كسب الشقيقان منتخبا قطر وعمان إعجاب عشاق المستديرة في أنحاء الوطن العربي وآسيا بعد ان قدما عرضاً كروياً رائعاً غاب عن ذهن المتابع الرياضي فترة طويلة وبالقدر الذي استحق العنابي كأس الخليج للمرة الثانية في تاريخه بعد أداء ممتع جسد قوته وعبر عن تناسق صفوفه وتميزه عن بقية الفرق الأخرى كان هناك المنتخب العماني السمة البارزة طوال منافسات الدورة بنجومه الكبار ومستوياته المتصاعدة من مباراة إلى أخرى ورغم ضعف إمكاناته التي قد لا تضعه من حيث الدعم المالي بجانب معظم منتخبات الدول في المنطقة إلاّ أنه أثبت حضوره وأكد رغم ضعف الخبرة لدى معظم أفراده أنه يعد الفريق الأفضل في منطقة الخليج وزين المباراة بكفاحه الكبير طوال الوقت الأصلي والإضافيين ولم يخذله سواء ركلات الترجيح وبعد تقدم العنابي بهدف وسام رزق في الشوط الأول لحق به الأشقاء (الأبطال) من حيث الروح والاصرار والعزيمة القوية بهدف التعادل عن طريق النجم بدر الميمني الأمر الذي حول اللقاء إلى سجال عامر بالندية والإثارة بين الفريقين الكبيرين وإذا كانت قطر استحقت عن جدارة (الذهب) وتسلمه افرادها من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فإن الفريق العماني استحق لقب الفريق الأفضل ولو أن هناك كأساً آخر لكان من نصيبه، ولكن عامل نقص الخبرة لدى عمان خاصة في تسديد ركلات الترجيح بعدما تصدى علي الحوسني لركلتين خذلهم وجعلهم يأتون ثانياً في الترتيب النهائي . في المقابل لعب تماسك الاعصاب لدى العنابي دوراً بارزاً في حسم الأمور لمصلحة قطر التي شاركت عمان في تقديم لوحة رائعة من الأداء الكروي الأخاذ الذي بلا شك استمتع به الكثير من الرياضيين كونه المرة الأولى التي نشاهده في دورات الخليج وربما البطولات العربية مباراة بهذا المستوى من القوة والخطط الفنية العالية والتنظيم الرائع لدى صفوف الفريقين الذي يتخاذلا او (يتهاونا) طوال المباراة الكبيرة بل ظل الاداء متميزاً حيث شاهدنا صلابة في الدفاع وثقة لدى الحراس وادواراً رائعة لدى خط الوسط ومهارة عالية لدى الهجوم وقد استطاع ماتشالا في عمان وجمال الدين في قطر من اللعب بتكتيك مكن اعضاء الفريقين من اتقان جميع الادوار الدفاعية والهجومية وقد تكون المرة الاولى التي نشاهد فيها اختفاء ظاهرة اضاعة الوقت لدى الفرق العربية خاصة عندما يكون احدها متقدماً حيث حرص كل فريق على الاستفادة من الوقت لامتاع الجماهير الخليجية والعربية وليس فقط قطر وعمان حتى (خيل) للمتابع الرياضي انه يشاهد لقاءاً اوروبياً قد لا يتكرر مستقبلاً في النهائيات العربية وقد ساعد الحضور الجماهيري الكبير الذي امتلأت به مدرجات ملعب نادي السد في الدوحة على الرفع من معنويات اللاعبين الذي لم يركنوا للدفاع او يستكينوا لالتقاط الانفاس انما جعلوا المشاهد الرياضي يتمنى ان تستمر المباراة فترة طويلة وليس 120 دقيقة قبل ان يوقع حارس قطر (محمد صقر) على فوز فريقه بتصديه لأكثر من ركلة ترجيح ويطير بالكأس. - الابداع الكروي الذي كان شعار قطر وعنوان العمانيين لم يقتصر عليهما فقط ولكن كان لحكمنا الدولي المطلق الذي يعد اول حكم سعودي وخليجي يقود نهائي البطولة بنظامها الجديد كان احد نجوم اللقاء بقراراته الصحيحة وثقتة العالية وسيطرته الكاملة على كل صغيرة وكبيرة منذ صافرة البداية وحتى النهاية وقد استحق تحية الجميع كونه اعاد الهيبة للتحكيم السعودي كما انه بادائه الرفيع (عوض) خروج منتخب المملكة. وقد أسفرت النتيجة النهائية عن فوز قطر بركلات الترجيح 5 -4 . وسجل لقطر سعد سطام الشمري ووليد حمزة وسام رزق وعلي المري ومشعل مبارك، وسدد حسين ياسر بالعارضة وابعد الحارس العماني علي الحبسي كرتي ناصر كميل وسعود فتح، وسجل لعمان بدر المحروقي وحسين يوسف وفوزي بشير واحمد مبارك وصد الحارس القطري محمد صقر كرات هاني الضابط ويوسف شعبان ورد القائم تسديدتي الحبسي وعماد الحوسني. وحضر