قال محللون اقتصاديون: إن الزلزال القوي الذي ضرب المحيط الهندي وموجات المد القاتلة التي تلته وضربت أغلب دول جنوب شرق آسيا سوف يلحق خسائر جسيمة بصناعة السياحة والصناعات المغذية لها في هذه المنطقة بخاصة تايلاند الاكثر اعتمادا على السياحة في منطقة جنوب شرق آسيا. وأضاف المحللون: إن السياحة والخدمات الفندقية وخدمات الطيران التي تخدم سريلانكاوجنوبالهند وجزر المالديف وشمال ماليزياوجنوبتايلاند تضررت على الفور. ورغم ذلك استبعد المحللون استمرار هذا التأثير السلبي على المدى الطويل. يقول المحلل الاقتصادي سونج سنج وون "الخسائر الاقتصادية أقل من الخسائر البشرية" في هذه المأساة. ويضيف إن السائحين قد يحجمون عن القدوم إلى المنطقة لكن مثل هذه الاثار يمكن احتواؤها خلال الربع الاول من العام المقبل. ومازالت الحكومات والشركات في منطقة جنوب شرق آسيا تحاول رصد الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة التي تسبب فيها الزلزال القوي الذي وقع بالقرب من جزيرة سومطرة الاندونيسية وكان الاقوى خلال أربعين عاما على مستوى العالم وأثار أمواج مد هائلة أسفرت عن مقتل هؤلاء. وقال ديفيد كوهين مدير مركز إيكونوميك فوركاستنج للدراسات الاقتصادية الاسيوية "بالنسبة لاسيا فإن هذه الكارثة سوف تعوق النمو قليلا ولكن ليس على نطاق واسع". وأضاف أنه بعيدا عن السياحة فإن التأثير السلبي للكارثة على النمو الاقتصادي سيكون محدودا للغاية. فالامواج العاتية لم تضرب أي مراكز مالية أو اقتصادية رئيسية في أي دولة من دول المنطقة المنكوبة. والمنشآت الانتاجية والتجارية لم تتأثر كثير بما حدث ومازالت تواصل عملها. والشركات الصناعية العملاقة أكدت أن منشآتها لم تتأثر. يقول سونج "لم نر أي اضطراب واضح فيما يتعلق بالجوانب الانتاجية لاقتصاديات جنوب شرق آسيا.. معنى ذلك أن القواعد الاساسية للاقتصاد في المنطقة مازالت تعمل". ويرى المحللون أن تايلاند التي تمثل السياحة ستة في المئة من إجمالي ناتجها المحلي ستكون الاشد تضررا مما حدث. فأمواج المد العاتية دمرت الموسم السياحي الشتوي في البلاد. يقول جيمي كوه الباحث الاقتصادي إنه لا يتوقع تأثيرا سلبيا كبيرا كذلك الذي وقع نتيجة تفشي مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) في المنطقة خلال النصف الاول من العام الماضي. وأشار إلى أن "الناس قد تتوقف عن الذهاب إلى الشواطئ لكنهم سيأتون إلى بانكوك من أجل التسوق". ويتوقع الخبير الاقتصادي ناظم إدريس نمو الاقتصاد التايلاندي خلال العام المقبل 5ر4 بالمائة مقابل التوقعات السابقة وكانت 5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وأشار إلى أن نمو الاقتصاد الاندونيسي قد يتأثر سلبا أيضا بسبب تراجع انتاجها من النفط والغاز. وكانت إندونيسيا قد أقامت مجموعة من منشآت انتاج النفط والغاز في شمال سومطرة التي كانت الاشد تضررا من الزلزال والتي تنتج حوالي 40 بالمائة من انتاج إندونيسيا من النفط والغاز. ولم تسجل الشركات في سنغافورة أي خسائر. في حين أغلقت بعض الموانئ في جنوبالهند ولكن من المتوقع استئناف العمل بها قريبا جدا.