الجيش السوري ينصب خياماً على مقربة من الحدود اللبنانية أفاد شهود عيان أن 21 شخصاً على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في عدة مدن خلال المظاهرات التي انطلقت اليوم الجمعة 20-5-2011، والتي أطلق عليها المتظاهرون "جمعة الحرية". وقال ناشط حقوقي في مدينة حمص السورية إن قوات الأمن أطلقت ذخيرة حية على حشود تجمعت لتنظيم مظاهرتين على الأقل في المدينة، في الوقت الذي نظمت فيه مظاهرات مطالبة بالديمقراطية في أنحاء أخرى من البلاد. وأفاد مراسل "العربية" أن شخصين على الأقل قتلا في حمص. وفي وقت لاحق أفادت ناشطة حقوقية أن الأمن قتل عشرة مدنيين على الأقل خلال الاحتجاجات في عدة مدن سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة بانياس الساحلية شهدت أضخم مظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سوريا قبل تسعة أسابيع. وقال شهود وناشطون إن الآلاف شاركوا في مظاهرات في بانياس والقامشلي والعاصمة دمشق وحمص متحدين الوجود المكثف لقوات الجيش والأمن التي تسعى لقمع احتجاجات الشوارع ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وقال المرصد إن "آلاف المتظاهرين خرجوا في مدينة بانياس الساحلية (غرب) بينهم أطفال ونساء". وأشار المرصد إلى أن "الرجال خرجوا عراة الصدور ليبينوا للعالم أنهم غير مسلحين خلافاً لاتهامات النظام لهم"، هاتفين بشعارات تدعو إلى "رفع الحصار عن المدن السورية" وتدعو إلى الحرية وإسقاط النظام. كما أفاد رديف مصطفى رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان (راصد) لوكالة الأنباء الفرنسية أن "المئات خرجوا في عين العرب (شمال غرب) والتي غالبية سكانها من الأكراد وهم يهتفون أزادي أزادي"، ومعناها الحرية. وأشار مصطفى الذي شهد المظاهرة إلى "أن المشاركين كانوا يحملون أغصان زيتون وأعلاماً سورية ولافتات كتب عليها: الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا"، و"لا للعنف نعم للحوار" و"لا للمادة الثامنة من الدستور" التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع. وشهدت معظم المدن السورية في وقت سابق اليوم انتشاراً أمنياً مكثفاً استعداداً لخروج تظاهرات دعا إليها المحتجون في ما أطلق عليه اسم "جمعة الحرية"، وكانت مدن عدة شهدت أمس مظاهرات ليلية. وقد نصب الجيش السوري خياماً على مقربة من الحدود اللبنانية ودبابة تمركزت عند جسر العريضة الغربي. وبموازاة ذلك، قامت عناصر الجيش اللبناني بجولة على البيوت وأماكن وجود النازحين السوريين والتأكد من أوراقهم الثبوتية، ما أثار الذعر لديهم بأن تقوم السلطات بتسليمهم، فيما تراجعت حركة النازحين إلى الأراضي اللبنانية بسبب إغلاق المعابر الحدودية. وفي الوقت نفسه، استحدث الجيش السوري مواقع في بلدة العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح اليوم، ناشراً عدداً من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، على ما أفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية. وقبيل الساعة الثامنة والنصف بتوقيت غرينيتش بدأ نحو 100 جندي من العناصر المنتشرة في هذه المواقع يهتفون: "بالدم بالروح نفديك يا بشار"، على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا الذين تجمّعوا على الضفة اللبنانية من النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين. كما صعد عدد من اللبنانيين على أسطح منازلهم لمراقبة ما يجري في الجانب السوري من الحدود. ونشر الجيش السوري ثلاث دبابات على متنها عناصر، وأربع ناقلات جند على أطراف بلدة العريضة على بعد 300 متر من الأراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين، واتخذت الدبابات وضعيات قتالية. كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور تحت أشجار السرو في مواجهة الأراضي اللبنانية أيضاً. وتضاف هذه التعزيزات إلى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشاراً كثيفاً معززاً بالآليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر. ويقع قسم من قرية العريضة في الأراضي اللبنانية، ويفصل بين الجانبين مجرى النهر الذي يضيق في هذه المنطقة إلى نحو 100 متر. 1