لم اعش امر من هذه اللحظات، التي ما برحت ثوانيها ودقائقها تمر مر السحاب الثقال، رغم انها ايام معدودات فقط ولكن القلب عندما يعشق نفسا ويندمج معها في بحبوحتها لتصير في جسد واحد وفجأة تختفي تلك النفس عن بصيرة القلب والعين عندئذ يصبح ما قلته حقيقة. كم هو شعور سام ذلك الذي يختلج روحك عندما تحب وعندما يضرب الحب بكل القوانين والنواميس في سبيل الوصول الى من تحبه ولكن الفراق يقهر الحب فهو دواؤه المرير، لا تستطيع ان تفعل شيئا عندما يستحكم الفراق، عندما يقيدك باغلال التقاليد باغلال المعتقدات والاعراف، اواه هذا الفرق يبعث الحزن بين جنبات الروح ليفقدها لذة الحبيب يشرح ملامح وجه المحبوب في انسان عينك، الفراق الذي يجيش بخناجر الواقع وما فرضه علينا، ليتموقع الحزن في قلبك ويعصف بأريحيتك كم هو عزيز علي يا حبيبي ان ارى غيرك والا اراك، ان اتصفح وجوه الناس ولا القاك، عزيز علي يا من سكنت القلب ان الامس اكف الورى ولا انعم بدفء يديك، اتأود وهل يرجع التأود ما فقدت، هذه عيوني ما انفك دمعها الهتون يحفر خنادق في قسمات وجهي، وهذا خدي ما فتئت سمرته تحن الى حمرة شفاهك، وهذا لساني الفصيح اظنه استبيحت فصاحته وما عاد ممن اعارت البلاغة مونقة، عندما انظر الى الدنيا بحضورك الحظ اقواس قزح تمرح وتسرح على صفحات خدك، عندما انظر الى الحياة بوجودك الحظ الشمس خجلة من بياض خدك، من نورك المدرار، عندما ابصر عينيك اللتين سبت جوارحي واغوص في انسان عينك، ادرك، كأن بعينك قداسة الطهر، بل بعيونك طهارة المردن، عندما انظر الى شفتيك الحمراوين اخال بهما خفة دمك، يمتزج فيهما الم الجرح بأمل الحياة، على الرغم من نزفهما ولكنهما تنيران عيني بابتسامتهما الرقراقة، لم يخطء حدسي عندما اراقب مشتهى العفة فيهما، يا انبلاج الفجر يا اغلى درة تموقعت في شغاف قلبي، يا اروع حبيب سكن في مواجد روحي، ما اغلى درة تموقعت في شغاف قلبي، يا لجين الحياة يا قلم الشعر، يا ريشة الفنان، يا اكتحال العين، اما ان لكابوس الحزن والفراق ان ينتهي، اما ازف الوقت اما اذن لرضيع الابتعاد ان يفطم، ويحك يا تنين الظلام، ارأف بحالي، اما تنظر رقة جلدي، اما تلحظ هشاشة عظمي، لا يكن همك القبيح افتراس كينونتي، اما تلاحظ عيني تناظر عين محبوبها، اما ترى قلبي ينصهر في بوتقة قفصه الصدري، رحماك، لا تسول لك نفسك اقتراف ذنب، دعني ولو للحظة ينته هذا الفرق، لتنتعش الروح صحوة جلالية، لتبصر حبيبها الذي اخذته هواجس الدنيا لتتمتع بجمال محبوبها، لتكتمل برؤية ساكنها، اليك حبيبي ضمني عندك، في حجرك، في صدرك، في روحك، قبلني قبلة تبرد غليل الانقطاع، ليت شعري اين استقررت، ام اين توجهت واسترحت، ايها الراحل المجد في سيرك، توقف قليلا وارمقنا بنظرة منك، فقد عشي البصر وهلع القلب وتمزقت الاحشاء، اما تسمع عويل روحي بعدك، كنت اذا اشتقت الى النظر انظر الى وجهك، فيا ايها المسافر توقف قليلا فيا ايها المسافر توقف قليلا. @ حسين معمدي الحمادي