اللغة العربية هي لغة القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، والقرآن هو المصدر الأول للشريعة الإسلامية، وهي أيضا - أعني اللغة العربية - لغة الحديث الشريف المصدر الثاني للشريعة الإسلامية، وهي محفوظة بحفظ القرآن الكريم وحفظ الحديث الشريف؛ لأن هذين المصدرين للتشريع الإسلامي لا يمكن فهمهما بدون فهم اللغة العربية الفصحى. ولا يمكن فهم القرآن العظيم والحديث الشريف والسيرة النبوية والتاريخ والأدب والبلاغة بدون معرفة قواعد اللغة العربية و أسرار البيان في القرآن الكريم والحديث الشريف وباختصار شديد اللغة العربية هي لغة الشعوب العربية التي يتكلمون بها ويكتبون شعرهم ونثرهم وبلاغتهم عن طريقها، ولا جدال في أهمية اللغة العربية والحرص عليها وإنما الأمر غير الجائز الدعوة إلى العامية في نشرات الأخبار ونحن نعرف أن العامية لهجات عربية في أماكن مختلفة لا تلتزم بجميع قواعد النحو والصرف، وهذه اللهجات قد يفهمها قوم ويجهلها آخرون وهي تختلف من مكان إلى مكان آخر، وقد تكون هذه اللهجات لها أصول في اللغة العربية الفصحى، وقد كتب من كتب عن اللهجات التي لها أصول في اللغة العربية الفصحى، لا يتسع المجال لذكرها، ومن الواجب على جميع الناطقين بلغة الضاد محاربة جميع الأفكار التي تدعو إلى تفكيك اللغة العربية وتجريدها من أصولها، وقد قرأت المقال المنشور في "الوطن" في الصفحة الأخيرة بالعدد 4385 بتاريخ 1 أكتوبر للكاتب سامي الفليح ينص على الدعوة إلى العامية في نشرات الأخبار، ولا شك أن هذه الدعوة وجهة نظر خاطئة مع احترامي الشديد للكاتب والمفارقة نشرته باللغة العربية الفصحى، والحقيقة أن الكاتب جانبه الصواب في هذه الدعوة إلى اللهجة العامية، وأظنه نادما على دعوته إلى العامية وترك الفصحى، وإن لم يكن كذلك فقد سبقه من دعا إلى العامية في مصر وأصبحت تلك الدعوة ميتة، نتيجة عمل علماء اللغة العربية في مصر، فمن باب أولى أن تلحق هذه الدعوة إلى العامية بسابقتها. وخلاصة القول أرجو توجيه الاهتمام بالفصحى والحرص على نحوها وصرفها، لأنها لغتنا ولغة ديننا ولا يمكن فهم الدين إلا عن طريق اللغة العربية الفصحى. سالم عبدالله الخمعلي