توصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وتكتل المعارضة في بلاده إلى اتفاق على التوقيع على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة ، بعد وساطة أميركية وأوروبية.ومن المفترض أن يكون قد تم توقيع الاتفاق والطبعة الأولى الآن لا تزال تحت الطبع . مناوئون للرئيس اليمني يواصلون في تعز احتجاجاتهم ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في المعارضة قولها إن موافقة الطرفين جاءت بعد إدخال تعديلات طفيفة على المبادرة، بعد توسط دبلوماسيين أميركيين و أوروبيين . و قال يحيى أبو عصبة -و هو من قادة المعارضة- إنه بعد جهود أميركية وأوروبية وخليجية وافق الرئيس على المبادرة الخليجية بعد تعديلات بسيطة . و صرح الناطق باسم اللقاء المشترك محمد قحطان للجزيرة نت بأن المعارضة وافقت -في اجتماع عقدته الثلاثاء- على ذلك المقترح، لكنها لم تتلق ردا بعد من الوسيط الخليجي عن موقف الرئيس، مؤكدا أن السلطة لا تزال تقدم رِجلا و تؤخر أخرى . غير أن وكالة يونايتد برس إنترناشونال للأنباء أوردت لاحقا أن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن اشترط اليوم الأربعاء على أحزاب اللقاء المشترك الحصول على تفويض من كل تكتلات شباب الثورة في عموم اليمن و رفع مظاهر الاحتجاجات , لكي يتم التوقيع على المبادرة الخليجية. وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب للحاكم عبد الحفيظ النهاري إن حزبه سيطالب اللقاء المشترك بتقديم تفويض موقع من كل التنظيمات الشبابية الممثلة في ساحات الاحتجاج و الاعتصام , بالتزامن مع رفع الاحتجاجات و الاعتصامات و ما سماها مظاهر الفوضى والعنف، حتى يتسنى توقيع المبادرة الخليجية . و أضاف أنه « لا معنى لتوقيع المبادرة إذا كان المشترك يشعر بعجزه عن رفع تلك المظاهر». و كشف القيادي في اللقاء المشترك يحيى أبو إصبع، أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمعارضة قد يوقعان على المبادرة الخليجية في وقت لاحق اليوم» « بعد زوال العقبات التي كانت تحول دون ذلك. سجل التزام كامل بالإضراب العام الذي دعا إليه ائتلاف شباب التغيير في اليمن، في تعز وآب و الحديدة و عدن و لحج و شبوة ، فيما شلت الحركة تماما في مدن هذه المحافظات.وسجل انتشار أمني كبير في تعز و آب . و قال أبو إصبع إن التوقيع على المباردة كان من الفترض أن يتم الثلاثاء ، و أشار إلى إصرار المعارضة على أن يوقع عنها محمد باسندوة ، رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، بعد أن كان الرئيس صالح طلب أن يوقع الدكتور ياسين سعيد نعمان على المبادرة بصفته رئيساً للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة . و أوضح القيادي في اللقاء المشترك أن صيغة المباردة التي سيتم التوقيع عليها هي الصيغة الثالثة التي سبق للمعارضة الموافقة عليها ، و تتضمن استقالة الرئيس بعد 30 يوماً من التوقيع عليها . و أكد أبو إصبع أن المعارضة أصرت أيضاً على استثناء الاعتصامات في ساحات التغيير من أي اتفاق وأن الساحات لا سلطان عليها و ستبقى مستمرة في كل اليمن لأنها الضمانة الوحيدة لرحيل هذا النظام و هي الضمانة الوحيدة لانتصار الثورة . إلى ذلك , احتفلت قوى الثورة الشبابية في اليمن , بمرور 100 يوم على اندلاع الثورة السلمية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً, احتضنتها ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء, وتميز الاحتفال بمشاركة عدد من ضحايا الأحداث المتسلسلة خلال الأيام الماضية , و جدد المشاركون تأكيدهم الاستمرار في الاحتجاجات حتى إسقاط صالح و نظامه . و سقط منذ انطلاق الاحتجاجات في منتصف فبراير الماضي 25 شابا و223 جريحاً 95 بالمائة منهم أصيبوا برصاص حي, وبحسب مصادر طبية في المدينة, أن نحو 30 بالمائة من الإصابات نتج عنها إعاقات مستديمة مثل شلل نصفي و شلل رباعي .