الزيارة التي يقوم بها سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز للمنطقة الشرقية تجسد حرص حكومتنا الرشيدة على التنمية الاقتصادية التي تعود بالخير على المواطنين، فهي زيارة ذات مدلول كبير للمواطن الذي يترجم ما تعنيه على أنه تواصل على أعلى المستويات بين القيادة والأمة لزيادة التعاضد والتآزر في زمن نحن بأشد الحاجة لتقوية وتوطيد هذا الجسر العظيم من الولاء لوطننا الغالي. إنها زيارة تزيد الخير خيراً فالمعلومات تشير إلى هذا، حيث دشن سموه مشروع الجبيل (2) بالأمس في مدينة الجبيل الصناعية، والذي يعتبر من المشاريع العملاقة في العالم من حيث ضخامة الاستثمار ومردوده الاقتصادي على المملكة والعالم واليوم يدشن سمو ولي العهد الكريم مشاريع شركة ارامكو السعودية، حيث يفتتح مشروع حقل القطيف البترولي الذي سيضيف المزيد من الخير للمملكة. وبهذا المشروع العملاق تضيف شركة ارامكو السعودية العملاقة مشروع خير لمشاريع سبقته. وسيكون لمعامل الإنتاج في القطيف دور اقتصادي بارز، حيث ستنتج 800 ألف برميل يوميا من الزيت الخام فضلا عن كميات الغاز المرافق الضخمة التي تقدر بمئات الملايين من الأقدام المكعبة القياسية. وحسب ما صرح به معالي رئيس شركة ارامكو السعودية فإن مشروع معامل الإنتاج في القطيف يعد بمعايير صناعة البترول العالمية مشروعا جبارا، ويرسخ بحجمه العملاق ونطاقه الهندسي المعقد الدور والمسؤوليات الكبيرة التي تتميزبها ارامكو السعودية تجاه الأسواق الدولية. وتزيد مساحة حقل القطيف الواقع الى الشمال من مقر ارامكو السعودية الرئيس في الظهران في المنطقة الشرقية عن 312 كيلو مترا مربعا بما في ذلك تشكيلا القبتين الشمالية والجنوبية، حيث ينتج الجزء الذي يقع على اليابسة من هذا المشروع 500 ألف برميل يوميا من الخام العربي الخفيف، أما حقل أبو سعفة الواقع في المنطقة المغمورة الذي يشكل جزءا من مشروع معامل الإنتاج في القطيف فيقدر احتياطيه بنحو 6.1 مليار برميل من احتياطيات الزيت تقع تحت سطح الماء ضمن مساحة تقدر بحوالي 104 كيلو مترا مربعا. وينتج الحقل يوميا 300 ألف برميل من الخام العربي المتوسط الذي ينقل عبر خط الأنابيب المغمور تحت الماء، حيث ينقله إلى المعمل الجديد عبر اليابسة أنبوب طوله 60 كيلو مترا، ومن ثم يتم نقل الزيت الخام المركز الى راس تنورة لتصديره إلى أسواق العالم. ومشروع معامل الإنتاج في القطيف الذي شارك في إنجازه نحو 15ألف عامل وحرفي ومهني من مختلف الجنسيات للعمل في مواقع مختلفة داخل المملكة وخارجها، يمثل مرحلة مهمة أخرى بالنسبة لمرافق الإنتاج في ارامكو السعودية إذ سيكون أول حقل ينتج الزيت العربي الخفيف بمزج الزيت العربي الخفيف جدا بالزيت العربي المتوسط. كما انه أول مشروع يحقق الاكتفاء الذاتي في توليد الكهرباء والبخار.وتعتبر زيارة سموه الكريم لإفتتاح هذا المشروع العملاق ذات أهمية اقتصادية تدفع العاملين معنوياً نحو المزيد من التنمية والإنتاجية، فهي تكريم لجهدهم الكبير الذي بذلوه للرقي بصناعة البترول في المملكة، بل وفي العالم الذي يعتمد على المملكة في تزويده بشريان الحياة الصناعية. ولا أنسى حضور سموه إلى حقل الحوية وتدشينه لهذا المشروع الحيوي الذي يزيد من فخرنا بالقيادة والمواطنين الذين يسعون لرفعة شأن المملكة في كل محفل. *جامعة الملك فهد للبترول والمعادن