مساء النور يا أهل الخليج ..!!

نامت يد الخليج على وسادة « الخيبة « سنوات طويلة .. انحنت أمام عاصفة النور .. وبركان مضر .. وارتمت في حضن الهزائم .. وأصبحت رقما هامشيا محليا وخارجيا ..!!
عندما كانت تلك اليد ذهبية في زمنها الجميل .. ومتألقة كنجمة في السماء .. كانت تعيش في فقر مدقع ..لم تعرف بعد لغة الدلال .. ولم تمش في طريق الورود .. كانت تحول أرضية الأسمنت التي يتدرب عليها لاعبوها .. لواحة من الدروع والكؤوس .. تماما كما هي يد مضر هذه الأيام ..!!
أصغت تلك اليد للفتن .. واغتسلت بعذابات لعبة المد والجزر .. واشتعلت فيها حرائق المكر والخداع .. فأصبحت ذكرى على الأطلال..!!
أما يد النور الفتية التي نامت على وسادة الفرح في العقد الأخير .. بنت لها صروحا من الشموخ .. لم يهتم مسيروها بالوقوف على أعلى هرم لكرة اليد المحلية فقط .. بل انغمس صناع القرار فيها بالاهتمام بالقاعدة .. لذلك صارت ولادة للنجوم .. يغيب نجم ويحضر آخر .. وكأن عامل النقص لا يوجد في قاموس أبناء سنابس ..!!
ديربي الخليج والنور .. لغة جديدة تجسد الماضي والحاضر .. وتعمق صراع الأجيال في الناديين .. ذلك الصراع المبني على التنافس الشريف ..!!
يد الخليج .. شمس خبأتها لغة الشتاء من رعد وبرق ومطر .. وتضاريس أخرى سممت عروقها .. ولوثت دمها .. وقتلت طموحها من الوريد إلي الوريد .. حتى عجز الأطباء عن معرفة دائها ودوائها ..!!
أما يد النور .. فما زالت تسكنها زنبقة الألقاب .. فقد بقت صامدة حتى مع اشتعال يد مضر .. فالثمرة التي غرست في صغارها مازالت تنبت وتنتج .. فالتخطيط طوق نجاة عندما يكثر المتنافسون ..!!
ومواجهة اليوم ستكون اختبارا حقيقيا لجماهير الخليج والنور .. فإذا سلمنا أن النور الأفضل إنجازا في العقد الأخير .. فهل نسلم أن جمهوره هو المنافس الحقيقي لجمهور مضر .. وإن جمهور الخليج ودع المنافسة في المدرجات .. تماما كما ودع فريقه المنافسة على الألقاب .. أنا أميل للاحتمال الأخير ..!! ليس خافيا على أحد .. إن ديربي الساحل الشرقي هذا المساء يبدو أكثر ملوحة مما مضى .. فالبرتغالي مضر طار بلقب الدوري .. والكأس هو محطة تعويض للأهلي والنور والخليج .. والأخير الأضعف حظا عطفا على مستوياتهم في الدوري .. طبعا لا نستبعد أن يضم البرتغالي الكأس إلي جانب الدرع .. وهذا ممكن بشكل كبير وبشهادة نقاد اللعبة ..!!
زمان .. كانت جماهير الدانة هي الأولى .. لكن بقاء الحال من المحال .. فالمعادلة تغيرت .. والبرتغالي الأملح أعطى الدرس في مواجهة النور في آخر جولات الدوري .. وكوش جمهوره على مقاعد الصالة كل الصالة ..!!
ومواجهة اليوم ستكون اختبارا حقيقيا لجماهير الخليج والنور .. فإذا سلمنا أن النور الأفضل إنجازا في العقد الأخير .. فهل نسلم أن جمهوره هو المنافس الحقيقي لجمهور مضر .. وإن جمهور الخليج ودع المنافسة في المدرجات .. تماما كما ودع فريقه المنافسة على الألقاب .. أنا أميل للاحتمال الأخير ..!!
اليوم .. قد تثبت لعبة كرة اليد .. أنها تقع في المرتبة الثانية على خريطة الألعاب السعودية بعد كرة القدم .. جماهيريا وإثارة ومتعة وتشويقا .. فالمواجهة بعض جنون في لعبة الأعصاب حتى للمحايدين .. وتاريخ لا يقبل النعاس بين الطرفين .. !!
يبدو لي أن الثواني الأخيرة ستكون الفيصل .. ويخيل لي أن الكلمة الأخيرة ستكون لصاحب الأعصاب الهادئة .. وكلي أمل ألا تتدخل الصافرة بلحن نشاز يفسد مواجهة تحمل بين طياتها عبق كرة اليد المحلية ..!!