ينتظر ان يصدق مجلس الشيوخ الامريكي الذي يقوده الحزب الحاكم اليوم بكامل عضويته على تولي كونديليزا رايس (50 عاما )مستشارة الامن القومي ورئيسة جامعة ستانفورد سابقا منصب وزير الخارجية الامريكية لتكون أول امرأة سوداء تتولى هذا المنصب الذي شغله سلفها كولن باول كأول رجل اسود فيه ولم تقدم كوندوليزا رايس تنازلا يذكر امام اعضاء مجلس الشيوخ الذين استجوبوها يوم الثلاثاء على مدى ثلاث ساعات وانتقدوا السياسة الامريكية في العراق في اليوم الاول من جلسة التصديق على توليها منصب وزيرة الخارجية . ودافعت مستشارة الامن القومي للرئيس الامريكي جورج بوش وزيرة الخارجية المعينة عن نفسها يوم الثلاثاء ضد اتهام بأنها تضع الولاء فوق الصدق لتبرير وجهة نظر رئيسها في غزو العراق كما اصطدمت مع عدد من اعضاء مجلس الشيوخ حول استراتيجية الخروج من العراق. وأحجمت رايس مرارا عن تحديد موعد لعودة القوات الامريكية الى الوطن غير أنها أكدت أن هناك تقدما في تدريب العراقيين ليحلوا في نهاية المطاف محل الجنود الامريكيين وقوامهم 150 الفا. وشكك السناتور الديمقراطي جو بايدن وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ التي عقدت جلسة الاستماع في رقم استشهدت به رايس حين قالت ان هناك 120 الف عراقي مدربا ووصفه بانه هراء قائلا ان عددهم أربعة الاف فقط. وفي اكثر المناقشات سخونة اتهمت السناتور الديمقراطية باربرا بوكسر وعضو مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا رايس بالكذب لتبرير شن الحرب على العراق. وقالت بوكسر لرايس مستشهدة بتصريحات تتعلق بمدى السرعة التي كان يمكن للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الحصول بها على سلاح نووي أنا شخصيا أعتقد... أن ولاءك للمهمة التي أوكلت لك للترويج لهذه الحرب طغت على احترامك للحقيقة. وأجابت رايس لم أفقد احترامي للحقيقة مطلقا لصالح أي شيء. وطلبت رايس اكثر من مرة وقد تهدج صوتها من شدة الانفعال فيما كانت تنظر الى بوكسر مباشرة من السناتور الديمقراطية عدم التشكيك في نزاهتها. وأصرت رايس على أنه كان من الصواب غزو العراق ودافعت عن حجم القوات الامريكية باعتبارها كانت كافية بعد الاطاحة بصدام بالرغم من انتشار حملة المقاتلين بسرعة. وبعد شهادة استمرت اكثر من تسع ساعات امام لجنة العلاقات الخارجية أصر الديمقراطيون على معاودة الاستجواب حيث يتوقع التصديق على ترشيحها بسهولة رغم الانتقادات. واختار بوش رايس لتخلف كولن باول وزير الخارجية الحالي الذي يحظى باعجاب على نطاق واسع وينظر اليه عادة على انه الوحيد في الادارة الامريكية من الحمائم ويفضل اللجوء الى الدبلوماسية لحل الازمات. وعلى النقيض من باول الذي كثيرا ما انتهج نهجا لا يتوافق مع البيت الابيض فان رايس من أقرب المقربين للرئيس. والتزمت رايس بالمواقف الامريكية المعروفة حيث انتقدت روسيا لتراجعها عن الديمقراطية وانتقدت فنزويلا بوصفها قوة سلبية في امريكا اللاتينية. غير أنها تعهدت باللجوء الى الدبلوماسية لاصلاح العلاقات الخارجية التي توترت بسبب غزو العراق وهو الوعد الذي قوبل بالتشكك من جانب المنتقدين الذين ينظرون الى السياسة الخارجية لادارة بوش على أنها سياسة منفردة تميل الى أن تجيء امريكا اولا. وقال بايدن بالرغم من قدرتنا العسكرية الهائلة فاننا من وجهة نظري اصبحنا وحدنا في العالم اكثر من أي وقت مضى تعيه الذاكرة. في رأيي أن وقت الدبلوماسية حل منذ فترة طويلة.