أنهض فما عدت أقوى على الوجع .. فتضاريس وجهي امتلأت بالتجاعيد .. كأنها ممر للسيول المنهمرة من أعيننا ..!! يبدو أن هذا الخطاب الجماهيري الاستعطافي ليدهم المعطوبة .. رفع همة نجومهم .. وتوقدت فيهم نار الغيرة .. وكان النور ضحيتهم الأولى في منافسات الكأس ..!! هو الخليج .. الذي أعاد بعضا من فنه وهيبته وتوهجه وحتى جماهيره في ديربي الساحل الشرقي لكرة اليد يوم أمس ..!! هي خطوة لاستعادة الزمن الجميل لدانة الشرقية .. لكنها خطوة متعثرة إذا اقتنعت بإطفاء النور في مواجهة لا تجلب ذهبا ولا فضة ولا حتى نحاسا ..!! الفوز في جولة أو محطة .. هو ضوء في عتمة لا أكثر ولا أقل .. وإذا لم يسعفك ذلك الضوء للوصول إلي حسم معركة الكأس .. فالعتمة لم تغادر محيطك .. ولم تصلح عطبك .. وبالمثل العامي " كأنك يا بو زيد ما غزيت " ..!! يد الخليج .. حكاية بين زمن جميل وزمن مؤلم .. لم تمر في منطقة الوسط .. تتشابه في مسيرتها مع البيت الشعري الشهير .." كان صرحا من خيال فهوى " ..!! لذلك على غرابة أن نجد جمهور الدانة في زمنه الجميل لا يقبل إلا بالألقاب .. بينما في الزمن المؤلم يفرح بشكل هستيري في مواجهة تؤدي إلي دور الأربعة .. مسافة كبيرة بين الماضي والحاضر .. أليس كذلك ..!! من أضاع من في الخليج ؟ هل ضيع الخليج أبناءه .. أم العكس صحيح ؟! النتيجة في نظري واحدة .. فكلاهما يؤدي لطريق مسدود .. يؤخر ولا يقدم ..!! لكن وسط شلالات الحسرة لسنوات .. لا بأس بفرح عارم .. لا يفقد " يدهم" بوصلة الكأس .. ولا بأس أن يفرح الخلجاويون بوجود جمهور غطى نصف مدرجات الصالة وسط العثرات .. بينما كانت الصالة تكتظ بعددهم وأهازيجهم .. وفي بعض الأحيان كان المئات منهم لا يستطيعون دخول الصالة لعدم وجود كرسي فارغ .. كان ذلك في الزمن الجميل ..ألم أقل لكم هناك مسافة كبيرة بين الماضي والحاضر ليد الخليج ..!! نعترف .. أن الخليج جميل جدا عندما يضع بصمته في المنافسة يدا كانت أم قدما .. فهو واحد من الأندية التي ترسم نجمة في الأفق .. وتمارس طقوس الفرح بأهازيج عذبة تطرب حتى الخصوم .. وبإمكان الخليج أن يمارس العزف الجميل .. لو توقف بعض منتسبيه عن رميه بالرصاص المنهمر .. وترك محبيه " طز أعينهم بأصابعهم " .. والفرق واضح .. " واللبيب بالإشارة يفهم " ..!! وددت لو يقرأ الخلجاويون شهادة الكبير الشاعر النبيل خالد الفيصل فيهم .. ويضعوا كلماته عند بوابة ناديهم .. ليتذكروا زمنهم الجميل الذي كان نموذجا رائعا .. يتغنى به الجميع .. كان ذلك قبل دخول " لعبة الأنا" في أجندتهم .. هل تعرفون ما هي لعبة " الأنا" ؟! من أضاع من في الخليج ؟ هل ضيع الخليج أبناءه .. أم العكس صحيح ؟! النتيجة في نظري واحدة .. فكلاهما يؤدي لطريق مسدود .. يؤخر ولا يقدم ..!! أعود ليد الخليج التي مازالت في نظري مكسورة رغم فوزها على النور أمس .. وأعود لجماهير " الدانة " التي لم تقدم لا من عددها وتوهجها سوى النزر القليل من ولعها وحبها لسيهات واللعبة .. وجماهير اليوم في نظري مقارنة مع أيام زمان مدانة من رأسها حتى أخمص قدميها .. وبراءتها لن تتحقق إلا في مواجهة الأهلي في الدور نصف النهائي .. فإذا جاءت بنفس العدد والنفس يوم أمس .. فهي " محلك سر " .. وإذا غطت الصالة نستطيع القول إنها استعادت زمنها الجميل ..!!