منذ سنوات طويلة وهروب العمالة المنزلية مستمر مما أصبح هما يؤرق ويزعج كل بيت وقلقا تعيش فيه كل أسرة ولم نجد من المسؤولين حلولا جذرية لهذه المشكلة، ولا حتى البحث عن حلول لها. إلا أننا منذ فترة طويلة نسمع وننتظر ولادة الشركة السعودية الموحدة للاستقدام لعلها تحد من مسلسل الهروب الكبير، فمنذ اللحظات الأولى لوصول هذه العمالة لأرض الوطن نجد البعض منهم يفكر سريعا في الهروب من بيوت كفلائهم، مما يعزز الفكرة الشائعة بأن هناك من يسهل لهم الهروب من بني جلدتهم تحت دعاوى كثيرة ويغرونهم بزيادة الدخل بالعمل لدى أسر أخرى. لا أستطيع أن أعفي المواطنين والمواطنات من المسؤولية، حيث يتسترون على هذه العمالة ويشغلونها تحت دعاوى انه لا يوجد أمامهم طريقة غير تشغيل هؤلاء العمالة وهناك العديد من الأسباب وراء تفشي هذه الظاهرة، منها ما هو اجتماعي ومنها ما هو نفسي أو اقتصادي، وإن اتساع مساحة المملكة وترامي أطرافها ساعد هؤلاء العمالة في التنقل بكل أريحية، وبدون مراقبة شديدة على تنقلاتهم أثناء عبورهم نقاط التفتيش على الطرق الطويلة. وإنه من المؤسف أننا نعيش في هذا النمط المعيشي الذي دخلنا جميعا في نفقه وما زلنا غير قادرين على الخروج منه فأصبحت الخادمة والسائق ضروريين من ضروريات الحياة، مما جعلنا نتواطأ مع تشغيل هذه العمالة بطريقة غير نظامية وبمبالغ كبيرة، بحيث تتقاضى الخادمة شهريا ثلاثة آلاف ريال والساق ألفين وخمسمائة ريال، ومما ساهم في تعقد المشكلة في الوقت الحاضر هو عملية توقف الاستقدام من بعض الدول التي بادرت بطلب شروط مجحفة، والحل الوحيد لحل هذه المشكلة هو توحد جميع شركات الاستقدام تحت مظلة شركة وطنية كبيرة تتولى هي بنفسها عملية استقدام العمالة وتشغيلها على المواطنين. ولا يخفى علينا جميعا أن كلفة استقدام السائق والخادمة هي كلفة باهظة ومرهقة للعديد من الأسر وخاصة من محدودي الدخل، فهناك من يتحصل على التأشيرة بصعوبة بالغة وقد تذهب أموالهم في مهب الريح. وإنني لا أستطيع أن أعفي المواطنين والمواطنات من المسؤولية، حيث يتسترون على هذه العمالة ويشغلونها تحت دعاوى انه لا يوجد أمامهم طريقة غير تشغيل هؤلاء العمالة.... أتمنى أن يتم حل هذه المعضلة الاجتماعية حتى نرى مجتمعنا خاليا منها إلى الأبد. [email protected]