جمرة العشق للماضي تحيي مواجهة الدانة والقلعة لكرة اليد .. فهي المواجهة التي تحمل عبق التاريخ منذ ما يقارب الثلاثين عاما .. ولم تذبل وردتها و يقل عنفوانها رغم تعاقب الأجيال في الفريقين البطلين ..!! الخليج والأهلي عنوان كبير لكرة اليد السعودية .. وتاريخ طويل مع الإنجازات .. وكتاب صفحاته نجوم .. وسطوره أفراح وأحزان .. ويبقى الجمهور فهرسه الذي لا ينسى .. خصوصا في زمن الثمانينات من القرن الماضي ..!! اليوم يعود ذلك الزمن الجميل من جديد .. في مواجهة الدور نصف النهائي لكأس سلطان بن فهد بالدمام .. لتؤكد مواجهتهما أن لا فاصلة بين زمن وآخر .. فالفصول تتوحد في هذه المواجهة تحت درجة حرارية تصل للغليان ..!! كلاهما بحاجة ماسة للعودة من جديد لماضيه .. فالفرح غاب عن جماهيرهما لسنوات وخاصة الخليج الذي رفع الراية البيضاء في العقد الأخير .. فلم تلامس يده الذهب محليا وخارجيا .. والأهلي هو الآخر أصبح حملا وديعا عقب فوزه باللقب الآسيوي قبل ثلاثة مواسم ..!! دفتر العمر ليد الخليج والأهلي له ألف حكاية وحكاية .. ولكن أهمها حكاية توارث الأبناء والأشقاء وأبناء العمومة والقائمة تطول لعناصر الفريقين لربع قرن من الزمان .. اعتزل في الأهلي العميد عبد الرحمن عايد فتواجد طلال شقيقه .. وخفت اسم الينبعاوي احمد .. فحل مكانه شقيقه تركي .. وبدأ بندر الحربي يسلم الراية لشقيقه أحمد .. وأيام زمان كان في القلعة الأخوان جان خالد وطلال .. وفي الخليج حاليا أبناء السيهاتي علي وعقيل وعباس .. وأبناء العجمي .. وأيام زمان كان الأسطورة والبرنس وزكريا حبيب .. والأخوان محمد وابوسعود .. ومنعم وهاني الهلال .. !! وهناك الكثير من العوائل التي لم تسمح لي المساحة المحددة للمقالة من ذكرها بالتفصيل .. إلا أن القاعدة في الفرق السعودية الكبيرة لكرة اليد هي توارث اللعبة فما يحدث في النور ومضر لا يختلف عن الأهلي والخليج .. ولعل هذه الحكاية بفصولها الشيقة هي التي تفسر لنا صراع الأجيال في الأهلي والخليج ..!! الخليج والأهلي عنوان كبير لكرة اليد السعودية .. وتاريخ طويل مع الإنجازات .. وكتاب صفحاته نجوم .. وسطوره أفراح وأحزان .. ويبقى الجمهور فهرسه الذي لا ينسى .. نعم .. يد الخليج والأهلي .. شمس لم تخبأ .. حتى وإن سادت الغيوم سماءهما لفترة من الزمن .. فهما من حاورا نبض الجماهير لسنوات طويلة .. وهما من أوجدا الضوء الذي لم ينطفئ منذ ربع قرن من الزمان .. وهما الأصل الذي أوجدا لفنهما فروعا هنا وهناك ..!! اليوم .. هو الموعد لتنفجر كل ينابيع الفن والمتعة والإثارة .. وذكريات لا تنسى .. فهل يعيد جماهير الفريقين واحدة من محطات زمان .. فقد سئمنا « الحال المايل « .. وأتعبنا تحرك الأجسام داخل الملعب دون أن يكون فكر وخبث محمد جوهر حاضرا .. ومكر عباس السبع موجودا .. وصولات الأسطورة حبيب والمدفعجي الطريقي حاضرات .. وأناقة سمير عبد الله ومحمد عباس ترفرفان في الملعب .. نتمناها واحدة من مواجهات ذلك الزمن الجميل ..!! سيف الحقيقة في صراع الدانة والقلعة .. في أحيان كثيرة تكون الصافرة أداة سلب بمعنى الكلمة .. يختلجها الضباب تحت سماء العيون .. وعلى عينك يا تاجر في مرات عديدة .. وتعزف في مواجهات الحسم لحنا نشازا يفسد روعة الحضور الجماهيري والمستوى الفني .. !! ويطل السؤال بفرجة حادة .. من يتسمم من تلك الصافرة ؟ ومن يفر إلي البحر ليغسل همومه ؟ ترى البحر الأحمر .. أم الخليج العربي .. أم تغير الصافرة لحنها المتعارف عليه .. وتقدم لنا موسيقى بتهوفن المليئة بالعدالة والحياد والنزاهة .. !!