يبدأ في الرياض السبت القادم المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب. وهو مؤتمر يأتي في وقته. ويشكل مساهمة كبيرة من المملكة لمحاربة الفكر الخبيث الدخيل على دين الإسلام دين التسامح والمحبة والعدل والحكمة. لأن الإرهاب من أكبر الآفات التي ابتلى بها المسلمون، وهو مصيبة كبرى، ففي الوقت الذي تحث فيه أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآيات القرآن الكريم على احترام بني الإنسان ومعتقداتهم ودياناتهم إلا المعتدين الذين هم مسئولون مسئولية شخصية عن أفعالهم. وقد شدد القرآن الكريم على هذه النقطة بالذات حيث أمر الله تعالى المسلمين بأنه (ولا تزر وازرة وزر أخرى). بمعنى أنه يحرم على المسلمين معاداة أقوام وشعوب وبلدان لمجرد أن أفرادا منها قد عادوا الإسلام أو أساءوا للمسلمين. كما أمر الله تعالى المسلمين بأن يقيموا العدل مع كل الناس ولكل الناس مهما كلف ذلك. لأن الإسلام رسالة عدالة وخير وشيوع للمحبة والسلام بين جميع شعوب الأرض. وبعد كل هذه التعاليم الصريحة والآيات الكريمة الملزمة نجد من يفسر آيات القرآن الكريم، ويبحث عن أحاديث ناقصة ومشبوهة لكي يضل المسلمين عن طريق الحق ورسالة العدل. ولكي يحول شباب الأمة إلى إمعات وأدوات حجرية يرجم بها الناس لإرضاء ذوي الأنفس المريضة والأفكار المنحرفة الذين يعادون الله ورسوله والمسلمين ويسيئون إلى نقاء الإسلام وطهره، قبل أن يعادوا أية ملل أو أفكار أخرى. وقد وجدناهم يوجهون معاول الهدم والحقد والتخريب إلى صدور المسلمين ومدنهم وشوارعهم. بينما يفعل شارون ما يحلو له من الجرائم والإبادة الجماعية والمجازر للفلسطينيين أمام أعينهم وملء آذانهم. ولا نعلم لماذا هؤلاء الذين يدعون إخلاصهم للإسلام والجهاد في سبيله، يحرصون على البحث عن إنسان بريء مسالم يجلس في مكتبه بأمان المسلمين وذمتهم ليقتلوه. بينما يتجاهل الغادرون الجرائم العلنية التي يقترفها شارون في جوار المسجد الأقصى, وتبثها شاشات الفضائيات في كل مكان من الدنيا. ولا يمكن تفسير هذا إلا أن الإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم باسم الإسلام في مدننا وشوارعنا، ليسوا سوى أدوات بيد أعداء الإسلام وأعداء الوطن والأمتين العربية والإسلامية. لأننا نراهم يدعون الإسلام بينما كل موبقات أعمالهم تصيب الإسلام. وثمراتهم أعمالهم المخزية لا تعزز سوى أعداء الإسلام ومجرمي التاريخ.