منذ نشوء الأزمة الفلسطينية في أعقاب وعد بلفور المشؤوم وتقسيم هذه الدولة العربية والمملكة واقفة بكل أثقالها السياسية والاقتصادية مع أشقائها الفلسطينيين ، وهي ثابتة على مواقفها الواضحة تجاه أزمة الشعب الفلسطيني حيال مطالبه المشروعة بإقامة دولته المستقلة على تراب أرضه الوطني وتقرير مصيره وتلك المواقف ليست جديدة في حد ذاتها فقد اتضحت منذ قيام كيان المملكة على يدي موحدها ومؤسس نهضتها الحديثة الملك عبد العزيز رحمه الله ولعل ذاكرة العالم لن تنسى ذلك الاجتماع التاريخي بينه وبين الرئيس الأمريكي روزفلت وقتذاك حيث برزت تلك المواقف بجلاء من خلال مطالبة المملكة بإقرار الحقوق المشروعة للفلسطينيين وتمسكها بحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وقد بقيت المملكة محتفظة بتلك المواقف العادلة والثابتة منذ ذلك التاريخ ، ولم تحد عنها قيد أنملة وإزاء ذلك فليس من المستغرب أن يشيد رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور محمود عباس * أبو مازن * أثناء استقبال قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز له ولدولة رئيس الوزراء الفلسطيني والوفد المرافق يوم أمس الأول بدعم وتأييد المملكة المطلقين للقضية الفلسطينية واعتزازه بمواقف المملكة المعلنة والمشهودة إزاء هذه القضية العادلة ، وقد جدد قائد هذه الأمة للمسئول الفلسطيني دعم المملكة للاشقاء الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم حتى يتمكنوا من استرداد حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وتدمير لممتلكاته وتجريف لأراضيه مناف تماما لأبسط قواعد الشرعية الدولية والمواثيق المرعية والقرارات الأممية ذات الصلة ، وما زالت كبريات دول العالم المحبة للعدل والحرية ونشر حقوق الإنسان تستهجن ذلك التعنت الإسرائيلي الرافض لكل قرارات مجلس الأمن المنصفة ولكل مبادرات السلام المعلنة وآخرها مشروع خطة خارطة الطريق الذي لا يزال معلقا دون تطبيق بفعل ممارسات إسرائيل العدوانية المتلاحقة على الشعب الفلسطيني وتهميشها لكل مبادرة وقرار.