عقد نادي القصة بالقاهرة ندوته الاسبوعية بعنوان (النص القصصي بين الفصحى والعامية) والذي شهد جدلاً بين المدافعين عن اللغة العربية باعتبارها لغة الادب والشعر من جهة وبين المطالبين بضرورة حق العامية في النص الادبي سواء كان قصصياً او شعراً. وقال محمد قطب الذي أدار الندوة: البداية ان موضوع الندوة خضع للمناقشة منذ زمن وشهد جدلاً ومعارضة بين كل المنتمين للفكر القومي وبين الداعي الى المصرية او المحلية والكتابة بالعامية بدأت منذ زمن في مصر منذ عبدالله النديم وانطلقت بعدها دعوات الكتابة للعامية وبالفعل انتشرت المحاولات وشكلت في بعض الاوقات ظاهرة على الساحة الادبية وان لم تخضع للدراسة والتحقيق. واضاف قطب: ان الحوار الادبي كان من النصوص الادبية ممنوعة الاقتراب من العامية الا اننا وجدنا من يكتب بالفصحى وآخر يكتب بالعامية وثالثا يخرج بين الاثنين. واكد محمد قطب ان هناك ازدواجية في الكتابة الادبية تدعونا الى التساؤل عما إذا كان من الممكن الاستفادة من العامية في المتن ام في السرد والوصف، وهل اذا كتبنا العامية نكتبها بالحروف الفصحى ام نكتبها نطقاً وهي بذلك ستختلف من اتجاه الى آخر. وقال الدكتور محمد حسن عبدالله ان النقاش حول الفصحى والعامية قديم وهو في نظري بعث من مرقده وقد طرح هذا الموضوع في كتب كثيرة لعدد من الادباء والمهتمين، ولقد استوقفني مرة قول طالبة في الليسانس عام 1961: ان العامية تستطيع ان تعبر كما تعبر عنه الفصحى مما جعل الدكتور عمرو الدسوقي يرد بالقول: انه يستطيع ان يعبر عن عبارات عامية بالفصحى وعندها اوشكت ان اتصور ان يأتي الموضوع بجديد.ويضيف قائلا: إن موضوع النقاش يطرح نقطة التشكيك في تاريخنا العربي وعودة العولمة لازالة الفروق الانسانية بين الامم بزعم ازالة كل صور التميز والخصوصية ومن هنا قد تقول انه اذا استطعنا تحريف اللغة الفصحى الى العامية فقد اضعنا تراثنا ولم نحرص عليه وهناك من يغري بالمادة القضية للحياة مرة اخرى. والحقيقة ان العامية ليست بدعاً بين اللغات بل هي اصل من اللغات باستثناء اللغة العبرية التي تم إحياؤها بين الموات حتى وان كانت حديثة.وتحدث الدكتور هناني السيسي فقال: ان اللغة العامية لهجة وابن خلدون اول من تحدث في هذا الشأن واللغة لها مستويات واللهجة هنا مستوى من هذه المستويات فهي لغة الاعلام حالياً ولغة الكتابة السريعة واللهجة التي يتحدث بها الناس هي مستوى من مستويات اللغة ايضاً والدليل ان القرآن نزل بلهجات العرب الشهيرة ولذلك تتعدد اللهجات وكانت القراءات العشر للقرآن الكريم. ويشير السيسي الى ان اللغة العامية تندرج تحت اللغة العربية اندراج الخاص تحت العام واللهجة ستكون للشعب خصوصية، واذا رجعنا الى اللغات العربية القديمة نجد لها اصل واللغة العربية هي الاصل وكل اللهجات متفرعة عنها، واللغة العربية لا يخشى عليها لانها لغة القرآن الكريم، وعليه فانني لا اخشى استبدال اللغات باللهجات ما دمنا نتمسك بتلابيب لغتنا. واعتبر الروائي فؤاد قنديل ان ازدواجية اللغة مساندة في كل مكان والمسألة قائمة سواء اللهجة في الحديث أو اللغة في الكتابة وهذه الازدواجية قائمة والتداخل بينهما في النصوص الادبية كان يظهر في العصور منذ العصر المملوكي ويقل في الفترات العربية الاصيلة. والحقيقة ان الكثير من الآباء كانت ثروتهم من الفصحى متواضعة فكان اللجوء الى العامية بالاستعانة بها في ادبياتهم، ومنهم من قال ان العامية ضرورة لتقريب المسافة بين الاديب والمتلقي وهو غير صحيح لان العمل الادبي لا يقرأ سوى باللغة العربية وغير ذلك فسنجد ان القارئ لا يستطيع او يستلذ او حتى يقبل القراءة بالعامية. ويضيف الروائي فؤاد قنديل كتابة النص الادبي بالفصحى ليست فيها أي مشكلة سواء كان حواراً او نصاً او شعراً او غيره وليست لدى كل الشعوب العربية مشكلة ان تفهمه وتتفاعل معه، اما من سيكتب بلهجته فسيحدث فصام عربي كامل لاننا لا نفهم لهجات بعضنا البعض.