أسئلة هامة يجب طرحها عن تدخل الولاياتالمتحدة في أوكرانيا، جوهر الديمقراطية هو السماح بمعرفة وجهات نظر الآخرين.. ولكن، للأسف، لا يُعرض الكثير من هذا المشهد في كييف.حيث قام فيكتور يوشينكو، مدعوماً بتشجيع جماهيره، بسد مبنى الحكومة الرئيسي وفعلوا ما بوسعهم فعله لإذلال منافسه ، رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفييتش . لقد فاز رجلهم بالانتخابات الرئاسية ولكن أين احترام الإجراءات الدستورية التي يدعون إلى تأييدها ؟ ولعل من الأمور الأكثر أهمية في تلك الساحة ، أن الموقف استرعى الانتباه لدرجة أن الولاياتالمتحدة و الحكومات الغربية قامت بدعم الحملة مادياً. وعن دور الحكومات الأجنبية في الانتخابات تاريخياً ، فإن الطريقة التي استغلت بها الولاياتالمتحدة " رجال السلطة" وعضدتهم بها مالياً ، سُلط عليها الضوء من قبل..ففي البداية كانت الفلبين عام 1986، ثم على نطاق أقل كانت أوروبا الشرقية عام 1989 ، ثم بقوة في صربيا و جورجياوأوكرانيا منذ عام 1999 . أما عن " التدخل الإنساني " فإن " التدخل الانتخابي " بحاجة لمناقشة : لماذا يكون الكثير منه انتقائيا؟ و لماذا تقوم الحكومات الغربية ( باعتبارها المتدخل الأول ) التي تدعي أنها تدعم الديمقراطية بالانحياز إلى جانب واحد فقط بدلاً من أن ترتفع فوق الخلاف ؟ و لماذا تنتقي بعض الدول فقط ؟ مثلاً : جورجيا لا أذربيجان ، صربيا لا كرواتيا ، زيمبابوي لا مصر. والقضية هي كيف يُستخدم النفوذ الأجنبي وما هي الدوافع ؟ وبصورة بناءة أكثر ، يجب أن نتناقش بشأن البدائل الممكنة ؟ فالمطالبة بالشفافية و ب " عدم دخول الجواسيس " ليس كافياً إذ أن فكرة استخدام الحكومات الأجنبية، سواء بعملاء استخباراتها أو بدونهم ، بصورة مباشرة جداً في اختيار الأهداف مسألة يجب بحثها . يجب توجيه الدور الرئيسي إلى الأممالمتحدة . فبالرغم من أخطائها ، التي تشمل حقيقة احتكارها من الدول العظمى نفسها ، إلاّ أنها المؤسسة الدولية الوحيدة القابلة للتصديق في نزاهتها.فهل يمكن تفويضها السلطة لتعمل من خلال مجلس إدارة نواب أمناء ، من أجل تقوية الممارسة الانتخابية حول العالم ؟و هل سيقدم الغرب المال ، دون أن يصر على السيطرة؟ يشتهر المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية، ومقره ستوكهولم ، بعدالته. ولكنه بحاجة إلى دعم مالي أفضل . والمجلس الأوروبي بمقدوره أن يفعل المزيد . هناك خيارات كثيرة ، ولكن القضية الأساسية : أن الممارسة الديمقراطية هامة جداً ومن الأهمية بمكان وجوب تركها للحكومات وحدها مع جداول أعمالها المرتبطة بها. ذا جارديان