سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولي العهد دشن«معامل الإنتاج»بالقطيف..أضخم مشروع بترولي تشهده صناعة البترول في العالم سموه يفتتح اليوم محطة نقل المياه المحلاة إلى محافظتي الأحساء وبقيق
رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني أمس حفل تدشين مشروع معامل الإنتاج في القطيف، الذي يعد احد المشروعات العملاقة التي نفذتها ارامكو السعودية، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 800 الف برميل في اليوم من الزيت الخام. فضلاً عن كميات ضخمة من الغاز المرافق بطاقة انتاجية تبلغ 370 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. وقد تفضل سموه، وسط حشد كبير من المدعوين الذين شاركوا في الحفل الذي اقيم في منطقة معامل الإنتاج بالقطيف، بإدارة عجلة صمام تدفق الزيت والغاز ايذاناً بتدشين المشروع حيث اعطى سموه اشارة البدء للمشغلين الفنيين السعوديين في غرفة التحكم في المعامل ومركز تنسيق العمليات بالظهران، حيث تم الربط الكترونياً. كما تفضل سموه بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع. ثم قام ولي العهد بجولة على مرافق المشروع يصحبه فيها عدد من اصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء ومسؤولي الشركة في المشروع، حيث التقى العاملين في غرفة التحكم بالمعامل، واستمع الى شرح عن مهام المراقبة والتحكم لعمليات التشغيل لهذه المعامل. وعبر معالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن ابراهيم النعيمي في كلمة له خلال اللقاء عن سعادته والعاملين في القطاع البترولي في المملكة لافتتاح سمو ولي العهد هذا المشروع. وأوضح النعيمي ان الصناعة البترولية السعودية تسير بخطوات ثابتة ومدروسة للاستمرار في قيامها بدور قيادي وفعال على المستويين المحلي والدولي، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، - حفظهم الله -. واختتم معاليه كلمته بقوله: «ان مشروع معامل الإنتاج في القطيف سيدعم الطاقة الإنتاجية للمملكة، وسيسهم في توسعة وتعزيز الاقتصاد الوطني، كما ان هذا المشروع، يأتي ضمن سلسلة من المشاريع البترولية الضخمة التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، ومن ضمن مشاريع كبرى يجري التخطيط لها والعمل على تنفيذها خلال السنوات القادمة. من جانبه، اكد الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة، رئيس ارامكو السعودية، وكبير ادارييها التنفيذيين، في كلمته التي القاها في هذه المناسبة، ان مشروع معامل الإنتاج في القطيف يشكل محطة تاريخية مهمة في سعي المملكة الدؤوب لتطوير مواردها البترولية، موضحا انه اكبر مشروع من نوعه تشهده صناعة البترول العالمية في تاريخها، اذ لم يسبق للعالم ان شهد انجاز مشروع واحد طاقته 800 الف برميل من الزيت الخام يومياً. واعلن انه على الرغم من ضخامة المشروع وتعقيد مكوناته الإنشائية فقد بلغ مستوى السلامة في تخطيطه وتنفيذه وبدء تشغيله حدودا باهرة جداً، اذ انجز العاملون عليه اكثر من 70 مليون ساعة عمل دون وقوع اية اصابة او حادث مهدر للوقت. ووصف هذا الرقم، بأنه انجاز وطني وعالمي متميز في مجال سلامة انشاء المشروعات. وأشار الأستاذ عبدالله جمعة الى ان مشروع معامل القطيف قد اضاف، بفضل الله، انجازاً متميزاً جديداً لأرامكو السعودية في ميدان السعودة، اذ بلغت نسبة السعوديين في الفرق التي عملت على التخطيط للمشروع، وإدارة تنفيذه، وفحص مكوناته بعد انجازها، اكثر من 98٪ ثم سلمته هذه الفرق، بعد اكتماله، الى كفاءات سعودية اخرى، غالبيتها من الشباب حديثي التخرج، الذين تولت ارامكو السعودية اختيارهم وتدريبهم وإعدادهم بعناية، بينما كانت اعمال الإنشاء تتواصل، وها هم الآن يتولون، بنسبة 100٪، مهمات تشغيله وصيانته والإشراف عليه.وبين رئيس الشركة ان مساحة نطاق مشروع القطيف الذي يقع الى الشمال من مقر ارامكو السعودية الرئيس في الظهران في المنطقة الشرقية، تبلغ قرابة 600 كيلومتر مربع على اليابسة وتحت الماء. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذا الجزء من المشروع، الذي يقع على اليابسة، 500 الف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الخفيف. اما حقل ابو سعفة الذي يقع في المنطقة المغمورة تحت قاع الخليج العربي، وهو جزء من مشروع معامل الإنتاج في القطيف، فتبلغ طاقته الإنتاجية اليومية 300 الف برميل من الزيت الخام العربي المتوسط. وكشف الأستاذ عبدالله جمعة بأنه بالإضافة الى 151 بئراً للإنتاج والمساندة تم حفرها في 34 موقعاً للحفر على اليابسة وفي المناطق المغمورة ضمن هذا المشروع، فقد تم انشاء 3 معامل ضخمة لفرز الغاز من الزيت تعالج كميات الإنتاج الجديدة، كما تم انشاء 5 منصات انتاج بحرية جديدة وتطوير 10 اخرى قائمة. كما شمل المشروع انشاء وحدات لمعالجة الغاز المصاحب، طاقتها 370 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً. واقتضى ذلك تطوير وتوسعة معمل الغاز القائم في حفل البري في الجبيل لتمكينه من التعامل مع هذه الكميات الإضافية من الغاز. وشمل مشروع القطيف، كذلك، انشاء وحدة لاستخلاص المكثفات البترولية تبلغ طاقتها الإنتاجية اربعين الف برميل يومياً. وبالإضافة الى هذه المكونات الأساس، شمل المشروع ايضا انشاء محطة طاقة كهربائية فرعية مساندة، ومد خط انابيب تحت مياه الخليج، طولة 60 كيلومتراً وقطره يزيد على المتر، ليربط مرافق الإنتاج في حقل ابو سعفة بمعامل الإنتاج الرئيسة في حقل القطيف، كما ربط المشروع بفرضتي رأس تنورة والجعيمة لتصدير الإنتاج من هناك، بالإضافة الى انشاء العديد من المرافق الفنية والإدارية والخدمية المساندة. ويقف مشروع معامل الإنتاج في القطيف كإحدى الركائز الأساسية التي تضاف الى مرافق الإنتاج في ارامكو السعودية، حيث يعد اول معمل يحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية وبخار الماء، وذلك من خلال انشاء معمل للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية في موقع المشروع. كما تستغل الأبخرة الناجمة عن محطة توليد الطاقة الكهربائية لإنتاج البخار الذي يستفاد منه في المعامل، الامر الذي يحد من التكاليف ويقلل من انبعاثات الغاز غير المرغوب فيها.