خرج آلاف المتظاهرين أمس الجمعة في عدة مدن سورية؛ للمطالبة باطلاق الحريات متحدّين بذلك القمع الذي تواجه به السلطات المظاهرات منذ شهرين، حسبما أفاد شهود عيان وناشطون حقوقيون. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان الاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس لساحلية (غرب) بينهم اطفال ونساء. وأشار المرصد الى ان الرجال خرجوا عراة الصدور ليبيّنوا للعالم انهم غير مسلحين خلافا لاتهامات النظام لهم، هاتفين بشعارات تدعو الى رفع الحصار عن المدن السورية، وتدعو الى الحرية وإلى اسقاط النظام. ولفت المرصد الى ان قوات الامن لم تتدخل لغاية الان (حتى عصر أمس). كما أفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (راصد) لوكالة فرانس برس أن المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) التي يغلب سكانها الاكراد وهم يهتفون ازادي ازادي، ومعناها الحرية. وأشار مصطفى الذي شهد المظاهرة الى ان المشاركين كانوا يحملون اغصان زيتون واعلاما سورية ولافتات كتب عليها “الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا”، و “لا .. للعنف .. نعم للحوار”و “لا للمادة الثامنة من الدستور”التي تنص على ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. كما حمل المشاركون العلم السوري بطول 25 مترا. ولفت مصطفى الى حضور أمني خفيف، وقال ان قوى الامن لم تتدخل بل اكتفت بالمراقبة والتصوير. إلى ذلك، استحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح امس، ناشرا عددا من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، على ما افاد مراسل فرانس برس. وقبيل الساعة الحادية عشرة والنصف بدأ حوالى مئة جندي من العناصر المنتشرين في هذه المواقع يهتفون “بالدم بالروح نفديك يا بشار” على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا الذين تجمعوا على الضفة اللبنانية من النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين. كما صعد عدد من اللبنانيين على اسطح منازلهم لمراقبة ما يجري في الجانب السوري من الحدود. ونشر الجيش السوري ثلاث دبابات على متنها عناصر، واربع ناقلات جند على اطراف بلدة العريضة على بعد 300 متر من الاراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين، واتخذت الدبابات وضعيات قتالية. كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور تحت أشجار السرو في مواجهة الاراضي اللبنانية ايضا. وتضاف هذه التعزيزات الى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالاليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.