ثاني بحثا العلاقات الثنائية بين الأردنوقطر، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات". وقال بيان الديوان الملكي الأردني إن "الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقائه الأمير تميم بن حمد آل ثاني عمق العلاقات بين البلدين، على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية". وأشار البيان الى أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يحقق طموح وتطلعات قيادتي وشعبي الدولتين الشقيقتين. ودعا البيان إلى ضرورة تعزيز التضامن العربي، وتوحيد الجهود فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في اقامة دولتهم المستقلة ودعم عملية السلام، وكذلك وقف نزيف الدماء في سوريا وإيجاد حل للازمة التي راح ضحيتها آلاف الأرواح. وفي تصريحات صحافية، قال الأمير تميم بن حمد آل ثاني، لدى وصوله الأردن، إن "الظروف الدقيقة، والتحديات الكبيرة، التي تمر بها الأمة العربية، تستدعي تعزيز التعاون وتدعيم التنسيق بين الدوحةوعمان". وعن الزيارة، يقول الخبير في الشؤون الإقليمية د.حسن البراري، ل"اليوم": "العلاقة بين عمانوالدوحة ظلت على الدوام فاترة، وثمة خلاف استراتيجي حول ملف الإخوان المسلمين في مصر، إلا أن للأردن مصالح واضحة، لعل واحدة من بينها الجالية الأردنية في قطر، التي يناهز عددها 200 ألف أردني". ويضيف البراري، "الدوحة، التي تمنعت طويلا عن عمان، التقطت مصلحة الأردن، التي وافقتها في اللحظة الراهنة التي تمر بها علاقاتها الإقليمية، فجاء الانفتاح كمصلحة مشتركة". ويرى البراري أن "وسطية الدبلوماسية الأردنية، وتجنبها المحاور في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي، تأتي منسجمة تماما مع موقف السعودية، الدولة الأوسع نفوذا، والمظلة الضامنة للإقليم الخليجي، خاصة في ظل فهم صانع القرار السعودي بمحدودية الخلاف مع الدوحة مقارنة مع المصالح الاستراتيجية لدول المجلس مجتمعة". فيما يرى الكاتب والمحلل في الشأن الأردني د.عامر السبايلة إن "محاذير الزيارة القطرية الى عمّان كثيرة، خصوصا في مسألة التوقيت، الذي تشهد فيه العلاقات القطرية مع محور حلفاء الاردن الخليجيين حالة من الفتور المتزايد". وبين السبايلة أن "الأردن معني بالحفاظ على موقف واضح من حلفائه التقليديين السعودية والإمارات والبحرين، وفي الوقت نفسه العمل على عدم تفاقم الخلاف الخليجي، عبر السعي الى انجاز مقاربة بين أطراف الأزمة الخليجية".