أكد المهندس عادل محمد فقيه وزير العمل أن شبكة «قادرون» ستسهم في دمج ذوي الإعاقة بمجتمعهم وبسوق العمل المحلي، مبينًا أن الشبكة ستكون مرجعية للشركات والقطاعات المهتمة والمقتنعة بعمل أصحاب ذوي الإعاقة إلى جانب عملها على إحداث بيئات عمل مساندة ومتفهمة لقدراتهم مما يمنحهم الثقة وفتح فرص التوظيف لهم وتمكينهم من العمل الفاعل. وأوضح فقيه خلال تدشينه أمس شبكة أصحاب الأعمال والإعاقة «قادرون» الذي نظمته شركة فينومينال للعلاقات العامة بمدينة الرياض أن مسيرة تأسيس الشبكة بدأت بجهود مباركة من عدة شركات كبرى في قطاعات مختلفة تسعى لدعم وتوظيف أصحاب ذوي الإعاقة وتوفير الخدمات التيسيرية المرتبطة بتوظيفهم. واعتبر الاحتفال بشبكة قادرون نقطة انطلاق يترتب عليها خطوات أخرى تتطلب مشاركة الجميع في تمكين أصحاب الإعاقة من العمل، مشيرًا إلى أن وزارة العمل ومؤسساتها قامت بعمل دؤوب ثمرته مشروعات كانت غايتها تمكين ذوي الإعاقة من العمل. وقال وزير العمل: «قدمت وزارة العمل الدعم المادي والمعنوي خلال المرحلة التأسيسية لهذا المشروع الحيوي، وستستمر بإذن الله وعلى مدى العام القادم حتى يكتمل نموه ونكون بكل فخر ركنًا من أركانه بمشيئة الله». واستعرضت الدكتورة ميرفت طاشكندي مستشارة وزير العمل مسيرة برنامج توافق الذي أطلقته الوزارة منذ أكثر من عام ويهدف لتشجيع أصحاب الأعمال لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، وإيجاد حلول وآليات واقعية لتنفيذ مشروعات مختلفة تحت مظلة البرنامج لإيجاد فرص وظيفية لهم. وأشارت طاشكندي إلى أنه تمت الاستعانة بفريق استشاري خارجي للعمل مع الفريق المحلي للتعرف على أفضل الممارسات العالمية لتنفيذ مثل هذه المشاريع بطريقة مقننة ومتماشية مع البيئة المحلية. وأوضح عمرو محمد خاشقجي رئيس مجلس المديرين بالشبكة أن «قادرون» تسعى لتحفيز أصحاب الأعمال على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ليكونوا أعضاء فاعلين في القوى العاملة، وتقديم الإرشاد والمشورة العلمية والعملية وأفضل الممارسات لأصحاب الأعمال لتسهيل التوظيف والحفاظ على القوى العاملة من ذوي الإعاقة من خلال سياسات حكومية مساندة وبيئة عمل مناسبة، إلى جانب توعية أصحاب الأعمال لإدراج ذوي الإعاقة ضمن الكوادر العاملة من خلال تهيئة بيئة عمل مناسبة، والمساندة والمشاركة بأفضل الممارسات فضلًا عن تنظيم الشبكة وتنسيقها مع ذوي العلاقة بما فيها الدوائر والجهات الرسمية والمؤسسات غير الربحية وتشكيل شبكات تفاعلية. وأعرب الاختصاصي الأول لذوي الإعاقة ستيفان ترومل من جهته عن سعادته بانطلاق الشبكة مبينًا تفاؤله بمستقبل رائع في هذا المجال، مهنئًا الجميع بالخطوات المتسارعة الهادفة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة. فيما قدم نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة ماريوت للأشخاص ذوي الإعاقة مارك دونوفان عددًا من التجارب الناجحة لذوي الإعاقة في عدد من المهن لافتًا الانتباه إلى إمكانية استفادة أصحاب الأعمال مما يتمتعون به من قدرات. من جهته أشار فهد أسعد أبو النصر مدير عام شبكة «قادرون» إلى أن الشبكة ستقيم خلال الفترة المقبلة عددًا من الندوات وورش العمل والنشرات الإخبارية بالإضافة إلى تدريب موظفي الموارد البشرية في الشركات على استقطاب الأشخاص ذوي الإعاقة للعمل، فضلًا عن تقديم الاستشارات في تهيئة مكان العمل إلى جانب مجموعة من الخدمات المساندة للمواد المنتجة كطباعة برايل والترجمة بلغة الإشارة. وقد تخلل الحفل عرض مرئي يحكي عددًا من قصص النجاح، ويبين أفضل الممارسات في دمج ذوي الإعاقة بمجتمعاتهم من خلال توظيفهم. وفي ختام الحفل كرم وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه ممثلي الشركات المؤسسة لشبكة «قادرون». يشار إلى أن قاي رايدر مدير عام منظمة العمل الدولية أكد أن حكومة المملكة قامت بجهود كبيرة في سوق العمل، وذلك بسن التشريعات، والبرامج التي كان لها أكبر الأثر في استقرار ونمو السوق على الصعيد المحلي. وأضاف في كلمته خلال زيارته للمملكة للمشاركة في المنتدى العربي الثاني للتشغيل ولقائه برجال الأعمال في مقر مجلس الغرف السعودية بالرياض أن وزارة العمل استطاعت رفع معدلات التوظيف بين فئات الشباب وفقًا للإحصاءات المحدثة أخيرًا، إضافة إلى رفع نسب مشاركة المرأة في القطاع الخاص. واستعرض رايدر خلال اللقاء بعض البرامج والمبادرات التي أطلقتها وزارة العمل، ومن بينها مبادرة رفع سقف الأجور وتحديد ساعات العمل في مختلف منشآت القطاع الخاص، مبينًا أن عقد منتديات بشأن المبادرات دليل على سعي وزارة العمل والمؤسسات الأخرى على معالجة اختلالات سوق العمل وتأسيس بيئة صلبة تحقق الأمان والاستقرار الوظيفي.