صوت سكان منطقة القرم امس على الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا في استفتاء أثار القلق في الجمهورية السوفيتية السابقة وسبب أسوأ أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة, فيما قالت كييف إن روسيا تواصل تعزيز قواتها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية وإن عددها يصل الآن إلى 22 ألف جندي, مشيرة الى إن القوات الروسية توغلت في أراضيها خارج شبه جزيرة القرم للمرة الأولى، ما يثير المخاوف من تدخل مسلح في أجزاء واسعة من البلاد. وسيطر آلاف من الجنود الروس على القرم، ويعمل زعماء المنطقة الموالون لروسيا بجد لضمان أن تأتي نتيجة الاستفتاء لصالح موسكو. ومن المتوقع أن تسفر تلك الجهود إلى جانب وجود اغلبية منحدرة من أصل روسي عن التصويت بنعم بشكل مريح للانفصال عن أوكرانيا في خطوة قد تدفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات بدءا من يوم الاثنين ضد من ينظر إليهم على أنهم مسؤولون عن الاستيلاء على القرم. وفي مدرسة عليا في سيمفروبول العاصمة الاقليمية للقرم اصطف عشرات الناخبين للتصويت في صباح بارد غائم. وقالت سفيتلانا فاسيليفا وهي ممرضة تبلغ من العمر 27 عاما «صوت لصالح روسيا.. هذا هو ما كنا ننتظره ونريد أن نعيش مع أشقائنا». «نريد أن نترك أوكرانيا لأن الأوكرانيين قالوا لنا إننا أناس من نوع أدنى.. كيف يمكنك البقاء في دولة كهذه؟». أضاف وزير الدفاع الاوكراني أن روسيا متفوقة «بشكل هائل» على المستوى العسكري «لكننا نمسك بالبندقية إلى جوارنا لكي ندافع عن وحدة أراضي أوكرانيا»، وأشار إلى أن الكثير من الشباب أبلغوا عن رغبتهم في الحصول على سلاح «وأنا أيضا على استعداد للموت من أجل بلادي» وبحسب أوراق خاصة بالاقتراع نشرت قبل التصويت سيكون لدى الناخبين خيار من اثنين لا يرفض أي منهما سيطرة روسيا. ويقول السؤال الأول «هل تؤيد إعادة توحيد القرم مع روسيا كجزء من روسيا الاتحادية؟». ويقول الثاني «هل تؤيد استعادة دستور 1992 ووضع القرم كجزء من أوكرانيا؟». وللوهلة الأولى يبدو أن الخيار الثاني يطرح احتمال بقاء شبه الجزيرة ضمن أوكرانيا. لكن مسودة دستور 1992 بعيدة عن ذلك. وبدلا من ذلك تتصور منح القرم كل صفات كيان مستقل داخل أوكرانيا، لكن مع الحق العام في تحديد مسارها الخاص واختيار من تريد علاقات معهم بما في ذلك روسيا. هدوء في سيمفروبول وساد الهدوء شوارع العاصمة سيمفروبول خلال الايام الماضية رغم تراجع الوجود العسكري المكثف في المدينة الهادئة عادة. وقال رئيس وزراء القرم سيرجي أكسيونوف الذي لا تعترف كييف بانتخابه الذي تم في جلسة مغلقة للبرلمان الإقليمي: إن هناك عددا كافيا من أفراد الأمن لضمان مرور الاستفتاء بسلام. وأضاف للصحفيين «أعتقد أن لدينا عددا كافيا من الأشخاص -أكثر من عشرة الآف من (قوات) الدفاع الذاتي وأكثر من خمسة آلاف في وحدات مختلفة بوزارة الداخلية وأجهزة الأمن لجمهورية القرم». استفتاء شرعي من جهتها, قالت وزارة الخارجية الروسية, امس إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد لنظيره الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية أن الاستفتاء في شبه جزيرة القرم يتفق مع القانون الدولي, فيما اكد السيناتور الأمريكي، جون ماكين، على الرئيس الامريكي ان «القرم لا بد أن تكون المكان الذي يستعيد فيه الرئيس باراك أوباما مصداقية الولاياتالمتحدة وأنها زعيمة العالم. وجاء