تجربتي لكل إنسان في الحياة تجربته الخاصة.. قد تكون هذه التجربة هواية أو عملا ناجحا أو حتى ظروفا خاصة مر بها تركت أثرا في حياته أو بصمة على شخصيته.. وفي هذه المساحة نتعرض لبعض التجارب التي يحكي أصحابها كيف بدأت وكيف أثرت في حياتهم.. ربما تكون هناك من التجارب ما يستفاد منها في حياتنا.. شاب كفيف أصبحت لديه قدرة فائقة على الابداع.. تحول من انسان عاجز الى شخص متفوق يستطيع عمل ما يعجز عنه المبصرون.. حول الظلام الى طاقة ابداعية متفجرة جعلته مثار اهتمام الجميع.. يطلق عليه الموسيقيون (بلبل اوركسترا) لقدرته الفائقة على عزف الالات حتى صار قادراً على عزف 19 آلة وصار يشكل وحده اوركسترا موسيقية ضخمة.. ينتقل بين الآلات برشاقة وقدرة هائلة ويعزف عليها جميعاً بكفاءة نادرة ادهشت الجميع.. ويطلقون عليه (قاهر الدرامز) لانه عازف الدرامز الوحيد الكفيف رغم ان هذه الآلة المعقدة تحتاج لقدرات خاصة وتشترط الرؤية.. ولم يكتف (بلبل اروكسترا) بذلك بل انه يستطيع عزف الالحان بأصوات هذه الالات بفمه.. في هذا الموضوع نحاول ان نفتش في صندوق موهبته. اسمه نبيل يحيى هاشم وعمره 30 عاماً.. له خمسة اشقاء هو الوحيد الذي فقد نعمة البصر تخرج بكلية الآداب قسم علم الاجتماع ويعمل للماجستير. ويتمنى أن يستكمل تعليمه للحصول على درجة الدكتوراه.. عن تجربته في العزف والموسيقى يقول نبيل: الحقيقة الفن بالنسبة لي مثل الماء والهواء.. فالكفيف عامة يعتمد اعتماداً كبيراً على اذنيه في تمييز الاشياء وانا منذ فقدت بصري وعمري لم يتجاوز وقتها عامين ونصف العام وانا ارى الدنيا من خلال أذني.. لا اتذكر النور لان السنتين ونصف السنة لم تجعلني ادرك جيداً حياة المبصرين فألفت الدينا من خلال السمع.. واستطاعت والدتي المثابرة ان تقف بجواري وتعلمني الاصوات وعندما وصلت الى سن 6 سنوات ودخلت المدرسة كانت دروس التربية الموسيقية هي اجمل فترات الدراسة وبدأ استاذي حسن الخضري قائد فرقة ليالي النور يعلمني العزف على الناي.. وفي اول مرة اعطاني الناي وطلب مني ان آخذه إلى المنزل وأعزف عليه أغنية لأم كلثوم.. فذهبت الى المنزل وانا اخبئه حتى لا تراه والدتي ورحت اعزف بصوت منخفض ورغم ذلك سمعتني والدتي وجاءت الى فخفت لكنها احتضنتني وقبلتني وقالت لي (هايل يا بلبل) ومن ساعتها وجدت نفسي بتشجيع والدتي وحبي الموسيقى اجيد عزف الناي ثم عزفت على باقي الآلات حتى وصل عددها الى 19 آلة منها الدرامز والطبلة والاورج والناي والاوكرديون ولهذا اطلق علي اساتذتي (اوركسترا) لكثرة الآلات التي أعزف عليها ليس هذا فحسب ولكن الله منحني ايضاً موهبة العزف بالفم. * وعن عزفه للعديد من الآالات قال: * الحقيقة رغم معرفة الموسيقيين لموهبتي وقدراتي الا انهم يكتفون فقط بالاعجاب والدهشة دون ان يقدم منهم احد يد المساعدة لي حتى يرى الجمهور في كل مكان فني لم يصدق موسيقار كبير مقدرتي على العزف على الدرامز الآلة الغربية المعقدة لانها عبارة عن 6 آلات معاً وتحتاج لجميع اجزاء الجسم وتناسق في الاداء واعجب بي آخرون لقدرتي الهائلة على العزف على جميع هذه الآلات. * ويحكي نبيل هاشم عن تجربته مع الدرامز فقال: الحكاية ببساطة اني اعشق التحدي وقد سمعت منذ 7 سنوات البوماً غنائياً للفنان علي الحجار اسمه (اعذريني) استخدم فيه الملحن الدرامز فسألت عن هذه الآلة وعرفتها بعد ذلك وتحسستها فعرفت انها تتكون من 6 آلات يتم العزف عليها في وقت واحد بالقدمين واليدين وتتطلب سرعة غير عادية في التنسيق في العزف على هذه الآلات وبالتالي فهي تحتاج الى قوة بصر وملاحظة وعندما طلبت من الموسيقيين ان اتعلم الدرامز ضحكوا من سذاجتي على حد قولهم لكني تحديتهم وتحديت نفسي وتعلمتها وحصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية.