قتل أكثر من 27 شخصا على الأقل في سوريا حيث خرج آلاف المتظاهرين في عدة مدن للمطالبة بإطلاق الحريات، متحدين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين. وقال شهود عيان وناشط حقوقي ان نحو 27 متظاهرا قتلوا أمس في حمص وريف درعا وغيرها من المدن بينهم طفل عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين لتفريقهم، رغم الأوامر الرئاسية القاضية بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له أن "آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية بينهم أطفال ونساء". وأشار إلى أن "الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم" هاتفين بشعارات تدعو إلى "رفع الحصار عن المدن السورية" وتدعو إلى الحرية وإلى إسقاط النظام. كما أفاد رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان "راصد" رديف مصطفى أن "المئات خرجوا في عين العرب التي يغلب سكانها الأكراد وهم يهتفون أزادي أزادي"، ومعناها الحرية. وأشار إلى "أن المشاركين كانوا يحملون أغصان زيتون وأعلاما سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سورية". وقال المتحدث باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية زردشت محمد في اتصال إن "دورية من الأمن قامت بمداهمة مكتب المنظمة الأشورية الديمقراطية في القامشلي واعتقلت 12 شخصا" مشيرا إلى أن "قوات الأمن قامت بالاستيلاء على جميع محتويات المكتب من أجهزة كمبيوتر ووثائق وأشرطة". وفي رأس العين، التابعة لمحافظة الحسكة، تجمع أكثر من 500 شخص أمام منزل عضو اللجنة المركزية لحزب أزادي الكردي سعدون شيخو الذي أفرج عنه مؤخرا وهم يهتفون بشعارات تدعو إلى سلمية التظاهر وإلى الوحدة الوطنية. كما انطلقت مظاهرة في الدرباسية شارك فيها اكثر من 3500 شخص. كذلك خرجت "مظاهرة في عامودا. واستحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان أمس، ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية. كما قام الجيش اللبناني بنشر مئات الجنود المعززين بالآليات على الطريق الممتدة بين معبر البقيعة الحدودي غير الرسمي ومعبر جسر قمار الرسمي لمنع أي أحد من الاقتراب من ضفة النهر الكبير الفاصل بين البلدين. وجاءت هذه التعزيزات بعد أن تم تناقل أخبار في المنطقة عن تظاهرة مناهضة للنظام السوري سيقوم بها سوريون لاجئون في لبنان قرب معبر البقيعة. ونددت منظمة هيومن رايتس ووتش بتوقيف السلطات اللبنانية لاجئين سوريين عبروا الحدود إلى الأراضي اللبنانية. وقالت المنظمة في بيان "ينبغي على القوى الأمنية اللبنانية الكف عن اعتقال النازحين السوريين الذين هربوا من أعمال العنف والقمع في بلدهم". وأضاف "على السلطات اللبنانية في المقابل أن تؤمن لهم ملجأ مؤقتا، وأن تمتنع في المقام الأول عن إعادتهم إلى سورية".