الاتصال من الجانب الأمريكي في المكالمة التي قالت وزارة الخارجية الروسية إنها امتداد للمحادثات التي أجراها لافروف مع كيري الجمعة في لندن. وقالت الوزارة في بيان «أكد سيرجي فيكتوروفيتش لافروف أن استفتاء القرم يتفق تماما مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وأن النتائج ينبغي أن تكون نقطة البداية في تحديد مصير شبه الجزيرة». وأضافت: «لفت الوزير الانتباه أيضا إلى حاجة سلطات كييف إلى كبح العنف المتفشي من القوميين المتشددين والجماعات المتطرفة التي تروع مواطنينا» ممن يتحدثون الروسية. روسيا تعزز قواتها وفي السياق, قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني اليوم الأحد إن روسيا تواصل تعزيز قواتها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية وإن عددها يصل الآن إلى 22 ألف جندي. وقال الوزير ايهور تنيوخ في مقابلة مع وكالة انترفاكس للأنباء إنه بموجب الاتفاقات التي تغطي تمركز أسطول البحر الأسود الروسي في القرم فقد عينت حدا يبلغ 12 ألفا و500 لعدد الجنود في القرم لعام 2014. وقال تنيوخ «للأسف إنه في فترة قصيرة جدا زاد العدد من 12500 إلى 22 ألفا. هذا انتهاك فظ للاتفاقيات الثنائية ودليل على أن روسيا احضرت قواتها بصورة غير قانونية الى أراضي القرم». «ولذلك تتخذ القوات المسلحة الأوكرانية الإجراءات الملائمة على امتداد الحدود الجنوبية». واستبعد وزير الدفاع الأوكراني, في مقابلة مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية, تنشرها اليوم حدوث تصعيد عسكري مع روسيا في النزاع بشأن شبه جزيرة القرم. وفي رده على سؤال حول تعاطف الكثير من الناس في القرم مع روسيا، قال تنيوخ «لكن هناك رافضين أكثر للانضمام إلى روسيا». وأشاد الوزير الأوكراني بانضباط جنود بلاده في شبه جزيرة القرم، قائلا إنه بالرغم من الحصار الذي تفرضه وحدات خاصة روسية «إلا أنهم لم يردوا على الاستفزاز بإطلاق رصاصة واحدة حتى مساء أول أمس الجمعة». وأضاف تنيوخ إن روسيا متفوقة «بشكل هائل» على المستوى العسكري «لكننا نمسك بالبندقية إلى جوارنا لكي ندافع عن وحدة أراضي أوكرانيا». وأشار إلى أن الكثير من الشباب أبلغوا عن رغبتهم في الحصول على سلاح «وأنا أيضا على استعداد للموت من أجل بلادي». وفي رده على سؤال حول انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، قال تنيوخ إن بلاده ينبغي أن تنضم إلى «نظام أمن أوروبي». واختتم الوزير تصريحاته بالقول إن البحث عن حلول توافقية أمر مهم «لكن الشعب والحكومة هما من سيقرران إلى اين تتوجه أوكرانيا». ماكين: مصداقية أمريكا من جهته, دعا السيناتور الأمريكي، جون ماكين، الرئيس باراك أوباما لتقديم مساعدات عسكرية طويلة الأمد لأوكرانيا باعتبار أن هذه الخطوة «قرار صائب» وذلك خلال زيارة له مع سبعة اعضاء آخرين بمجلس الشيوخ إلى العاصمة الأوكرانية كييف. وقال ماكين إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين «مصمم على إعادة أوكرانيا تحت السلطة الروسية»، مشيرا الى تصاعد صرف النظر عن الولاياتالمتحدةالأمريكية ومصداقيتها في العالم.وتابع قائلا: «القرم لابد أن تكون المكان الذي يستعيد فيه الرئيس باراك أوباما مصداقية الولاياتالمتحدة وأنها زعيمة العالم»، مضيفا: «أوكرانيا بحاجة إلى برنامج مساعدات عسكرية طويلة الأمد من الولاياتالمتحدةالأمريكية.. صعيد الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة».