قديما قالوا: من راقب الناس مات هما..واليوم نسمع كثيرا مصطلح التنافسية والمنافسين ومراقبة المنافس, يعني بالعربي التحسس ومزاحمة الغير بشكل غير محترف ولا أخلاقي لمجرد الصعود بغض النظر عن الكيفية. وحقيقة الأمر ومن وجهة نظري الخاصة والشخصية فموضوع المنافسة غير مستساغ أبدا ولا مقبول. المفترض نشر روح التكامل والتسديد والنصيحة الأخوية وبث ثقافة أن الرزق بيد المولى عز وجل, فمهما عمل الإنسان واجتهد فالتوفيق بيد الله. إذا لم يكن توفيق من الله للفتى فأول مايجني عليه اجتهاده دعوات في منتهى الخرق والبلادة, ولا أعتقد أنها ستنهض بأمتنا ووطننا ,فكيف نطور ذا لم ننفتح على بعضنا ونعمل على قلب رجل واحد؟. كيف ننجح إذا تحفظ كل ناجح على أدوات نجاحه وخاف من المشاركة بخبرته وعلمه ؟ والغريب في الموضوع أننا أبناء بلد تربينا على ثقافة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). و لماذا في التجارة لا أحب لأخي ما أحب لنفسي؟أو السؤال هل أحب نفسي أصلا؟ . فحبنا لأنفسنا يجعلنا نزكيها ونطورها ونجتهد في تصويبها ونجعل من كل يوم فرصة لتهذيب النفس وتحسينها عن اليوم السابق وهنا يكون العمل. وليكون تنافسنا في الخيرات وأعمال التطوع وبذل الخير وخدمة المجتمع ,تلك المنافسة التي ستجعل منا مجتمعا متماسكا فاضلاً سعيداً ، ولنراقب أنفسنا ونحاسبها ,ونترك منافسة الغير لمجرد المنافسة والاكتفاء بمراقبة السوق بهدوء وحكمة واحتراف لنعرف ماذا يجري حولنا من غير ترصد وتصيد وحشرية ولنرتق بأنفسنا ولكن شجعانا في مراقبة ذواتنا ودمتم بخير ورضا من الله. [email protected]