المباراة اكثر من عشرين الف متفرج تقدمهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن المشجعين العمانيين نحو ثلاثة الاف. وبقي الآلاف من المشجعين خارج الملعب تابعوا المباراة عبر شاشات كبيرة وضعت خارجه. واحرزت قطر لقبها الاول في دورات كأس الخليج على ارضها ايضا عام 1992 في الدورة الحادية عشرة. وكانت قطر خسرت المباراة النهائية للدورة التاسعة في عمان عام 1984 امام العراق بركلات الترجيح بالذات. كانت بداية المباراة ملتهبة شهدت دقائقها الاولى هدفا قطريا هو الاسرع في البطولة اعقبها هجوم عماني ضاغط وفرص ضائعة بالجملة مقابل تراجع قطري لتأمين الناحية الدفاعية والانطلاق عبر المرتدات. وقدم المنتخبان شوطا اول رفيع المستوى تقاسما فيه السيطرة والخطورة على المرميين، فكانت العابهما سريعة وفرصهما خطرة وتمريراتهما متقنة في اغلب الاحيان. وكما كان متوقعا، فان المنتخب العماني لعب مهاجما منذ البداية خصوصا ان شباكه تلقت هدفا قطريا مبكرا، ففرض ايقاعه في النصف الاول من الشوط وشكل الميمني والحوسني خطورة فعلية على مرمى صقر فكادا يهزان الشباك اكثر من مرة الى ان تحقق ذلك عبر الميمني اثر خطأ من الحارس. وتخلى المنتخب القطري عن حذره في النصف الثاني من الشوط وهاجم مرمى منافسه وسنحت له ايضا فرص للتسجيل عبر وليد جاسم وسيد بشير وحسين ياسر الذي كان شعلة نشاط في وسط الملعب. هبط ايقاع المنتخبين في بداية الشوط الثاني وكان فيها المنتخب القطري الافضل بعد اندفاعه الواضح الى الهجوم قبل ان تعود السيطرة للعمانيين الذين اهدروا عددا لا بأس به من الفرص ايضا لكن النتيجة لم تتغير طوال الوقت الاصلي للمباراة. ففي الدقيقة الرابعة، نفذ وليد جاسم ركلة حرة باتقان وارسل الكرة باتجاه الزاوية اليسرى لمرمى الحبسي الذي طار لها ببراعة وابعدها بيده اليمنى لكنها تهيأت امام وسام رزق الاقرب اليها من المدافعين فوضعها برأسه في الشباك. وجاء هدف التعادل في الدقيقة 26 اثر خطأ قاتل من حارس المرمى محمد صقر حين سدد الكرة من دون تركيز فارتطمت بالحوسني وتهيأت امام الميمني اعادها بيسراه ببراعة من نحو 35 مترا في المرمى الخالي. وانتهى الشوط الاول على نفس الايقاع الذي بدأ به، فخطف حسين ياسر كرة من عبدالله كامونة ومررها الى سيد بشير من دون اي رقابة لكنه سددها سهلة في متناول الحبسي (44)، ثم اهدر يوسف شعبان فرصة التقدم لعمان عندما تلقى كرة في الجهة اليسرى للمنطقة فسددها برعونة فوق العارضة في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع. وبدأت قطر مسلسل الفرص في هذا الشوط عبر وليد جاسم الذي تكفل بتنفيذ الركلات الحرة، فسدد كرة قوية من نحو 35 مترا على يمين مرمى الحبسي (58)، ثم نابت العارضة عن الحارس القطري صقر في ابعاد كرة فوزي بشير اثر تمريرة متقنة من الحوسني (66)، ثم كرر وليد جاسم محاولته من ركلة حرة اخرى فعلت كرته المرمى بقليل (70). وتحرك المدربان في محاولة لتغيير النتيجة، فاخرج مدرب قطر البوسني جمال الدين موسوفيتش وليد جاسم الذي كان يؤدي مباراة جيدة واشرك المهاجم ناصر كميل بدلا منه، فيما دفع التشيكي ميلان ماتشالا مدرب عمان بدر المحروقي مكان احمد حديد. وضغط العمانيون، فقام فوزي بشير بمجهود فردي حيث قطع بالكرة اكثر من ثلاثين مترا قبل ان يسدد كرة قوية لامست القائم الايمن لمرمى صقر (75)، ثم سدد احمد مبارك كرة قوية من الجهة اليسرى ابعدها الحارس القطري ببراعة (80). وانطلق المنتخب القطري بهجمة مرتدة وصلت منها الكرة الى ناصر كميل الذي سار بها وسددها من مسافة بعيدة عالية عن المرمى في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي. ولم تسفر الدقائق الاربع المحتسبة كوقت بدل ضائع عن شيء فخاض المنتخبان وقتا اضافيا، بدأه المنتخب القطري بكرة عبر سيد بشير سهلة في متناول الحبسي (92) كانت الابرز على احد المرميين في الشوط الاضافي الاول.