أكد مختصون في الطاقة والبيئة أن مشروع معامل الإنتاج في القطيف التابع لشركة ارامكو السعودية أول مشروع يحقق الاكتفاء الذاتي في توليد الكهرباء والبخار وذلك عن طريق معمل للتوليد المزدوج تم إنشاؤه في الموقع، حيث يستخدم البخار المتولد من محطة الكهرباء لتوليد البخار للمعمل، الأمر الذي يعد ذا فائدة كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية . كما أن المشروع سيكون أول حقل ينتج الزيت العربي الخفيف بمزج الزيت العربي الخفيف جدا بالزيت العربي المتوسط . هذا و تجري أرامكو السعودية استعداداتها لكي يتم التدشين الرسمي لمعامل الإنتاج في القطيف، المنجزة مؤخرًا، والتي ستنتج 800,000 برميل يوميًا من الزيت الخام، فضلا عن كميات الغاز المرافق الضخمة التي تقدر بمئات الملايين من الأقدام المكعبة القياسية. ويمثل مشروع معامل الإنتاج في القطيف الجيل الجديد بالنسبة لمعامل الشركة من حيث الكفاءة البيئية، فقد تم تطويره على أحدث تقنيات الصناعة البترولية، بهدف زيادة الفاعلية التشغيلية والسلامة البيئية في آن واحد، حيث يتم ذلك باستعمال نظام حرق على اليابسة لا يتولد منه دخان، كما يشتمل المشروع على نظام جديد لاستخلاص الكبريت ذي كفاءة عالية تبلغ نسبتها 99٪ . ويعد المشروع الذي استغرق تصميمه 1,8 مليون ساعة عمل، وإنشاؤه 65 مليون ساعة عمل، وقد وشارك في إنجازه ( 15,000) ألف عامل وحرفي ومهني من مختلف الجنسيات للعمل في مواقع مختلفة، داخل المملكة وخارجها ، من ضمن أكبر مشاريع ارامكو السعودية المزمع تدشينها مؤخرا ، وقد تم إنجازه بعد حوالي عامين فقط من تاريخ البدء في شهر أغسطس 2002 م، كما يشكل المشروع مرحلة مهمة أخرى بالنسبة لمرافق الإنتاج في أرامكو السعودية. وقد شمل المشروع أيضًا تمديد شبكة من الأنابيب لوصل المرافق بعضها ببعض، ومن ثم وصلها بالفرضة في رأس تنورة، و كذلك توسعة مجمع الإدارة والورش، وإنشاء شبكة واسعة للاتصالات. من جهته أشار رئيس شركة ارامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين، عبد الله بن صالح بن جمعة، إلى أن مشروع معامل الإنتاج في القطيف يعد، بمعايير صناعة البترول العالمية، مشروعا جبارا،إذ لم تشهد الصناعة عبر تاريخها الحديث مشروعا بهذا الحجم يتم إنجازه في فترة واحدة وفي منطقة واحدة. وذكر أن هذا المشروع، بحجمه العملاق ونطاقه الهندسي المعقد، يرسخ الدور والمسئوليات الكبيرة التي تضطلع بها أرامكو السعودية تجاه الأسواق الدولية. وأضاف بن جمعه أن إكمال المشروع قبل الموعد المحدد وبتكلفة أقل من الميزانية المرصودة، يعد إنجازا رائدا، ولكن اعتزازنا يزداد بهذا الانجاز بتحقيق المشروع سجلا متفوقا جدا في مجالات السلامة الإنشائية وكفاءة جودة التنفيذ والتكنولوجيا المتطورة المستخدمة فيه، وهذا بحمد الله يحمل دلالة واضحة على نجاح أبناء الوطن في إتقان فن إدارة إنشاء المشروعات العملاقة وجعلها أحد مواطن القوة التي تتميز بها صناعة البترول السعودية، وذلك بما يخدم أهداف المملكة التنموية ويدعم استراتيجياتها في ضمان استمرار الإمداد الموثوق للطاقة في المستقبل للوفاء بمتطلبات المستهلكين حول العالم. ووفقاً لأرامكو السعودية فإن مساحة حقل القطيف، الواقع إلى الشمال من المقر الرئيس للشركة في الظهران في المنطقة الشرقية، عن 312 كيلو مترا مربعا، بما في ذلك تشكيل القبتين الشمالية والجنوبية. وينتج الجزء الذي يقع على اليابسة من هذا المشروع 500,000برميل يوميًا من الخام العربي الخفيف. أما حقل أبو سعفة الواقع في المنطقة المغمورة - الذي يشكل جزءًا من مشروع معامل الإنتاج في القطيف - فيحتوي على نحو 6,1 بلايين برميل من احتياطيات الزيت تقع تحت سطح الماء ضمن مساحة تزيد عن 104 كيلومترات مربعة. وينتج يوميًا 300,000برميل من الخام العربي المتوسط و يُنقل عبر خط الأنابيب المغمور تحت الماء الذي يبلغ قطره 42 بوصة وطوله 60 كيلومترًا، إلى المعمل الجديد على اليابسة لفرز الغاز من الزيت، لإجراء مزيد من عمليات المعالجة والتركيز. ومن ثم يتم نقل الزيت الخام المركز إلى رأس تنورة للتصدير. يذكر أن حقل القطيف يضم عشرات الآبار التي حُفرت على اليابسة وفي المنطقة المغمورة، حيث أُنشئت معامل جديدة لفرز الغاز من الزيت لاحتواء هذه الزيادة في الإنتاج؛ كما تم تحديث معمل الغاز في البري وفقًا لمتطلبات المعايير والمقاييس العالمية الخاصة بإنبعاثات ثاني أكسيد الكبريت والتي تطبقها المملكة.