قتل سبعة عشر شخصا الجمعة في سوريا حيث خرج آلاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة باطلاق الحريات متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين . الدبابات السورية في مواجهة المتظاهرين الذين خرجوا عراة الصدور واعلن شهود عيان وناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان 17 متظاهرا قتلوا الجمعة في حمص وريف درعاومعرة النعمان والصنمين ومدينة الحارة، بينهم طفل عندما اطلق رجال الامن النار على متظاهرين لتفريقهم، رغم الاوامر الرئاسية القاضية بعدم اطلاق النار على المتظاهرين. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان «آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية بينهم اطفال ونساء». واشار المرصد الى ان «الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم» هاتفين بشعارات تدعو الى «رفع الحصار عن المدن السورية» وتدعو الى الحرية والى اسقاط النظام. كما افاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس ان «المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي»، ومعناها الحرية. واشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى «ان المشاركين كانوا يحملون اغصان الزيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا»، و «لا للعنف نعم للحوار و»لا للمادة الثامنة من الدستور» التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25مترا. ولفت مصطفى الى حضور امني خفيف وقال ان قوى الامن لم تتدخل «بل اكتفت بالمراقبة والتصوير». الا ان الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا «يكيتي» زردشت محمد اعلن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان «دورية من الأمن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الاشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا» مشيرا الى ان «قوات الامن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من اجهزة كمبيوتر ووثائق واشرطة». ولفت الى ان ذلك تم «بعد الانتهاء من مظاهرة القامشلي التي لم يحتك بها رجال الامن الذين تواجدوا بكثافة في قربها». وعدد الناطق اسماء الذين تم اعتقالهم ومن بينهم 3 اعضاء في المكتب السياسي للمنظمة وعضو لجنة مركزية فيها. ودان الناطق «هذه الاعتقالات بحق النشطاء» مضيفا «يبدو ان الحوار الذي تنادي به السلطات سيكون داخل السجون وليس مع القوى السياسية». وفي رأس العين التابعة لمحافظة الحسكة، فقد تجمع أكثر من 500 شخص امام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب ازادي الكردي سعدون شيخو الذي افرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو الى سلمية التظاهر والى الوحدة الوطنية. واشار برو الى ان سعدون القى كلمة امام المتظاهرين «حيا فيها نضال الشعب المطالب بالتغيير الديمقراطي واكد ان الاحزاب الكردية تقف مع هذه النضالات اليومية المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة». كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية شارك فيها أكثر من 3500 شخص وهتفت «ازادي ازادي» اي حرية باللغة الكردية. واضاف الناشط الحقوقي ان «مظاهرة بالمئات خرجت في عامودا (شمال شرق) هتفت «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» كما حمل المتظاهرون في هذه المدينة التي يغلب سكانها الاكراد علما سوريا بطول 10 أمتار ولافتة كتب عليها «اريد ان اتكلم بلغتي». الجيش بالعريضة من جهته استحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح الجمعة ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية. كما قام الجيش اللبناني بنشر مئات الجنود المعززين بالآليات والملالات على الطريق الممتدة بين معبر البقيعة الحدودي غير الرسمي ومعبر جسر قمار الرسمي على مسافة حوالي كيلو مترين لمنع أي أحد من الاقتراب من ضفة النهر الكبير الفاصل بين البلدين والذي يضيق في هذه المنطقة ويتراوح عرضه في بعض الأماكن بين مئة و300 متر. وجاءت هذه التعزيزات بعد ان تم تناقل أخبار في المنطقة عن تظاهرة مناهضة للنظام السوري سيقوم بها سوريون لاجئون في لبنان قرب معبر البقيعة. وقبيل الساعة الحادية عشرة والنصف، تجمع حوالي مائة جندي سوري في مكان يطل على وادي خالد وهتفوا لبعض الوقت «بالدم بالروح نفديك يا بشار» على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا الذين كانوا تجمعوا على الضفة اللبنانية من النهر قبل ان ينصحهم الجيش اللبناني بالابتعاد. وكان الجيش السوري نشر ثلاث دبابات على متنها عناصر، واربع ناقلات جند على اطراف بلدة العريضة على بعد 300متر من الاراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين في المكان. كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور تحت أشجار السرو في مواجهة الأراضي اللبنانية ايضا.