مض علينا3شهور منذ احياء الذكرى السنوية الثالثة 11 سبتمبر. ونشرت الوسائل الاعلامية الامريكية كثيرا من التعليقات منها: رأى اشخاص يستحق انتباهنا وتشاورنا. اذ يؤكدون ان 11 سبتمبرقد غير العالم, وتحت الوضع الجديد, لا توجد السياسة الجغرافية, تلاشت ايديولوجيا الحرب الباردة, وحل الامن غير التقليدى محل الامن التقليدى, ودخل العالم الى عصر مكافحة الارهاب, ان مكافحة الارهاب هى اول مهمة يضطلع به العالم والخ. هل اصبحت الوقائع العالمية ما وصفوه حقيقة؟ طبعا, لا. ما التناقض الرئيسى؟ لنستذكر الوضع الدولى واتجاه سير الشئون الخارجية الامريكية بعد الانتهاء من الحرب الباردة خاصة منذ حادث11 سبتمبر فى اوائل سبعينات القرن السابق, انتهت الحرب الباردة ولكن لم تتلاش ايديولوجيا الحرب الباردة بعد, كما لم تنسحب الهيمنة من مسرح التاريخ بسبب انحلال الدولة المهيمنة الاخرى, واشعل تجار السلاح نار الفتنة محاولين اعادة الوضع المتدهور لصناعة السلاح, تكاثر العديد من النزعات مثل نزعة الصدام الحضارى ونزعة استقرار القطب الاحادى و نزعة التهديد الصينى بالاضافة الى حقوق الانسان فوق سيادة الدولة ونزعة التدخل الجديد0الدليل. ادعاء كلينتون علنا ان الولاياتالمتحدة تتمتع باكبر قدرة على قيادة هذا العالم, كما لم تتستر على ذلك استراتيجية الامن القومى فى القرن الجديد التى نشرت فى الولاياتالمتحدة فى عام 1998: يجب على الولاياتالمتحدة ان تقود هذا العالم, ولن تسمح باية دولة او اية جماعة دولية بتحديها مكانة القيادة الامريكية, اذ ظهر تحت الاسترشاد بهذه الفكرة توسع الناتو شرقا والسياسة الجديدة للتعاون الدفاعى بين اليابانوالولاياتالمتحدة و نظام تى ام دى للدفاع الصاروخى, كما تم شن حرب كوسوفو فى هذه الخلفية ايضا. فعل بوش اكثر من ذلك, عندما تولى منصبه الرئاسى وجه ضربات من كل اتجاه وكثف جهوده لترويج انفراده وانطلق لايقاف المحادثات مع كوريا الديمقراطية وامر بقصف العراق وتراجع من بروتوكول كيوتو ورفض الموافقة علىحظر الانتشار النووى, وكثف جهوده لترويج ان (ام دى) للدفاع الصاروخى مما اصطدم اصطداما شديدا بالقانون الدولى ومبادىء العلاقات الدولية المعترف بها وجعل التيار المعاكس الذى كان قد تشكل فى فترة كلينتون ينحدر بقوة اعنف. ان الارهاب يعد تيارا معاكسا ايضا فى عصرنا هذا, اذ بلغ ذروته فى 11 سبتمبر. حاليا, يبدو انها مسألة عالمية وله اتجاه للانتشار. ولكن الارهاب والهيمنة تياران يختلف بعضهما عن البعض. ان الهيمنة هى الجانب الرئيسى للتناقض, بينما يكون الارهاب متفرعا من حيث مقرر من المدى والمعنى بما فى ذلك تأثيرات سلبية لعولمة الاقتصاد والدفع والنشوء من الاصولية. بالمقارنة مع الهيمنة, شأن الارهاب شأن ساحر صغير امام ساحر اعظم. الساحر الصغير علينا ان نقاومه بعزم ولكن الخلط بين الساحر الصغير و الساحر الاعظم من الممكن توجيه الشعوب فى العالم بخطأ, حتى ستر الجانب الرئيسى للتناقض تجاهلا للتحديات والمسائل الرئيسية التى يواجهها الموضوعان الرئيسيان.. السلام والتنمية فى عصرنا. وبعد 11 سبتمبر كان من الممكن ان تقوم الولاياتالمتحدة بمكافحة الارهاب بالمعنى الحقيقى على اساس الاطراف المتعددة وضمن اطار الاممالمتحدة, ولكن مع الاسف انها لم تصمد امام اغراء رسالة الامبراطورية الامريكية, وجعلت مكافحة الارهاب تخرج عن خط سيرها وتشهد توسيعا. اولا: وصفت الولاياتالمتحدة مكافحة الارهاب لها بانها حرب مكافحة الارهاب فى كل العالم, ولكن المجتمع الدولى يتخذ موقفه التحافظى ازاء ذلك على وجه العموم.ثانيا: ان حرب العراق التى شنتها الولاياتالمتحدة ليست لها صلة مباشرة بمكافحة الارهاب وذلك معترف به دوليا. ثالثا: دلت الوقائع منذ 11 سبتمبر على ان السياسة التى تنفذها الولاياتالمتحدة تهدف الى مكافحة الارهاب سعيا وراء الهيمنة.رابعا: حددت الولاياتالمتحدة بعض الدول بانها دول محور الشر و الدول الخبيثة كما حددت البعض الآخر بانها الدول الفاشلة, وحددت ايضا العديد من الدول بانها لا تقف بجانبنا ومعنى ذلك أنها تقف بجانب العدو وتهدد بفرض العقوبات عليها وتقوم بمبادرة الضرب لها والإطاحة بسلطات لا تحبها. ليس من الصعب ان نرى ان العالم الحالى لم يدخل عصر حرب مكافحة الارهاب, امام السلام والتنمية الموضوعين الرئيسيين فهناك تيارات معاكسة واصطدامات متعددة منها الهيمنة اولا والارهاب ثانيا. يجب علينا ان نقاوم هذين التيارين ولكننا يجب ان ندرك ايهما فى الاول ولا نمشى بخطأ.